يُبدي بعض الأطباء بولاية ورقلة، تخوّفات من تكرار سيناريو، صيف 2020، خاصة بعد تسجيل منحنى تصاعديا نوعا ما في عدد الإصابات بكوفيد- 19، ناهيك عن وجود بعض الحالات التي عانت من مضاعفات صحية كبيرة، خلال الفترة الأخيرة، جراء إصابتها بالفيروس، أدت بها إلى الوفاة في الكثير من الأحيان.
هذه المؤشرات وأخرى، تبعث على القلق إزاء الوضع الصحي ومدى إمكانية التحكم في استقراره، خلال الفترة القادمة، وسط تخوف من العودة إلى ما شهدته المصالح الصحية من اكتظاظ في المستشفيات وارتفاع في معدل الوفيات، في ظل تصريحات تؤكد دخولنا فعليا في موجة جديدة.
في ورقلة، يبقى تحقيق احترام شروط التباعد المطلوبة صعبا للغاية، على غرار العديد من المناطق من الوطن، هذا فضلا عن أن الولاية تعد منطقة عبور واستقطاب لمواطنين من مختلف ولايات الوطن وأجانب أيضا.
من جهة أخرى، تدفع الظروف المناخية، بمعدل الحركية إلى الانحصار نوعا ما صباحا، حيث أن درجات الحرارة المرتفعة منذ بداية شهر جوان تعرف ارتفاعا كبير خلال الفترة الصباحية إلى ما بعد الظهر لترتفع أكثر فأكثر مساء وليلا. وبهذا الصدد، أكد الدكتور محمد العيد حسيني عضو بجمعية أطباء أن هناك العديد من المؤشرات التي توحي بأن الوضع الوبائي في ورقلة، قد يكون مشابها لما عرفته، خلال السنة الفارطة، خاصة أن الولاية ومنذ الأسبوع الأول لشهر، جوان الماضي، سجلت تزايدا في عدد حالات الإصابة يوما بعد يوم.
وأكد لنا أننا نعيش موجة جديدة وفي ظل عدم توفر معلومات كافية عن التطور الذي يشهده هذا الفيروس وطبيعة السلالات الجديدة المتحوّرة عنه، فإن الوضع الوبائي يبقى تحت الملاحظة والترقب، حيث من المحتمل أن تتضاعف شدة الوباء وقد تتوقف في مراحل مبكرة وفي كلا الحالتين فإن أخذ الحيطة والحذر واجب وضروري.
ونوّه هنا إلى أن السلوك الذي يتخذه المرضى بعدم الفحص المبكر لتشخيص حالتهم هو أحد المسببات التي قد تؤدي بهم إلى ما لا يحمد عقباه، حيث يتفادى الكثير منهم التقدم إلى المصالح الصحية، من أجل تلقي العلاج المطلوب في مراحل أولى وقبل تأزم وضعه الصحي، مشيرا إلى أن الكثير من الحالات لا تلجأ إلى المستشفى، إلا في حالة متقدمة، مما يصعّب عمل الطواقم الطبية ويجعل فرص المصاب في الشفاء بأقل الأضرار، قليلة جدا.
واعتبر محدثنا أن التلقيح هو الحل الوحيد أمامنا في هذه المرحلة التي نعيشها من الوضع الصحي وبعد تجاوز كل مراحل التوعية والتحسيس بالالتزام بالتدابير الصحية واستمرار تعاقب الموجات الوبائية والتحور الذي يشهده الفيروس وطبيعته المتغيرة التي تفرض التعامل مع وباء مجهول المعالم.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن ضرورة اللجوء إلى التلقيح، تتبين من خلال مساهمته في تخفيف تأثير أعراض كوفيد- 19 الصحية، وقد أثبت اللقاح فعاليته في ذلك حتى وإن أصيب الفرد بالمتحور الجديد مرة أخرى، وبالتالي فإن التلقيح بمثابة إجراء لحماية المصابين من مضاعفات صحية، قد تؤدي إلى الوفاة، لأن أكثر شيء مقلق في هذا الوباء هو نسبة الوفيات.