رمزية تاريخية وانتماء جغرافي

آمال بأمن أكبر وتنمية أفضل

فضيلة بودريش

يحتفل سكان القارة السمراء بيوم إفريقيا المتزامن مع 25 ماي من كل سنة ويستذكرون فيه جميع المحطات الفارقة من معارك التحرير إلى معارك التنمية ومحاربة الفقر والأوبئة والإرهاب. مسار طويل وحافل بالمكاسب ومحفوف بالمخاطر والتحدّيات، لكن إفريقيا اليوم تبدو أحسن بكثير على جميع الأصعدة أي اقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا، وعلى صعيد المنظومات الاجتماعية ارتفع سقف الوعي والانفتاح، وكذا روح الوحدة والانتماء الإفريقي. وبات الإتحاد الإفريقي كمنظمة إقليمية وازنة يشكل في اتخاذ العديد من القرارات المصيرية.
طوت إفريقيا العديد من الصفحات المظلمة والمؤلمة، بعد عقود طويلة من افتكاك حريتها وطرد المستعمر من دون رجعة، وتستعيد في مثل هذا اليوم طعم الحرية الإفريقي» الذي دفعت ثمنه بالدماء والأرواح.
يأتي يوم إفريقيا، لينقل للأجيال الصاعدة فصولا عسيرة من المعاناة والصمود والاحتراق وللتصميم في كل مرّة على تحقيق التقدّم اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، لأنه يعد نقطة تحوّل واستمرار في حركية التحرير، ويرمز في نفس الوقت إلى تصميم شعوب القارة السمراء على التحرّر من الهيمنة والاستغلال الأجنبي.
ولا يخفى على ضوء السياق التاريخي أن يوم إفريقيا يعد الذكرى السنوية لنشأة منظمة الوحدة الإفريقية، بتاريخ 25 ماي 1963 أي منذ 58 عاما، عقب توقيع 32 دولة إفريقية مستقلة في ذلك اليوم على الميثاق التأسيسي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، لكن في عام 2002، تغيرت تسمية منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقي. وللعلم فإن الاحتفال بيوم إفريقيا يجري عبر جميع أنحاء العالم خاصة في مدن العالم الكبرى. يستمر الاحتفال بهذا اليوم في إفريقيا وحول العالم، في 25 ماي، وفي بعض الحالات يمكن تمديد فترات الاحتفالات هذه على مدار أيام أو أسابيع، ويتم تحديد المواضيع ليوم إفريقيا كل عام، وعلى سبيل المثال مع اعتبار عام 2015 «عام تمكين المرأة والتنمية نحو أجندة إفريقيا 2063».
 
    خصوصية الجزائر

تحرص دول القارة السمراء بإحيائه سنويا، فضلا عن أنه يمثل يوم الحرية الأفريقي سابقًا ويوم التحرير الأفريقي في ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية المعروفة الآن باسم «الاتحاد الإفريقي». وتعود فكرة الاحتفال بيوم إفريقيا، إلى قيام رئيس وزراء غانا الدكتور كوامى نكروما، عقد المؤتمر الأول للدول الأفريقية المستقلة في أكرا غانا، يوم 15 أفريل 1958، والذي ضم ممثلين عن عدة دول إفريقية، حيث عرض المؤتمر التقدم الذي أحرزته حركات التحرير في القارة الأفريقية، داعيا إلى تأسيس يوم حرية إفريقي. ووقع الاختيار على يوم 25 ماي للاحتفال بيوم إفريقيا، إلى الذكرى السنوية لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية في 25 ماي 1963، حيث وقّعت 32 دولة إفريقية مستقلة في ذلك اليوم.
تحتفي إفريقيا سنة أخرى بيومها، والجزائر المعروف عنها دفاعها المستميت عن مختلف القضايا الإفريقية العادلة ترأس مجلس السلم والأمن الإفريقي، ولعلّ ذلك سيكون له الأثر الإيجابي في تفعيل العمل والتنسيق المكثف لإحلال المزيد من الاستقرار والأمن خاصة في منطقة الساحل التي عانت ومازالت تعاني من بطش الجماعات الإرهابية.
الجزائر ستواصل بدبلوماسيتها المحنكة ورؤيتها الحكيمة ومساعيها الإيجابية في حل الخلافات وتقريب وجهات النظر ولن تتردد في تحقيق التقارب الاقتصادي وتفعيل التعاون التجاري، بخصوصية ثقلها وطريقة تعاطيها الإيجابي والفعّال مع مختلف الملفات.
ولأن الجزائر تحظى بثقة الأفارقة بالنظر إلى دورها التاريخي ومواقفها القوّية المدافعة دوما عن مصلحة واستقرار الدول الإفريقية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024