كشفت مديرية المصالح الفلاحية لولاية بومرداس بالتنسيق مع المفتشية البيطرية، عن فتح 62 نقطة بيع أضحية العيد مهيأة عبر بلدية الولاية لتسهيل عملية شراء كباش العيد من قبل المواطنين وفق الشروط الصحية المطلوبة، مع تجنيد 41 بيطري موزعين على المقاطعات الفلاحية ومكاتب النظافة والمذابح، فيما يبقى مصير أسواق الماشية غير مدرجة ضمن هذه التدابير الرقابية، خاصة مع دخول قوافل الموالين، وشروع الفلاحين في عرض منتجاتهم.
أعلنت مديرية المصالح الفلاحية لبومرداس عن البلديات المعنية بالنقاط المرخصة لبيع الأغنام والمعز بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، أغلبها منتشرة بالمستثمرات الفلاحية، الأسواق الأسبوعية وبعض الفضاءات العامة بين الأحياء لتسهيل مهمة شراء الأضحية من قبل المواطنين بالخصوص القاطنين بالمدن والأحياء الذين يتعذر عليهم اقتناء الكباش قبل الموعد بسبب أزمة المكان، وبالتالي تفضّل الكثير من العائلات القيام بإجراءات الشراء مسبقا، والتفاهم مع الباعة بتركه في نفس الفضاء أو الزريبة بالنسبة للفلاحين والمربين.
والملاحظ في قائمة الفضاءات التي أعلنت عنها المصالح الفلاحية، هو إقصاء 12 بلدية من العملية أغلبها مناطق ريفية ونائية ينتشر بها نشاط تربية الأغنام والمعز بكثرة، منها بلدية اولاد عيسى، تاورقة، اعفير، سيدي داود، عمال، بن شود، أولاد موسى، الاربعطاش وغيرها، حيث تمّ حرمان الناشطين والفلاحين بهذه المناطق من نقاط بيع مراقبة صحيا ومهيأة، وهو ما أدّى إلى انتشار النقاط العشوائية الفوضوية، حيث لجأ الكثير من الباعة، تجار، موالين وفلاحين إلى عرض الكباش في الفضاءات الخاصة، الباحات الخارجية للمنازل والأحواش، بعيدا عن أعين الرقابة والمتابعة الصارمة للمفتشية البيطرية لتجنب الأخطار الصحية المحتملة.
كما جنّدت المفتشية البيطرية 41 بيطريا موزعين عبر المفتشيات الفلاحية ومكاتب النظافة، وهي إجراءات روتينية حسب المختصين وتجار الماشية، الذين تحدثوا لـ «الشعب» عن هذا الموضوع، باعتبارها فرقا منتشرة تقريبا طول السنة في هذه المصالح القارة.
لكن الوضع الصحي الاستثنائي الذي تمر به المنطقة يتطلب تجنيدا واسعا ومتابعة صارمة لحركة تنقل قوافل الماشية وفضاءات البيع بالأسواق الأسبوعية الكبرى التي تعرض أنواعا وأصنافا من رؤوس الماشية والماعز المتدفقة هذه الأيام من خارج الولاية عن طريق الموالين ومحترفي النشاط، ومن داخلها بواسطة الفلاحين والمربين البسطاء بعضها لم يتلق التلقيح، حيث ازدهرت عملية البيع والشراء ولو باحتشام بعيدا عن أعين البياطرة، على حد تعبير بعض المواطنين الذين قصدوا المكان.
علامات ورموز كإشارات على الحجز
انتشرت في السّنوات الأخيرة ظاهرة الحجز والشراء المسبق لأضحية العيد بالنسبة للعائلات الميسورة الحال وأغلبها قاطنة بالعمارات، مع الاتفاق على ترك السلعة لدى البائع، واللجوء الى عملية الترميز بوضع علامات خصوصية بطلاء رؤوس الماشية أو جزء منها، كأشارة على البيع والتعرف على الكبش لاحقا، حيث يمكن للزائر اكتشاف الكثير من الألوان والرموز وحتى أسماء الأطفال الذين شاركوا في اختيار الأضحية مع آبائهم، وهي سلوكات تظهر مدى قدسية هذه الشعيرة الدينية لدى العائلات وعمقها في المجتمع الجزائري.
وبغض النظر عن الوضعية الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعاني منها كل طرف سواء المواطن او العائلات التي تقوم بعملية ادخار طيلة السنة من أجل اقتناء أضحية العيد، وإدخال الفرحة على أطفالها وممارسة هذا الواجب الديني المعظم رغم كل الظروف بسبب تدني القدرة الشرائية، او بالنسبة للفلاحين ومربي الماشية الذين يعانون هم أيضا في صمت كبير نتيجة تضاعف التكاليف وغلاء الأعلاف التي لم تعد تقف عند سقف محدد حسب تصريحات عدد من الناشطين التي تبدأ من 3500 دينار إلى 7 آلاف دينار بالنسبة لتغذية الانعام والموجّهة لأبقار الحليب وتربية الماشية.
في حين يقوم بعض البسطاء والعائلات القاطنة بالمناطق الجبلية الريفية باستغلال مساحات الاحراش والغابات، وحتى الفضاءات الفلاحية لما بعد عملية الحصاد والدرس لممارسة نشاط الرعي، لتجنب ازمة التكاليف، وهي تقريبا رؤوس الأغنام الأكثر طلبا من قبل المواطنين.
بالمقابل يبقى التجار ومحترفو البزنسة يعيشون على ظهر الفئتين باقتناء الفرص وإعادة بيع الكباش لأكثر من عملية، بعيدا عن نظرية التكافل الاجتماعي ومساعدة المحتاجين للشعور والإحساس بفرحة العيد.