المعلومات المغلوطة تغزو فضاء «الواب» ووسائط التواصل الاجتماعي، لابد من الخروج من الوسائل التقليدية للحفاظ على المعلومات المتعلقة بالذاكرة، من خلال الولوج إلى عالم الرقمنة وحسن استغلال فضاء «الواب»، وهذا ما يتطلب الاستعانة بالباحثين الجامعيين في مجال التاريخ والاجتماع، بحسب ما يرى سمير عرجون، الباحث بالمدرسة العليا للصحافة وعلوم الإعلام، المختص في رقمنة وسائل الإعلام.
يرى عرجون أنه من الضروري الاستثمار في فضاء «الواب»، لتخزين المعلومات التاريخية وكل ما يتعلق بالذاكرة، ما يستلزم الاستعانة بالأساتذة والباحثين في العلوم الإنسانية والاجتماعية، الذين «ركنوا إلى زاوية واستغنوا عن خدماتهم»، ولعل الوقت حان للاستفادة من مساهماتهم أو دعوتهم للمساهمة في هذا المجال – بحسب ما صرح به لـ «الشعب».
يوضح عرجون أهمية استخدام الرقمنة للحفاظ على الوثائق وكل ما له صلة بالذاكرة. لأن هذا الجيل، لا يمتلك من الصبر ما يشجعه ويحثه على الذهاب إلى المكتبات والغوص في الكتب للحصول عن معلومة تاريخية، يحتاجها لتثقيفه أو لاستغلالها في بحوث في مراحل تعليم مختلفة، وبالتالي الوسيلة الأسهل بالنسبة له هو «الضغط على زر في جهازه الآلي»، فيحصل على ما يريد في بضع ثواني.
لكن هل المعلومات التي حصل عليها صحيحة؟، يتساءل المتحدث، إشكالية مطروحة ـ بحسبه ـ على ضوء وجود معلومات مغلوطة تغرق فضاء «الواب» ووسائط التواصل الاجتماعي، ولعل ذلك ما جعل مراكز البحث في مجال التاريخ تبقي على «الطابع التقليدي» للحفاظ على المعلومات المتعلقة بالذاكرة، ويشير إلى أن المجال التاريخي يعرف تأخرا كبيرا في مجال الرقمنة.
بالنسبة للأستاذ عرجون، فإن معالجة هذه الإشكالية يتطلب إعداد قاعدة معلومات منتقاة وممحصة من أهل الاختصاص، مجددا دعوته للاهتمام بالكفاءات التي تزخر بها الجامعات في مجال التاريخ والاجتماع، لأن مساهمتهم «فعالة»، ويرى أن للإعلام دور كذلك، يمكن أن يساهم به في «هذه الورشة التي لابد أن تفتح في أقرب وقت».
وانتقد في سياق متصل، ما يدور من معلومات واتهامات يتقاذفها البعض في التاريخ، و»هم أناس ليس لهم أية علاقة بهذا المجال». ويشير إلى أن ذلك يساهم في نشر معلومات مغلوطة، التي أغرقت بها وسائط التواصل وفضاء «الواب»، والتي لابد من الانتباه إليها –على حد قوله-، وذلك باستبدالها بالمعلومات الصحيحة المنقحة التي تصدر من الجهات الرسمية والمراكز الخاصة، بعد إعادة صياغة المحتوى.
ويؤكد عرجون على ضرورة تكوين الطلبة حول كيفية البحث عن المعلومات الصحيحة في مجال التاريخ، وتزويدهم بالوسائل التي تؤمّن لهم مجال البحث عندما «يغوصون» في الفضاء الرقمي، من خلال محركات البحث التي تعد الأكثر استعمالا في «الواب»، للحصول على معلومات منتقاة بدقة من شوائب «التغليط والشائعات».