هيمنت جائحة كورونا وارتفاع عدد الإصابات في الأيام الأخيرة على أجواء عيد الأضحى المبارك، حيث غابت مظاهر الزيارات العائلية لتبادل التهاني والاكتفاء بالاتصالات عن بعد عن طريق الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي، في مشهد لم يعيشه المواطن حتى في أوج انتشار الوباء خلال الموجة الأولى بتدابير الحجر الصارمة، فيما حرمت عائلات من اكتمال فرحتها بغياب أحد أفرادها ممن خطفهم الموت سريعا أو يرقدون في سرير الإنعاش بمصلحة كوفيد.
بالرغم من قلة مظاهر احترام إجراءات الوقاية من تباعد وارتداء الكمامة داخل المساجد أثناء أداء صلاة العيد، إلا أن الجميع، بحسب ما رصدته «الشعب»، التزم بنصائح الأئمة بتجنب المصافحة والعناق والاكتفاء بإشارات المباركة والتهاني بين المصلين، الذين انصرفوا سريعا دون تجمعات معهودة في مثل هذه المناسبات الدينية والاجتماعية الهامة، فيما قلت الحركة في الشوارع وخفت صوت الأطفال بسبب اقتناع الجميع بأهمية الالتزام بأبسط الإجراءات الصحيةو، خاصة في ظل الارتفاع المتزايد لعدد الإصابات وتسجيل حالات في مناطق لم تعرف هذا الوباء من قبل.
بعيدا عن الوضعية الصحية المتأزمة التي سكنت هواجس الجميع، حافظت الحركة التجارية على أدنى الخدمات على مستوى المتاجر والمخابز، استجابة لتدابير مديرية التجارة بالولاية التي أعدت قائمة خاصة للتجار المداومين، على الرغم من تسجيل نفس حالة التذبذب في توزيع مادة الحليب. كما احترم الناقلون أيضا الرزنامة المسطرة بالخصوص في اليوم الثاني، حيث عادت حركة النقل بصفة تدريجية لضمان مختلف الخطوط لمساعدة المواطنين على التنقل. وبالرغم من الاحتياطات والتدابير المتخذة من قبل السلطات الولائية المتعلقة بالحرص على ضمان الخدمات الأساسية للمواطنين يومي عيد الأضحى، مثلما تمخض عنه لقاء المجلس الولائي كمواجهة أزمة انقطاع التيار الكهربائي، وعدالة توزيع مياه الشرب بين البلديات، إلا أن الكثير من المناطق بالأخص القرى النائية وعدد من الأحياء السكنية الكبرى بالمدن قد عرفت تذبذبا كبيرا في عملية التوزيع، خاصة وأن المناسبة عرفت طلبا مضاعفا على هذه المادة الحيوية، مثلما هو الحال منذ بداية فصل الصيف، مما دفع بمديرية الموارد المائية ومؤسسة التوزيع إلى إعادة النظر في برنامج الحصص المخصصة لكل منطقة بما يتماشى وقدرات التخزين المتوفرة.