أكّد ممثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة بالجزائر (يونيسف)، اسلمو بخاري، الخميس بالجزائر العاصمة، أنّ الجزائر تمكنت من الحد و»بدرجة كبيرة» من الآثار السلبية لجائحة كورونا (كوفيد-19) على الأطفال لاسيما بعد نجاحها في إعادة فتح المدارس، وتنظيم الامتحانات منذ بداية انتشار الوباء.
قال بخاري خلال كلمة له على هامش إطلاق حملة للتحسيس والتوعية بضرورة التلقيح ضد فيروس كورونا، بادرت بها وزارة التضامن الوطني والأسرة و قضايا المرأة، بمناسبة اليوم الوطني للطفل المصادف لـ 15 جوان من كل سنة، أن «الجزائر تمكّنت من الحد وبدرجة كبيرة من الآثار السلبية لجائحة كورونا على الأطفال، لاسيما بعد نجاحها في إعادة فتح المدارس وتنظيم الامتحانات وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية المطلوبة لهذه الفئة منذ بداية انتشار الوباء، بالرغم من كل الصعوبات».
وقال ممثل اليونيسف بالجزائر خلال إطلاق الحملة على مستوى حديقة التجارب «الحامة»، أنّ إحياء اليوم الوطني للطفل يأتي هذه السنة أيضا «في ظروف خاصة غيّرت نمط العيش في كل مجالات الحياة بعد أن ألقى فيروس كورونا بثقله على نمط حياة الأطفال في الجزائر على غرار نظرائهم في جميع أنحاء العالم».
وبفضل التجنيد والتنظيم - يضيف المتحدث - «استطاعت الدولة الجزائرية مواجهة تداعيات انتشار الفيروس، الذي أثّر سلبا على عديد مناحي الحياة لاسيما منها الاقتصادية والتي انعكست على قدرة العائلات لتوفير كل حاجيات ابنائها».
وقال ذات المسؤول أن منظمة اليونيسف «واثقة من أن مختلف مؤسسات الدولة إلى جانب فعاليات المجتمع المدني تبذل كل الجهد المطلوب لدعم العائلات المعوزة لاسيما منها في مناطق الظل، وستواصل ذات الهيئة العمل مع كل المعنيين من أجل توقيف زحف الوباء وضمان العودة إلى الحياة الطبيعية بالنسبة للعائلات والأطفال، إلى جانب الإسهام في التحسيس والتذكير بأهمية الإجراءات الوقائية الخاصة بالحد من انتشار الفيروس كاستعمال الكمامات والتباعد الاجتماعي».
وأضاف اسلمو أن الإسراع في عملية التلقيح «سيمكّن من حماية حياة الناس والعودة السريعة إلى التسيير العادي للمؤسسات الصحية»، مثمّنا في سياق متصل كل عمل ومبادرة ترمي إلى توفير فضاءات الراحة والاستجمام للأطفال من خلال تضافر جهود كل من وزارات التضامن والثقافة والصحة والشبيبة والرياضة ووسائل الإعلام للتكيف مع الوضع الحالي، وتمكين هذه الفئة من الاستمتاع بالعطلة المدرسية الصيفية قدر الامكان.
وأضاف أنّه «يتوجّب على الجميع اليوم التضامن والتفاؤل لاجتياز هذه المحنة التي أصابت العالم والنظر إلى الوباء كتحدي وعامل للتغيير في طبيعة سير المنظمات الصحية والتربوية والاجتماعية بشكل يتماشى مع الأوضاع التي فرضها كوفيد-19»، مبرزا أنه «قد تسجّد هذا التغيير فعليا من خلال إصلاح المنظومة الصحية وتحسين الاتصال، والاهتمام أكثر بإدخال الاعلام الآلي في المؤسسة التربوية، وكل ما من شأنه السماح بمواجهة الجائحة وضمان استمرارية تقديم الخدمات الضرورية للأطفال وتحسينها وفقا للمستجدات التي ترافق انتشار الوباء».
ومن جهته، ذكر رئيس ديوان وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، محمد سيدي موسى، أنّ «الخلايا الجوارية التابعة لمديريات النشاط الاجتماعي عبر جميع ولايات الوطن ستسهم في إنجاح حملة التوعية والتحسيس بضرورة التلقيح ضد الفيروس، بغرض الوصول إلى تلقيح شامل سيصل بنا إلى المناعة الجماعية ضد هذا الوباء».
وأضاف أن «العمل جاري ومتواصل بالتنسيق مع كل من مصالح وزارة الصحة، وبإشراك الفاعلين الاجتماعيين وفعاليات المجتمع المدني من أجل بث الوعي لكافة أطياف المجتمع، من أجل احترام سبل الوقاية من الفيروس، والتوجه الجماعي نحو مراكز التلقيح لاسيما بعد تسجيل ارتفاع حالات الإصابة خلال الأيام الأخيرة الماضية».