تستقبل هذه السنة أيضا للمرة الثانية على التوالي بسبب جائحة كورونا كوفيد 19 العائلات الأوراسية فصل الصيف داخل إقليم ولايتها بعد تعذر سفرها إلى بعض الولايات الساحلية كالعادة للاستمتاع بالبحر، وذلك في اطار الإجراءات الوقائية للحد من إنتشار الفيروس التاجي، غير ان ذلك لم يمنعها من تغيير وجهتها والتركيز على السياحة الداخلية بباتنة التي تعتبر من بين أكثر الولايات الجزائرية التي تتوفر على معالم سياحية جذابة معروفة على المستوى العالمي.
ستكون الفضاءات الطبيعية من غابات وجبال ومعالم تاريخية وأثرية وكذا بعض المنتزهات والحدائق الوجهة الجديدة لسكان باتنة، هذا الصيف، تزامنا واليوم الوطني للسياحة الذي يحمل هذه الطبعة شعار ‘’السياحة الداخلية تحدي اليوم ورهان الغد’’، للتأكيد على أن السياحة أصبحت تشكل أحد الموارد الهامة للتنمية الشاملة والمعوّل عليها للمساهمة في رفع النمو الاقتصادي، فهي ليست هدفا، بل وسيلة للمساهمة في التنمية الوطنية الشاملة.
وتعتبر مناطق غوفي تيمقاد، أريس، المعذر، جرمة من المناطق السياحية المعروفة على المستوى الوطني أصبحت في السنتين الأخيرتين محجا للعائلات من داخل ولاية باتنة وخارجها في فصل الصيف رغم الإرتفاع الكبير في درجات الحرارة، إلا ان زوار هذه المناطق يختارون الفترات المسائية للتجول بها وقضاء أوقات رفقة عائلاتهم بعيدا عن ضوضاء المدينة.
تزخر عاصمة الأوراس باتنة بالعشرات من المعالم السياحية الطبيعية المفتوحة على الهواء الطلق والتي أصبحت محجا للألاف من العائلات والشباب هواة السياحة الطبيعية خاصة الجبلية منها، والتي عرفت في السنوات الأخيرة إقبالا منقطع النظير من طرف محبي هذا النوع من السياحة، التي استفادت كثيرا من جائحة كورونا وعاد بريقها بقوة ليخطف العائلات الأوراسية نحو الغابات والوديان والجبال.
السياحة الجبلية بامتياز
لم تعد السياحة الجبلية بباتنة مقتصرة على فصلي الربيع والخريف، بل أصبحت اليوم تعرف انتشارا واسعا في فصل الصيف حيث تخيم مجموعات من الشباب من أجل الترفيه والمتعة واكتشاف المناطق المجهولة خاصة تلك التي يصعب على وسائل النقل الوصول إليها.
ورغم تحسن الخدمات المقدمة في جانب السياحة الجبلية مقارنة بالسنوات الماضية بفضل بعض الجهود المتفرقة للخواصو إلا أن النهوض الحقيقي بهذه السياحة لا يزال بعيدا بحسب بعض هواة السياحة الجبلية بمنطقة الأوراس خاصة بجبال شيليا التي أصبحت مقصدا لمحبي الطبيعة والسياحة الجبلية، سواء من باتنة أو بسكرة أو خنشلة ومختلف ولايات الوطن الأخرى.
ولعلّ أهم عائق يواجه تطوير هذه السياحة هو غياب فضاءات الترفيه، وعدم اهتمام السلطات المعنية بذلك حيث ترفض الدولة وحتى المستثمرين الخواص الاستثمار بجدية في هذا القطاع بإنجاز مركبات حموية وفندقية توفر خدمات محترمة للسواح والزوار وكذا الرياضيين وحتى المرضى، على غرار ما يحدث في بعض فنادق تونس الجارة، باستثناء مرفق صغير للإيواء موجود بمرتفعات شيليا ببوحمامة، بولاية خنشلة، لا يفي بالغرض ولا يلبي احتياجات السواح المتزايدة خاصة في العطل، في ظل الإقبال المتزايد عليه.
فتطوير السياحة الجبلية يحتاج للإرادة من الجهات المعنية بتسخير امكانيات وسائل نقل وسائل التخييم والفنادق فسيكون إقبال السياح كبيرا وبالتالي تنتعش الحركة التجارية والاقتصادية والإجتماعية وتنمى هذه المناطق التي يمكنها ان تخلق ثروة اقتصادية حيث يستطيع ساكنتها بيع وسائل التخييم والأواني التقليدية وبيع الخضر والفواكه للسياح و انشاء حضائر لحراسة السيارات وغيرها من فرص النجاح اقتصاديا واجتماعيا لهذه المناطق المهمشة تنمويا وسياحيا.
وفي مقدمة ذلك الاهتمام بجبال شيليا بين باتنة وخنشلة، التي تجمع بين الطابع الغابي والطبيعي والأثري والتاريخي، كشرفات غوفي، بين آريس وبسكرة، أو في كوندورسي وكاسرو وجبال مروانة ووادي الماء التي تستقطب هواة السياحة في الأوراس وباقي مناطق الوطن.
وكان الوالي توفيق مزهود قد دعا في عدة مناسبات مستثمري الولاية ورجال أعمالها، إلى التوجه للاستثمار في قطاع الغابات، متعهدا بمرافقتهم وتذليل كل الصعوبات أمامهم لتفعيل السياحة الغابية، مشيرا أن عاصمة الأوراس باتنة تحظى بثروة غابية كبيرة تصنفها الأولى وطنيا بمساحة بلغت 327 ألف هكتار.
وأشار، مزهود إلى أن الاستثمار في المجال الغابي سيسمح بفتح آفاق كبيرة للتشغيل والقضاء على البطالة من خلال إقامة فضاءلت التسلية والراحة وتوفير أماكن للأكل تسخر في مجملها لتوفير الجو الملائم لاستقبال العائلات الأوراسية.
الحديقة المائية بجرمة
ستكون حديقة لمباركية للتسلية بجرمة التي تتوفر على أول شاطئ بحري اصطناعي ببلادنا، الوجهة المفضلة والبديلة عن البحر للعائلات الأوراسية خلال هذا الصيف خاصة وأنه خضع مؤخرا لعملية صيانة بعد تجهيزه برمل ومسبح يشتغل بتقنيات الموجات التي تسبب ظاهرة المد والجزر شبه طبيعية مجهز بالكراسي والمظلات.
وتعبر الحديقة المائية من بين أجمل الاماكن السياحية والترفيهية ببلادنا تعرف تواجدا مكثفا للعائلات خاصة في العطل الأسبوعية وفصل الصيف وتعرف أيضا باسم حديقة لومبي فاميلي بارك وتجلب هذه الحديقة آلاف الزوّار سنوياً للاستمتاع بمرافقها الرائعة، تقع الحديقة ببلدية جرمة وتبعد 30 كيلو مترا عن ولاية باتنة.
وقد أغنت الحديقة المائية سكان باتنة وولايات الشرق الجزائري عن الذهاب للولايات الساحلية لقضاء عطل الصيف والاستمتاع بالبحر والأمواج والرمال الساحرة خاصة في ظل الخدمات المميزة التي تقدمها على غرار خدمات المجمع المائي المتكامل.
يشهد مركب فاميلي لومبي توافدا قياسيا لسكان عاصمة الاوراس باتنة والعديد من الولايات الشرقية المجاورة إقبالا للآلاف من العائلات الأوراسية نظرا للخدمات النوعية التي يقدّمها، خاصة ما تعلق بالأمن والبرنامج المسطر لكل فئة عمرية تزور المجمع المائي، إضافة إلى أنه يتوفر على شاطئ مائي اصطناعي هو الأوّل من نوعه وطنيا، يتوافد عليه حتى القاطنون ببعض الولايات الساحلية التي أثارها فضول زيارة هذا الشاطئ.
وتعتبر تجربة الاستثمار في السياحة المائية بولاية باتنة من بين أنجح الاستثمارات الخاصة في هذا المجال عزّزت من فرص تفعيل التنمية المحلية لما توفره هذه المشاريع النوعية من فرص عمل وبنى تحتية تساهم في تفعيل عجلة التنمية الإقتصادية حيث تعتبر الحديقة المتنفس الحقيقي للعائلات هروبا من حرارة الصيف ونقص مرافق التسلية والترفيه بالولاية، تزامنا واستمرار جائحة كورونا والمخاوف من زيارة الشواطئ بالولايات الساحلية حيث تفرض إدارة الحديقة اجراءات وقائية صارمة خاصة ما تعلق بالتعقيم والنظافة.
تمكنت أكوا بارك منذ افتتاحها من تحقيق شهرة سياحية وطنية محققة نجاحا كبيرا حيث يتربع مسبحها الشاطئي على مساحة 2500 متر مربع، في حين يتربع الشاطئ الرملي على مساحة 5000 متر مربع جعلت منه شاطئا «طبيعيا بامتياز» بطاقة إستيعاب تفوق 4500 مصطاف.