تعرف مدينتا تلمسان وعين تموشنت إقبالا كبيرا عشية عيد الأضحى، على محلات بيع التوابل ومعدات نحر الأضاحي وأدوات تقطيع لحومها، مثلما هو الشأن أيضا بالنسبة لاسواق الخضر والفواكه بحكم الحاجة لكل ذلك لمثل هكذا مناسبات.
تشهد الأسواق الشعبية بتلمسان إقبالا معتبرا للمواطنين لاقتناء مختلف المستلزمات الضرورية تحضيرا لعيد الأضحى، حيث تتميز الأجواء خاصة بالسوق المغطاة بوسط المدينة بالنشاط والحركية من طرف التجار والباعة لتلبية رغبات الزبائن بتوفير لهم كل المنتجات التي يحتاجونها من خضر وفواكه وتوابل وغيرها لتغطية احتياجات يومي عيد الأضحى.
ويتوافد المواطنون على هذه السوق المغطاة لشراء الخضر والفواكه وغيرها، بينما يلاحظ إقبال أكبر على محلات بيع التوابل، خاصة من قبل النساء اللاتي يحرصن على ضمانها لاستعمالها في تتبيل لحم الأضحية، حيث تشتهر المنطقة لكونها مقصد الزبائن من مختلف ولايات الوطن في مجال تسويق مختلف أصناف وأشكال وألوان التوابل والعطور الغذائية ذات الجودة.
وتبحث النسوة على اضفاء نكهة مميزة على موائد عيد الأضحى، مثلما ذكره لوأج أحد تجار هذا الاختصاص، مشيرا إلى أن بعضها مخصص لتتبيل الكبد واللحوم وبعضها خاص بأحشاء الخروف (المسماة بالدوارة) وأخرى خاصة بالبكبوكة أوالعصبان حسب تسمية كل منطقة.
وأصبحت طاولات بيع معدات نحر الأضاحي تغزو شوارع المدينة خلال هذه الأيام حيث يعرض أصحابها مختلف الآلات الحادة من سكاكين وحبال ومعاليق وغيرها للبيع، وبجانبهم أشخاص آخرون يمتهنون مهنة «سن السكاكين» لجعلها حادة، وقبالتهم طوابير من المواطنين، كل ينتظر دوره.
كما تشهد الشوارع هذه الأيام تجارة أخرى تتمثل في بيع المواقيد المصنوعة من الحديد أو الطين الخاصة بالشواء المعروفة بـ «المجمر» وأكياس الفحم وكل المستلزمات الاصطناعية الخاصة بإشعال النار وأعواد الشواء والأكياس البلاستيكية التي تستعمل في تخزين اللحم بالمجمد وأخرى لرمي النفايات.
ولا تفوّت التلمسانيات هذه الفرصة لتحضير بعض أنواع الحلويات التقليدية، خاصة الكعك التلمساني والغريبية لتزيين موائد القهوة والشاي لاستقبال الأهل والأصدقاء لتقاسم فرحة العيد وتبادل التهاني.
بدورها، تشهد مختلف أحياء مدينة عين تموشنت رواجا «كبيرا» لتجارة معدات نحر الأضاحي والشواء تحسبا لهذه المناسبة، حيث باتت هذه الأنواع من البضاعات تتصدر مختلف عروض البيع داخل الأسواق وحتى عبر الصفحات التجارية للولاية بمواقع التواصل الاجتماعي.
وتتنوع أشكال وأحجام معدات نحر الأضاحي والشواء المعروضة للبيع، وسط تباين في الأسعار والجودة, بينما يعتبر الكثير من المتسوقين الذين التقتهم «وأج»، أن أسعار بعض هذه المستلزمات مبالغ فيها، وتتجاوز القدرة الشرائية لمعدل الدخل لمعظم الأسر الجزائرية وكون هذه التجارة المناسباتية تفتقر للضبط، ولا تحتكم لمعايير تجارية مقننة.
ويشكّل كل من شارعي «الأمير عبد القادر» و»باستور» المحاذيين لسوق الخضر والفواكه بوسط مدينة عين تموشنت، المقصد البارز للراغبين في اقتناء مستلزمات نحر الأضحية وباقي ملحقات الخاصة بمطبخ عيد الأضحى، حيث ذكر الحاج مختار الذي كان بصدد شراء بعض مقتنياته تحضيرا لاستقبال عيد الأضحى، أن «كل السلع متوفرة والأمر يبقى مرتبطا بميزانية المتسوق».
وأضاف قائلا: «حاليا هناك معدات متطورة متوفرة تسمح بالقيام بنحر الأضحية وسلخها وتقطيع لحومها بأكثر أريحية من خلال مضخة نفخ الهواء التي تساعد في عملية تهيئة الأضحية للسلخ وحتى المنشار الآلي الذي يقتصد الجهد والوقت في عملية تقطيع لحم الأضحية، لكن الأسعار ليست في متناول الجميع