بين تفاؤل وتخوّف

عين على الفتح وأخرى على الوباء

حياة - ك

يترقّب الجزائريّون الإعلان عن فتح المجال الجوي بعد غلق دام أكثر من سنة، وفي نفس الوقت تطرح تساؤلات عن هذا الفتح الذي يتزامن والذروة المسجلة في عدد الإصابات والوفيات في أوروبا أين يوجد عدد كبير من الجالية الجزائرية.
بعث التّصريح الذي أدلى به وزير الصحة مؤخّرا أملا لدى الجزائريّين، الذين ينتظرون بفارغ الصبر الالتقاء بأقاربهم وذويهم، ويترقّبون متى يتحوّل هذا التصريح إلى قرار رسمي، وبالمقابل يثير هذا التّصريح القلق لدى البعض الآخر من أبناء الوطن، بعد دخول المتحورين البريطاني والهندي مؤخرا، خاصة وأنّ الجائحة تسجّل أرقاما قياسية في عدد الإصابات في الدول التي يتواجد بها أكبر جالية جزائرية على غرار فرنسا، التي تجاوز عدد الإصابات، أول أمس، 2000 إصابة في اليوم.
بعد تخفيف إجراءات الحجر المنزلي وتقلص ساعاته (من 12 ليلا إلى الـ 4 صباحا) في الولايات الساحلية ذات الكثافة السكانية العالية والحركة التجارية، إثر تسجيل بعض الاستقرار في الوضع الوبائي، يفاجئنا المتحور النيجيري، البريطاني والهندي، هذان الأخيران المسجلان لدى وزارة الصحة العالمية على أنّهما فيروسان مقلقان وشرسان، وتغلغلا إلى البلاد بالرغم من غلق الحدود والإجراءات الاحترازية، خاصة وأنّ وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، كان قد أكّد مرارا وتكرارا خلال تصريحاته أنّ فتح الحدود مرتبط باستقرار الوضع الوبائي في الداخل والخارج، غير أنّ هذا الشرط غير متوفر على الأقل في الوقت الحالي.
وأكّد أنّ مسؤولية فتح المجال الجوي كبيرة لأن امكانية ارتفاع الإصابات بعد ذلك واردة جدا خصوصا مع ما تعيشه الدول الأوروبية على ضوء انتشار الموجة الثالثة للوباء، بالرّغم من توفّر اللّقاح ولو بكميات ما تزال غير كافية لتلبية الطلب العالمي، كما أنّ عملية التلقيح ببلادنا تسير بوتيرة متباطئة، مع تسجيل إقبال ضعيف على أخذ لقاح أسترازينيكا الذي أشيع عنه أن له مضاعفات تصل درجة الخطورة في بعض الدول.
لياس مرابط: الفتح ضروري
اعتبر الدكتور لياس مرابط، رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، فتح المجال الجوي ضروري، وقال في تصريح لـ «الشعب» إنه من غير الممكن الاستمرار في وضع كهذا، خاصة وانه لا توجد دولة في العالم استمر فيها الحجر مدة تزيد عن العام، بالرغم من أنّ الوضع الوبائي عندها معقدة، لأنّ الغلق خلّف إسقاطات مالية، تجارية واقتصادية وخاصة اجتماعية.
يقترح الدكتور مرابط فتح تدريجي للحدود، مع مراعاة عدد الرحلات واختيار الوجهات التي تبدأ بها وفق برنامج مدروس، على أن يكون الفتح أولا بالمجال الجوي لأنّ التّحكم فيه أسهل.
كما يرى ّ من الضروري أن يخضع الوافدين إلى البلاد إلى حجر صحي، لكن نفقاته تكون على عاتق العائلات وليس الدولة، ويعتقد أن هذا البروتوكول مقبول بالنسبة لدخول أو خروج الجزائريين.
وبالمقابل لا بد ـ يؤكّد - من تطبيق الإجراءات الاحترازية بصرامة وبدون «محاباة»، والقانون يطبق على الجميع بدون استثناء، لتفادي المخاطر التي قد تنجر عن إذا ما لم يخض «البعض» لنفس البروتوكول الصحي المتمثل في الاختبارات الكاشفة للفيروس «بي - سي - آر « و»سيرولوجي».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024