اعتبر رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك، محمد يوسفي، قرار السّلطات بفتح الحدود للسماح للجزائريين بالعودة إلى أرض الوطن بالصائب، وجاء استجابة لمطالب المجلس العلمي والأطباء الذين نادوا منذ أسابيع بفتح المجال الجوي وفق شروط وتدابير صحية مشددة، للحد من تفشي متحورات فيروس كورونا.
قال البروفيسور محمد يوسفي، أمس، في تصريح لـ «الشعب»، إنّ القرار جاء بعد مرور 14 شهرا على الإغلاق الكامل للحدود، وثلاثة أشهر على تجميد كل عمليات إجلاء العالقين من الخارج بعد تفشي السلالات الجديدة وآخرها الهندية، التي دفعت الاطقم الطبية إلى المطالبة بتشديد الرقابة على الرحلات الاستثنائية التي سمحت بدخول المتحورات إلى الجزائر.
أكّد الدكتور أنّ السماح بدخول الجزائريين أو الأجانب العالقين يجب أن يتم وفق شروط صارمة، أبرزها فرض إجراء فحوصات كورونا خلال مدة لا تزيد عن 36 ساعة، بالإضافة إلى تحاليل إضافية للوافدين لدى وصولهم، وفي حال كانت النتيجة إيجابية يخضعون لحجر مدته 10 أيام، وإن كانت سلبية يعتمدون حجرا منزليا خاصا يمنع انتشار الفيروسات او السلالات الجديدة المتواجدة حاليا في أوروبا، والولايات المتحدة بشكل كبير.
ومن ضمن الشروط التي أكد عليها المجلس العلمي، إعادة تحليل «بي - سي - آر» بعد 10 أيام من الدخول إلى أرض الوطن لضمان عدم تفشي الفيروسات من جديد، خاصة وأنّ أول حالة ظهرت بالجزائر للفيروس الكلاسيكي كانت مستوردة من فرنسا، الأمر الذي دفع السلطات في تلك الفترة إلى غلق فجائي كإجراء استباقي لمنع تفشي وباء «كوفيد-19».
وشدّد المتحدث على تطبيق إجراءات أكثر صرامة في التعامل مع القرار، خاصة بعد ظهور السلالة المتحورة الهندية التي تمتاز بسرعة انتشار كبيرة تستوجب توخي الحيطة والحذر حتى لا نعود لنقطة الصفر، مؤكدا أن نتائج القرار مرهونة بمدى تطبيق البرتوكول الصحي الذي أوصت به اللجنة العلمية.
وأكّد يوسفي، أنّه «لا مجال للتهاون في تطبيق برتوكول فتح المجال الجوي، خاصة مع انتشار السلالات الجديدة بالدول الأوروبية»، مشيرا الى ضرورة تفهم الجالية القادمة من الدول التى تعرف انتشارا للفيروس، لأنها ستخضع لإجراءات أكثر صرامة، موضحا أن المصابين قد لا تظهر عليهم الأعراض في البداية، في حين أن بعض الأشخاص يصابون بها بعد مرور أيام لأن فترة حضانة الفيروس تصل إلى 14 يوما.
من جهتها، استحسنت الجالية الجزائرية في الخارج من خلال تصريحاتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي القرار الذي بعث الأمل فيها من جديد، خاصة وأنها سبق وأن طالبت السلطات بمراجعة قرار غلق الحدود الجوية الذي اتخذته السلطات في المارس الماضي بسبب انتشار فيروس «كوفيد-19».
وتجدر الإشارة، إلى أن آلاف الجزائريين عانوا الأمرّين بعد أن أصبحوا عالقين بقرار فجائي، فمنهم من سافر للعلاج وانتهت فترة علاجه، ومنهم من ذهب لزيارة عائلاته وبقي هناك، ومنهم الطلبة الذين انتهت دراستهم ولم يتمكنوا من العودة، وكذا عائلات فقدت أهاليها دون أن تحضر جنائزها، هي قصص كثيرة لجزائريين تركت أزمة كورونا بصمة وآثار كبيرة لديهم، قد تندمل جراحها