لم تختلف أجواء عيد الأضحى المبارك بمعسكر، عن باقي ولايات الوطن. ثاني عيد أضحى يمضي في ظروف صحية استثنائية، من البقاع المقدسة التي شهدت تقليص أعداد الحجيج، إلى باقي أصقاع العالم، أين توحد دعاء المسلمين على عبارات التضرع من أجل نهاية كابوس الوباء العالمي المشئوم.
لم تعد الاصابات بفيروس كوفيد-19 وحدها من يحصد الأرواح، الكثير من العائلات المعسكرية أمضت «العيد الكبير» حزينة على فراق أحبتها عقب تعقد حالاتهم الصحية بسبب إصابتهم بفيروس كورونا، أو بسبب فاجعة الفقدان غرقا في شواطئ البحر أو في حوادث المرور التي راح ضحيتها شباب في عمر الزهور، وتلك كانت أسبابا كافية أن يفقد عيد الأضحى بهجته وينطبق عليه قول الشاعر «عيد.. بأي حال عدت يا عيد!».
ومن باب إبداء الفرحة بقدوم العيد، كقاعدة لمبدإ تعظيم شعائر الله، اجتهدت الكثير من العائلات في تقاسم فرحة العيد، رغم الظروف الصحية الاستثنائية. ودونما أي شك فقد تشارك الجميع دعواتهم أن يرفع الله الوباء عن البشرية جمعاء في هذه المناسبة العظيمة التي تكتمل في أيامها خامس أركان الإسلام.
زيادة وتيرة النشاط الخيري
صنع شلل الحركية التجارية وحركة النقل خلال اليومين الأول والثاني من العيد المبارك، صورة تشبه حظر التجوال. وبالرغم سلبيات غياب الخدمات للمواطنين، إلا أنه يتوقع ان يكون له أثر على الوضع الصحي العام في تقليص عدد الاصابات بفيروس كوفيد-19.
وسجلت «الشعب» عبر عدد من أحياء معسكر، صبيحة العيد، التزاما كبيرا بإجراءات الوقاية، لاسيما من حيث ارتداء الاقنعة الواقية بشكل واسع بين المواطنين، بغض النظر عن التباعد الجسدي الذي سقط بحكم طبيعة هذا اليوم الذي يتطلب العمل الجماعي والتعاون بين افراد الاسرة الواحدة والحي الواحد.
كما سجلت بمعسكر أجواء احتفالية اكثر ما ميزها التضامن والتكافل الاجتماعي، حيث رفعت عدة جمعيات خيرية تحت تسميات مختلفة خلال يومي عيد الأضحى المبارك، درجة التأهب لمساعدة المحتاجين وذوي الحاجة من الفئات الهشة واليتامى في عيد الأضحى المبارك، وسارعت لإدخال البهجة والسرور على العديد من العائلات المحدودة الدخل التي منعتها ظروفها المادية من شراء الأضحية، على غرار سكان بلدية السهايلية الذين اجتهدوا في تنظيم عادة الوزيعة وتوزيع اللحوم والمؤونة الغذائية على الفقراء والأرامل وشباب جمعية المواطنة التي وزعت الأضاحي على الأسر الفقيرة ببلدية مطمور... وغيرها من الجمعيات والشباب المتطوع الذي انخرط بقوة في العمل التضامني لتوفير أضاحي العيد للمعوزين واليتامى.
حملات نظافة وتزويد منتظم بالمياه
كما لم يمض عيد الأضحى المبارك عبر تراب معسكر، بدون حملات تطوعية أطلقها مواطنون لتنظيف أحيائهم من مخلفات النحر، خاصة بالنسبة لسكان العمارات بمواقع سكنية عدة رسم سكانها أبهى صور التضامن والمساعدة فيما بينهم لذبح الأضاحي.
إذ باشر هؤلاء بعد عملية النحر حملة واسعة لتنظيف وتطهير البالوعات بمساعدة عمال النظافة الذين سجلوا حضورهم القوي خلال يومي العيد، حيث جندت المؤسسة العمومية لرفع النفايات المنزلية زهاء 700 عون نظافة لرفع مخلفات النحر وجلود الأضاحي، كل ذلك مقابل ارتياح ملموس سجل بين المواطنين عبر كامل تراب ولاية معسكر، خلال اليوم الأول من عيد الأضحى بالنسبة للتموين بمياه الشرب لما تتطلبه عملية النحر من كميات إضافية مضاعفة من المياه التي تستعمل في أشغال البيت.