الهويةالإفريقية

السّلام نـقـطـة أسـاسـية لـترسـيـخها

أمينة جابالله

صرّح مراد العمودي، أنّ الاحتفال بيوم إفريقيا الذي أعلن عنه في 25 ماي سنة 1963، يراهن في كل مرة على تدعيم الروابط الثقافية والحضارية بين الشعوب الإفريقية التي لن تبلغ هدفها إلا بتوفر عامل السلام، فضلا عن ترسيخ الهوية الإفريقية والتمسك بمبادئ التضامن الإفريقي.

أكّد مراد العمودي أنّه لطالما لعبت الجزائر دورًا رياديا، وكانت جنبًا إلى جنب مع دول القارة السّمراء لتحقيق الأهداف المتفق عليها، أهمها التحرر من الاستعمار الذي حاول بكل الوسائل طمس هوية وثقافة الشعوب التي عانت من العنصرية من جهة، ومن انتهاك حقوقها وإجبارها على الرضوخ لآلة الاستدمار من جهة أخرى.
لم يكن أمام هذه الدول المكافحة إلا أن تتوصّل في النهاية إلى  تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، كحل جماعي من شأنه أن يعزز التلاحم والتكاتف لتحقيق حلم الحرية الذي طالما راود الشعوب المضطهدة..
وفي ذات السياق ذكر المتحدث بأنّه وقّع على الميثاق التأسيسي المنعقد في أديس أبابا بإثيوبيا، قادة 30 دولة إفريقية من مجموع  32 دولة مستقلة، الخطوة التي مهّدت لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية..، التي كانت بدورها مصدرا لانبثاق الاتحاد الإفريقي عام 2002، وقال في هذا الصدد: كان الهدف من وراء كل هذه الحركية الجماعية الإفريقية، إنهاء الاستعمار وإلغاء التمييز العنصري في جنوب إفريقيا، وتحقيقا لهذه الغاية تم إنشاء لجنة تحرير في إفريقيا ومقرها بدار السلام في تنزانيا، حيث لعبت الجزائر دورًا قياديًا هناك، ناهيك عن الدور المحرّك.
وعن إمكانية إقامة المهرجانات بشأن هذه المناسبة الإفريقية، قال ضيفنا إن الظروف الصحية جراء جائحة «كوفيد-19» لا تسمح   بتنظيم أنشطة جماعية، ماعدا التي انحصرت في نشاط مصغر يشمل برنامجا خاصا يدخل في ذات المجال، والذي ستشرف عليه الزميلة وهي عضوة بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي آمال زينب عيادي بولاية بجاية مع منظمة لبنانية، وأضاف: أود أن أقول حقيقة أنه لا يمكن الحديث عن الثقافة بدون سلام، إذ لا يمكننا أن نقدم الصورة الثقافية الشاملة سواء في الفن أو في السينما وسائر الأشكال الأخرى وإخوتنا قاريا مازالوا في حروب و نزاعات، فالهدف من إحياء مناسبة «يوم إفريقيا» هو استحضار الفعل الحقيقي الذي يمثله يوم الحرية الإفريقي، فكم من مواضيع مختارة في ذات المناسبة بقيت لحد الآن حبيسة الورق نظرا لعدم تغير الوضع التحرري بالكامل على مستوى القارة، وخير مثال ما تضمنته خارطة الطريق في عام 2020، حيث تمثل الموضوع المختار خلالها في «إطلاق النّار على الأسلحة في إفريقيا»؛ ولكن للأسف، ظل هذا الموضوع محوريًا بشكل حاسم.
وفي السياق، ارتأى مراد العمودي وهو يستعرض حيثيات هذا اليوم الفاصل في تاريخ القارة السمراء وعن أهدافه وتوصياته تسجيل وقفة أخوية وعربية وإنسانية حول ما عرفته الأوضاع في فلسطين المحتلة، كما أعرب عن استيائه مما يمر به إلاشقاء في ليبيا والصحراء الغربية، بالإضافة إلى دول الساحل حيث قال في ذات الصدد: «اسمحوا لي أن أكرّر دعمنا للشعب الفلسطيني الشقيق، الذي يكافح ضد الهمجية الصهيونية، وأُذَكِّر بحقهم غير القابل للتصرف في بناء دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف»، وأضاف المتحدث: «ومن هذا المنبر أشدّد على ضرورة السماح للشعب الليبي الشقيق بتقرير مصيره بسلام، مع الحفاظ على وحدة أراضيه وسلامته واستبعاد أي تدخل أجنبي، ونفس المطلب أقوله عن إخوتنا في الصحراء الغربية المحتلة الذين لا زالوا يواجهون الاحتلال والقمع والاستغلال، ويجابهون الظروف والأوضاع الصعبة من أجل حق تقرير المصير والاستقلال، إلى جانب كل الدعم والتضامن تجاه شعوب منطقة الساحل ومناطق أخرى في إفريقيا، الذين يعانون من الإرهاب والجريمة المنظمة بأشكال متعددة».
وعن سؤال حول أهم العناصر التي تدخل في استحداث الميكانيزمات التي من شأنها تحريك وتقوية الرؤية الثقافية في إفريقيا التي تريدها الشعوب، أجاب المتحدث: الالتفاف حول عنصر التكوين والتشجيع والمرافقة لمختلف صناع الثقافة والفن  والمحافظين على التراث، فالجزائر على غرار كل دول قارة إفريقيا تملك طاقات إبداعية جد عالية سواء في السينما أو المسرح ومختلف الفنون، فكل ذلك الزخم من الأسماء اللامعة المخضرمة والشابة قادرة على صنع صرح ثقافي إفريقي قائم بذاته، كما دعا، ضيف الجريدة، إلى وجوب استرجاع الإرث المادي الضارب في ثقافتنا الإفريقية الذي تم الاستحواذ عليه بالباطل إبان قبضة الاستعمار، وجاء على لسانه حول الموضوع: «فيما يتعلق بمكون التراث المحتفظ به في موضوع العام الحالي؛ نوصي بالعمل الجماعي ضمن رعاية الاتحاد الإفريقي لجميع البلدان للمطالبة بإعادة الكنوز التي نهبتها القوى الاستعمارية، والتي تثري متاحفها اليوم أو المتواجدة في مؤسسات خاصة يتعذر الوصول إليها».
وختم مراد العمودي حديثه لـ «الشعب» بالإعراب عن ارتياحه الكبير لرؤية الدور المحوري لإفريقيا في حل النزاعات وتحقيق أجندة 2063؛ يحدّده من يتطلع إلى إفريقيا متّحدة في سلام، وازدهار وديمقراطية وعدالة اجتماعية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024