أكد المشاركون في الندوة التفاعلية حول طلبة معهد عبد الحميد بن باديس، التي نظمها المجلس الإسلامي الأعلى، بمناسبة اليوم الوطني للطالب، أن هؤلاء الطلبة سجلوا مشاركة قوّية في الثورة التحريرية، كما كانت بصمة مساهمتهم بارزة في بناء الدولة الجزائرية، لما تحلّوا به من روح وطنية عالية وتشبّع بالانتماء للثقافة الجزائرية، وما اكتسبوه من معارف علمية رصينة.
اعتبر مستشار رئيس الجمهورية، المكلف بالذاكرة عبد المجيد شيخي، أن الحديث عن معهد عبد الحميد ابن باديس، يصادف اليوم الوطني للطالب، الذي يعدّ من المحطات الهامة في تاريخ الجزائر، في تأكيد آخر على أن الذاكرة الوطنية بحاجة إلى تعزيز توثيقها وتضافر الجهود لترسيخها في أوساط الأجيال الجديدة. وذكّر شيخي بمساهمة طلبة معهد ابن باديس القوّية في نشر الحماس والانتماء للوطن إبّان الاحتلال، وبما قدّموه من جهود في بناء الدولة الجزائرية الحديثة.
من جهته، استعرض رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، د.بوعبد الله غلام الله، في مداخلته، العديد من المحطات التاريخية في معهد ابن باديس، وهو الذي كان من بين خرّيجي هذا المعهد، معدّدا المساهمات القوّية لهؤلاء الطلبة، فمنهم من استشهد في سبيل تحرير الجزائر، ومنهم من قام بأعمال جليلة في سبيل بناء الدولة الجزائرية بعد الاستقلال.
أما د.جمال يحياوي، مدير المركز الوطني للكتاب، فقد أكّد أن الحركة الإصلاحية كانت الحاضنة الأساسية للحركة الوطنية بكل أطيافها، مبرزا المكانة العالية التي تميّز بها معهد ابن باديس، كونه أمدّ الثورة الجزائرية بتلك الطاقة الفكرية والثقافية، وساهم من خلال طلبته في تعزيز صفوف المناضلين، وكذا مساعدة الشعب الجزائري خاصة بنشر التعليم والمعرفة، متوّقفا عند الكثير من النصوص والوثائق التاريخية، التي تؤكد المساهمة الكبيرة لطلبة المعهد في بناء الوعي الجمعي وتماسك المجتمع.
وقد عرفت الندوة، التي احتضنها مقرّ المجلس الإسلامي الأعلى، ونظمت بالتعاون مع مشعل الشهيد، عرفت تدخل العديد من طلبة معهد ابن باديس، مقدمين شهادات تاريخية، على غرار د.عمار طالبي، وأ.محمد الصغير بلعلام، ومحمد عثامنية، وبوعلام شريفي.
للإشارة، تأسس معهد عبد الحميد ابن باديس، سنة 1947 بقسنطينة، وأغلقته فرنسا سنة 1957. وقد احتضن 913 طالب، نذكر منهم أبو القاسم سعد الله، وعبد الله ركيبي، وعمار طالبي، والشاعر بلقاسم خمار، واللّغوي محمد فارح، واللواء رابح بوغابة، والعقيد محمد شعباني، ومحمد الصالح يحياوي، والسعيد عبادو، وأبو عبد الله غلام الله. وتولى التدريس في المعهد علماء أمثال أحمد حماني، وعبد المجيد حيرش، ونعيم النعيمي، والعباس بن الشيخ الحسين، وعبد القادر الياجوري، وعبد اللطيف سلطاني، وعبد الرحمن شيبان، والسعيد الزموشي.