تتواصل عبر كافة بلديات بومرداس العمليات التضامنية مع العائلات المعوزة والأطفال اليتامى والمحرومين من أجل تخفيف معاناة هذه الفئة الهشّة في ظل تدّني القدرة الشرائية وارتفاع أسعار المواد الغذائية وألبسة العيد لهذه السنة، حيث قامت مديرية النشاط الاجتماعي الى جانب فعّاليات المجتمع المدني الناشطة بمجهودات كبيرة للتكفل بانشغالات المعوزين بهذه المناسبة الدينية التي تزداد فيها مظاهر التكافل الاجتماعي.
أطلقت مديرية النشاط الاجتماعي لبومرداس حملة تضامنية للتكفل بأطفال العائلات المعوزة واليتامى الذين يعانون في صمت أمام حالة الفاقة الاجتماعية التي توّسعت لتشمل باقي العائلات متوسطة الدخل، حيث قامت المديرية بجمع أزيد من ألف إعانة خاصة بكسوة العيد لتوزيعها على المحتاجين بالتنسيق مع محسنين وعدة هيئات وجمعيات ناشطة في مجال التضامن المجتمعي، من أبرزها جمعية كافل اليتيم المنتشرة عبر 32 بلدية.
كما قامت مصالح مديرية النشاط الاجتماعي بتوزيع أزيد من 500 طرد غذائي لفائدة العائلات المحتاجة بمناطق الظل، بمناسبة الشهر الفضيل، وهي مبادرة تضاف الى مبادرات الخواص والمحسنين من تجار وجمعيات والذين جهزوا عدة نقاط كمطاعم لاستقبال المحتاجين وعابري السبيل طيلة أيام الشهر، كعادة اجتماعية ترسخت منذ سنوات من باب توسيع العمل التضامني والوقوف الى جانب فئات اجتماعية بحاجة ماسّة الى التكفل في مثل هذه المناسبات الاجتماعية والدينية وبالأخص لدى الاطفال الذين يتطلعون للاستمتاع بفرحة العيد مثل أقرانهم.
وقد أحصت مديرية النشاط الاجتماعي لبومرداس توزيع أزيد من 119 ألف وجبة ساخنة ما بين محمولة وأخرى موّزعة على طاولات مطاعم الإفطار المرخّص لها بالنشاط وعددها 45 مطعما، موزعة عبر 18 بلدية، يسهر عليها 25 محسنا و19 جمعية ومؤسسة تجارية و467 شخص متطوّع، حيث تحوّلت هذه المطاعم إلى قبلة لشرائح واسعة من المجتمع، مثلما رصدته «الشعب» لحظات قبل آذان المغرب، عبر تجمعات لأشخاص ينتظرون دورهم، وحتى عابري السبيل الذين وجدوا في هذه الأماكن ملاذا مفضلا نظرا لجودة ما يقدّم من وجبات وتكفّل تام بهم.
31 مليون دينار للتكفل بـ 3088 عائلة
بالموازاة مع العمليات التضامنية العينية التي شملت مواد غذائية وألبسة العيد لفائدة الأطفال المعوّزين، قامت مديرية النشاط الاجتماعي بصبّ منحة رمضان لهذه السنة التي عوّضت «قفة رمضان» المقدرة بـ 10 آلاف دينار بعد تأخر كبير على غير العادة، مثلما عبّر عنه عدد من المستفيدين في حديثهم لـ»الشعب»، حيث ارتبطوا، منذ بداية الشهر، بمكاتب البريد لاستلام إعانة كانوا بأمسّ الحاجة إليها لاقتناء حاجيات أساسية، وهنا نسّجل ارتياح كبير لدى هذه الفئة التي استحسنت قرار تعويض القفة بالمنحة المالية، بسبب الكثير من المشاكل والصعوبات التي شابت العمليات السابقة خاصة ما تعلّق بنوعية المواد الغذائية الرديئة التي كانت توّزع على المحتاجين من قبل البلديات.
وبهدف التكفل بـ 3088 عائلة معوّزة، تم إحصاؤها من قبل مصالح مديرية النشاط الاجتماعي ومكاتبها عبر البلديات، خصّصت وزارة التضامن الوطني والأسرة إعانة مالية قدرها 31 مليون دينار لفائدة ولاية بومرداس، مثلما دأبت عليه كل سنة من أجل توزيعها على العائلات المحتاجة كمنحة مالية.
كما نسجل في هذه المناسبة الدينية الهامة أيضا الدور الكبير لعدد من أئمة المساجد ببومرداس الذين استغلوا خطبة الجمعة لحث المصّلين والمحسنين على «أهمية التكافل الاجتماعي والتضامن مع الفقراء والمساكين والعائلات التي تعاني الفاقة والصعوبات المادية، مثلما يدعو إليه الإسلام وعدم التأخر في دفع زكاة الفطر المقدّرة بـ 120 دينار عن كل فرد» حتى تعمّ الفرحة. خاصّة ونحن نستقبل عيد الفطر المبارك.