الأزمة تتواصل بعنابة

بلديـــات تعـاني من شـحّ الحنفيـات وأخرى من مياه برائحـــة الـتراب

عنابة: هدى بوعطيح

يحل فصل الصيف وتحل معه أزمة الماء الشروب بعنابة، سيناريو بات يتكرّر كل سنة دون أن تجد له السلطات المحلية حلا، ماء برائحة التراب يسيل من حنفيات سكان هذه الولاية، والذين يتساءلون في كل مرة عن الأسباب الكامنة وراء ذلك، خصوصا وأن هذا التغيير يحدث مباشرة مع حلول فصل الصيف والذي تحل معه المعاناة مع الماء الصالح للشرب.
لم يعد بإمكان سكان بونة ببلدياتها الـ12 استغلال هذا العنصر الحيوي، فبمجرد فتح الحنفية فإن رائحة التراب أول ما تستنشقه، ناهيك عن لونه الذي يميل إلى البني، وهو الأمر الذي يجعله غير صالح لا للشرب ولا للطبخ ولا حتى للاستحمام في بعض الأحيان، ما نجم عنه تذمر كبير وسط السكان، الذين ما فتئوا يراسلون الجهات المعنية للنظر في هذه الوضعية التي لم يجدوا لها تفسيرا خصوصا لدى الجزائرية للمياه وحدة عنابة، والتي تتذرع في كل مرة بحجج واهية زادت من القلق لما يحدث في هذه الفترة بالذات، حيث يكثر استهلاكه من قبل المواطنين، لا سيما مع ارتفاع درجة الحرارة.

تخوف من كارثة وبائية

هذه الرائحة قد تتغير إلى الأسوأ لتصبح بطعم غريب، ما يهدّد الصحة العمومية وبإمكانها أن تحدث كارثة وبائية وسط سكان المدينة، الذين سئموا من هذا الوضع، أمام تجاهل السلطات المحلية لمطالبهم المشروعة، والتي تقتصر فقط على مياه صالحة للشرب، وهو حال مزر تعوّد عليه أبناء بونة، فإما مياه راكدة وبرائحة كريهة أو حنفيات تكاد تجف منها المياه، وهو حديث آخر عن مأساة أخرى تعيشها أغلب البلديات، تسببت في معاناة وشكاوى يومية لسكان يشتاقون لمياه صالحة للشرب على اعتبار أنهم محرومون من الماء لمدة قد تتراوح بين 4 أيام وفي بعض الحالات تصل إلى 10 أيام أو تتعداها، بحجة إصلاح عطب ميكانيكي أو تنظيف خزانات أو مشكل كهربائي لضخ المياه أو كسر في القناة الرئيسية. وكلها مبررات يرى السكان أنها وهمية، حيث أن الأمر يتكرّر يوميا.
هذا دون الحديث عن الأحياء والتي تستفيد من الماء ليلا، حيث يتمّ التوزيع قبل الساعات الأولى من الفجر، إلى غاية الساعة الثامنة أو التاسعة صباحا بتدفق ضعيف، وهذا ما يجعل القاطنين  بالطوابق العليا محرومون من الماء لأيام أو قد يستفيدون من بعض القطرات لدقائق معدودة.

مشاريع وبرامج استعجالية دون تحسّن

عنابة التي استفادت من مشاريع عديدة على مدار السنوات الأخيرة لتحسين الخدمات فيما يخصّ توزيع المياه، على ما يبدو بقيت مجرد حبر على ورق، خصوصا وأنه تمّ وضع حيز الخدمة خزانات للمياه بقدرة استيعاب تصل إلى 24700 متر مكعب، ومحطتين للضخ ومشاريع أخرى دون أن يكون هناك أي تحسن. فالأزمة متواصلة ومعاناة السكان تتزايد يوما عن يوم، بالرغم من أن عنابة عرفت تسطير برنامج استعجالي رصد له 03 مليار دج، ناهيك عن تسطير برنامج للتكفل بمناطق الضغط والاضطرابات في عملية التزويد بالمياه الصالحة للشرب وتحديد المناطق التي تعاني من اختلالات وانقطاع في عملية التوزيع، لا سيما على مستوى القطب الحضري الجديد ذراع الريش مع اتخاذ كل التدابير الاستعجالية والحلول الجذرية لتقديم أفضل خدمة للمواطن، غير أن دار لقمان بقيت على حالها حيث يستفيد سكانها من الماء بمعدل يومين في الأسبوع.

الصهاريج سبيل العنابيين

ظاهرة اضطرت سكان عنابة للاستنجاد بالمياه المعدنية أو الصهاريج، حيث أصبحت الشاحنات التي تحملها تجوب شوارع المدينة يوميا تبحث عمن يقتني الماء الصالح للشرب، والأدهى من ذلك أن بعض الأحياء تشهد طوابير لا متناهية لبعض السكان المغلوب على أمرهم، والذين لا سبيل آخر أمامهم سوى هذه الصهاريج التي باتت بمثابة المنقذ لهم أمام الأزمة الفعلية التي يعيشونها، في الوقت الذي استثمر فيه أصحاب هذه الشاحنات من هذه الأزمة للكسب السريع وجعل منها تجارة مربحة وإن كان على حساب جيوب السكان الذين يطالبون بتحسين جودة المياه وتوزيعها يوميا، وفي أوقات تساعدهم على تلبية حاجياتهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024