تجنّد متطوّعون وجمعيات خيرية في العديد من مناطق ولاية ورقلة لتقديم مساعدات من أكل وشرب ومبيت لمترشحي شهادة البكالوريا، لتخفيف العبء عنهم في الظروف المناخية التي تشهد هذه الأيام حرارة مرتفعة وزوابع رملية.
يقوم متطوّعون من جمعيات ومحسنين عبر العديد من البلديات باستقبال مترشحين والتكفل بهم مجانا منذ اليوم الأول من هذا الموعد الهام، صحيا ومن حيث الأكل والمبيت سيما للطلبة الأحرار القادمين من مناطق بعيدة على غرار بلديات حاسي مسعود والبرمة الحدودية ومناطق الظل بأفران والبور، والتي تشهد نقصا كبيرا في المواصلات.
وبمركز الامتحان بسيدي عمران بحي المخادمة (عاصمة الولاية)، تواصل جمعية السعفة الخضراء في يومها الثالث تقديم خدماتهما للمترشحين من خلال توزيع قارورات مياه معدنية باردة وبعض الحلويات، إلى جانب توفير مأوى للإناث لدى أحد المحسنين القاطن بالحي، كما فتحت مسجد سيدي عبد القادر الجيلاني لمبيت الذكور، ووفّرت أيضا وجبة الغذاء للجميع.
وبمركز الامتحان ببوعامر، يوفّر منخرطون بجمعية بوعامر الخيرية ومنذ انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا، الظروف الملائمة للطلبة لاجتياز الامتحانات بالتنسيق مع محسنين بالحي، الذين فتحوا أبواب منازلهم للمترشّحين، ووفّروا لهم الماء الشروب والغذاء.
واستقرّت جمعية التبصرة الخيرية أمام ثانوية مسروق الحاج عسي ببلدية عين البيضاء (ضواحي ورقلة) خلال الفترتين الصباحية والمسائية أمام باب المركز للوقوف على احتياجات الطلبة، ومدى تطبيق البروتوكول الصحي. ولجأت الى توزيع معقم لليدين والاقنعة الواقية، وكذا قارورات المياه المعدنية وبعض الحلويات والتمر والحليب للراغبين في ذلك.
من جهتها، اختارت جمعية صنائع المعروف للمرضى، وبالتنسيق مع جمعية الإرشاد منطقة سيدي خويلد لمساعدة المترشحين بتوفير لهم أماكن للراحة والقيلولية، وكذا وجبة الغذاء لنحو 9000 تلميذ يوميا، الى جانب توفير ساقيات الماء ببعض مراكز الامتحانات بالولاية.
وبدورها تقوم منذ أول يوم من الامتحانات جمعية جسور الخير بسيدي خويلد بنفس المساعدات للمترشحين، حسب رئيس هذه الجمعية الناشئة، ربيع خلادي، الذي أوضح أنّه تلقّى «دعما كبيرا من طرف المحسنين» منذ توجيه نداء عبر صفحات التواصل الاجتماعي لتقديم مساعدات لفائدة مترشحي البكالوريا.
وقال إنّ مساعدات المحسنين تمثلت في كميات كبيرة من المياه المعدنية والعصائر والخضر والفواكه، وتطوعت العديد من الماكثات بالبيت لتحضير وجبة الغذاء، وفتح بعض سكان البلدية منازلهم لاستقبال المترشحين.
ويلاحظ في وسط المدينة فتح عدد من مالكي المطاعم أبوابهم للمترشحين لتقديم وجبة غذاء لهم بالمجان، كما سجلت مواقع التواصل الاجتماعي منذ مطلع الأسبوع الجاري عرض المحسنين لخدماتهم للمترشحين المحتاجين من حيث المأكل والمشرب، وحتى المبيت للساكنين بالمناطق البعيدة.
وفي اتصال مع إحدى المواطنات التي عرضت خدمتها عبر صفحة في موقع التواصل الاجتماعي، قالت إنها مع اقتراب كل موعد امتحانات شهادة البكالوريا منذ ست سنوات، تقوم بإخلاء ورشتيها من ماكينات الخياطة أيام الامتحانات وتجهّزها
لاستقبال الطالبات اللواتي يمتحن بثانوية عبد المجيد بومادة بحي بولفراد (مدينة ورقلة) سيما القاطنات بعيدا عن المركز.
وأضافت أنّها تحضّر للطالبات وجبة الغذاء بمساعدة من أفراد عائلتها، كما توفر المبيت للراغبات في ذلك وطوال فترة الامتحانات، مضيفة أنّها تستقبل يوميا نحو 30 مترشحة.
ارتياح للعمل التّضامني
عبّر العديد من الطلبة عن امتنانهم للعمل التطوعي ولتضامن مواطنين معهم لمساعدتهم بمراكز الامتحانات بالأكل والشرب والمبيت أحيانا.
وقال لـ «وأج» محمد مخلوفي، مترشح بكالوريا أحرار شعبة تسيير واقتصاد بمركز المبارك الميلي (مدينة ورقلة)، وينحدر من منطقة أفران، إنه يمتحن للمرة الثالثة لشهادة البكالوريا ولم يشاهد من قبل تضامنا مع المترشحين بهذه الكثافة، مسجلا أن «العمل الإنساني والتضامني وفعل الخير من سمات المجتمع الجزائري’’.
وقدّم مجموعة من الطلبة الأحرار والنظاميين عبر العديد من مراكز الامتحان شكرهم للجمعيات الخيرية بالولاية، وكذا المحسنين من مختلف شرائح المجتمع نظير المجهودات المبذولة والخدمات المقدمة طيلة فترة الامتحانات.
واستحسن أولياء بمركز سيدي عمران هذه المبادرات التضامنية والخيرية للجمعيات والمتبرعين، الذين يجوبون مختلف مراكز الامتحانات بالولاية للوقوف على السير الحسن لهذا الموعد السنوي، كما أبدوا أيضا ارتياحهم لما توفره من خدمات لأولادهم، سيما للبنات في ظل هذه الظروف المناخية القاسية ونقص المواصلات خاصة في فترة الظهيرة.
وعلى صعيد آخر، وجّه المترشّحون الأحرار القاطنون بالبلديات البعيدة على غرار حاسي مسعود والبرمة الحدودية، طلبا للسلطات المعنية لتوفير مراكز امتحان للمترشحين الأحرار خاصة بشهادة البكالوريا ببلدياتهم، لتفادي مشقة التنقل والتعب.
كما ناشد أولياء التلاميذ عبر صفحات التواصل الاجتماعي بولاية ورقلة أيضا السلطات بإعادة النظر في توقيت امتحانات شهادة البكالوريا بالمناطق الجنوبية، والأخذ بعين الاعتبار الظّروف المناخية الحارة التي تؤثّر - حسبهم - سلبا على نسبة النّجاح بهذه الولايات، مركّزين على ضرورة توفير تجهيزات التكييف وتلطيف الجو بكافة مراكز الامتحان.