فيما لجأ البعض للماعز

الأسعـار ليست في المتنـاول ببـاتنة

باتنة: لموشي حمزة

تشهد باتنة هذه الأيام فتحا تدريجيا لنقاط بيع أضاحي العيد، غير أنّ الموالين لم يلتزموا بالنقاط المحددة من طرف المصالح المعنية في إطار إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، حيث تحولت مداخل المدن وطرقاتها الرئيسية وبعض فضاءاتها العمومية خاصة المتواجدة في مخارج المدن إلى إسطبلات مفتوحة على الهواء الطلق لبيع أضاحي العيد خاصة في الفترات المسائية.

التحضيرات الخاصة بعيد الأضحى بباتنة خاصة ما تعلق بتحديد نقاط بيع الأضاحي، تمّ بناء على معطيات قدمتها مصالح مديرية الفلاحة بهدف وضع حد لظاهرة البيع العشوائي والفوضوي للأضاحي، والتي تميز الولاية كل سنة، لا تراعى فيها أدنى شروط الصحة والنظافة، ولا تستجيب للمعايير المعمول بها قانونا خاصة مع العودة القوية لفيروس كورونا كوفيد، ضف إلى ذلك الارتفاع الجنوني لأسعار الأضاحي، ما زاد من معاناة العائلات المحدودة الدخل.
كشفت مصالح مديرية الفلاحة، عن تسطيرها لبرنامج صارم بخصوص مراقبة أسواق بيع الأضاحي، وكذا المذابح المعنية بعملية الذبح خلال أيام عيد الأضحى المبارك تنفيذا لتعليمات الوصاية، إضافة إلى تقديم توجيهات ونصائح طبية وعلمية للمواطنين، بخصوص عمليات شراء وذبح أضاحي العيد.
وككل سنة جدّدت المصالح البيطرية التابعة لمديرية الفلاحة تحذيراتها للمواطنين من خطر إصابة أضاحي العيد بالحمى القلاعية، مؤكّدة ضرورة إخضاع الماشية والأبقار للمراقبة البيطرية قبل إدخالها أسواق البيع، داعية المربين إلى تقديم يد العون للمصالح البيطرية وتسهيل عملها، خاصة في هذا الظرف الصحي الاستثنائي بسبب استمرار جائحة كورونا، إضافة إلى دعوتهم لعدم اقتناء رؤوس أبقار ومواشي من ولايات مجاورة دون إخضاعها للرقابة البيطرية، خاصة وأن باتنة لم تسجل لحد الساعة أية إصابة بالداء الفتاك.
الماعز كأضاحي
أجبرت الأسعار المرتفعة لأضاحي العيد هذه السنة تزامنا  وتراجع فرص العمل بسبب تداعيات الفيروس التاجي، العديد من العائلات الأوراسية على اختيار أضاحيها من الماعز الذي ازدهر سوقه بكل بلديات الولاية، إضافة إلى انخفاض أسعاره مقارنة بالماشية الأخرى من خروف ونعاج.
كما حتّمت الظروف الصحية التي يمر بها بعض المواطنين جراء معاناتهم من أمراض صحية على غرار ارتفاع ضغط الدم والكولسترول على اقتناء أضاحيهم من صنف الماعز كأضحية رئيسية أو ثانوية نظرا للظروف الصحية المزمنة التي يمر بها احد أفراد العائلة، والتي تجعل من تناوله للحم الخروف مضرا بصحته.
وأشار بعض المواطنين إلى أنّهم حريصون على اقتناء الماعز استجابة لنصائح وتوجيهات الاطباء الذين يعالجون عندهم، والذين نصحوهم باستهلاك لحوم الماعز لما تتوفر عليه من نسبة دهون قليلة، لذلك أصبح لأضاحي العيد من الماعز نقاط بيع محددة غالبا ما تكون في بعض المزارع بقرى وأرياف باتنة.
ويقدّر سعر أضحية عيد من الماعز بأكثر من 14 ألف دينار كسعر افتتاحي ويرتفع السعر حسب عمر وحجم الأضحية، حيث يفضل حسب أحد الموالين المختصين ببيع الماعز بقرية أولاد عوف بباتنة، اقتناء أضحية ينحصر عمرها بين السنة أو السنة وأربعة أشهر فقط، والتي يتراوح وزنها ما بين 12 و15 كيلوغرام، لاسيما وأنه كلما زادت الأضحية عمرا زادت وزنا وقلت لذة لحمها.
وفي هذا الصدد، أيضا أشار أحد المواطنين إلى انه حريص على التضحية بالماعز لظروفه الصحية جراء معاناته من مرض السكري وارتفاع الضغط الدموي، إضافة إلى ارتفاع تكاليف أضحية العيد من نوع الغنم.
أسعار خيالية
استغرب العديد من المواطنين من الارتفاع الكبير لأسعار الأضاحي لهذا العام وسط استمرار الجهات المعنية في الحديث عن وفرة الأضاحي وكفايتها وأسعارها التي في متناول الجميع، وهو ما يفنّده غالبية المواطنين الذين يدخلون أسواق بيع المواشي ليغادروها مباشرة بعد الوقوف على أسعار المواشي.
ويتراوح سعر أضحية العيد من 5 ملاين فما فوق، وهي أضحية تكفي عائلة متكونة من 4 أو 5 أفراد فقط، وليس المواطن وحده من يشكو الغلاء بل حتى الباعة والموالون الذين أكّدوا لنا الفرق الواضح والكبير بين أسعار أضاحي الموسم الماضي في ذروة تفشي الجائحة وهذا العام، والتي ترجع حسبهم الى غلاء الأعلاف والكلأ، الذي يزيد سعر الحزمة الواحدة منه عن الـ 750 دينار، بالإضافة الى الارتفاع الكبير لأسعار النخالة، والتي فاقت الأسبوع الماضي في أسواق باتنة الـ 3000 دينار، أما الشعير فتجاوز عتبة الـ 7000 دينار للقنطار الواحد.
وما زاد من معاناة العائلات هوإصرار أبنائها على اقتناء اضاحي عيد نموذجية، حيث أنّ سبب إقبال الكثير من المشترين على أضاحي مرتفعة السعر رغم جيوبهم الفارغة هو رضوخهم لضغوطات الأولاد، فيقول الذين لا يقبلون كبش دون قرون كبيرة ودائرية، حيث تجد الاولياء يضطرون للاستدانة لإرضاء الأبناء

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024