قالت الدكتورة ابتسام لعاتي، الأستاذة الاستشفائية المختصة في الأمراض المعدية على مستوى المؤسسة الاستشفائية العمومية محمد بوضياف بورقلة، أنّنا ركّزنا كثيرا على أنّ السّلالات المتحورة، قد يحملها أشخاص من الخارج وتغافلنا عن أن سلالة كالسلالة الهندية مثلا، ليس شرطا أن يكون من يحملها، قادما من هذه الدولة، لأنها سلالة، اكتشفت أول حالة لها في الهند ولكن احتمالية انتشارها في الكثير من المناطق في العالم وراد.
اعتبرت الدكتورة لعاتي أنّ التّحوّرات في الفيروس تُحدث طفرة تنتج عنها سلالة جديدة، موضحة أن الفيروس بطبيعته عندما يدخل إلى جسم الإنسان ينقسم وحتى عندما ينتقل من إنسان إلى إنسان، وهذه الانقسامات تسفر عن أخطاء في توقيت انقسامها، مما يؤدي إلى حدوث تحوّرات في الفيروس، لأن الفيروس ضعيف ولا يمكنه الحفاظ على مورثاته، لذلك تحدث أخطاء في الانقسام، تؤدي إلى حدوث طفرات جديدة.
وأضافت أنه عند التسليم بهذا المبدأ، فإن هذه الطفرات قد تحدث في أي بلد وليس فقط في البلاد التي تم اكتشاف أول حالة للسلالة الجديدة فيها وانتشرت فيه، مؤكدة أن تحور الفيروس على العموم، قد يؤدي إلى استحداث سلالات جديدة، قد تكون أقل خطورة كما قد تكون أكثر خطورة.
وذكرت الدكتورة المختصّة في الأمراض المعدية، أنّ هناك احتمالين لظهور السلالات الجديدة، وهي إما أن تدخل عبر شخص قادم من البلد التي تسجل حالات للسلالة الجديدة وهو حامل للسلالة أو أن هناك احتمال لحدوث طفرات في الفيروس، تحمل نفس مركبات السلالات المتحورة دون دخول أي شخص من خارج البلاد.
وأشارت المتحدثة إلى أن في حالة فيروس كورونا، فإن كل طفرة تحدث تكون أكثر خطورة مما قبلها، والسلالة الهندية حسبما يبدو من خلال مختلف القراءات العلمية ومما يظهره الوضع الوبائي في الهند، أخطر من سابقاتها.
وهذا لا يعني أن ليس هناك طفرات محلية، لكن حتى الطفرة التي ينجم عنها ظهور سلالة جديدة تتطلب عدة تحورات، تنجم عنها هذه السلالات الجديدة حتى بدون اندماج سلالتين، تحدث الطفرات والتي يكون مسؤولا عن حدوثها ضعف الانقسام، الذي يؤدي إلى حدوث أخطاء تنتج طفرات.
كما أوضحت أن تسجيل حالات من السلالة الهندية، يعني أن الوضع مقلق وبحاجة لدق ناقوس الخطر حتى دون أن تندمج مع الطفرات المحلية، ولحد الآن التدابير الوقائية فعالة لكل الطفرات، مشيرة إلى أن رفع الوعي الصحي يبقى رهاننا في المرحلة القادمة للحفاظ على استقرار في الوضع الوبائي.
وعن الوضع في ورقلة، أكّدت أنّ في بداية شهر رمضان كان هناك تخوف من احتمالية ارتفاع الحالات، لكن خلال هذه المدة نشهد استقرارا نوعا ما، ومع ذلك تبقى احتمالية تسجيل زيادة في الأعداد بسبب الاكتظاظ الكبير، خلال الأيام الأخيرة لشهر رمضان مقلقة.
كما أشارت إلى أننا في هذه المرحلة بحاجة إلى رفع الوعي الصحي، خاصة وأن الحركية أضحت كبيرة خلال العشرة الأواخر من شهر رمضان والأسواق تسجل اكتظاظا كبيرا ليلا ونهار، مضيفة «أين يكون الضغط وعدد الأشخاص المرضى أكثر، تنتج التحورات وتظهر السلالات الجديدة»، لذلك لابد من التحلي بالوعي والحفاظ على قاعدة الوقائية لحماية أنفسنا وعائلاتنا بالالتزام بـ «التباعد الجسدي وتجنب التجمعات والتقيد بارتداء الكمامة».
135 مليون دج لمكافحة فيروس كورونا بورقلة
من جهة أخرى، تجدر الإشارة إلى أن عرضا لواقع قطاع الصحة بولاية ورقلة، قدم بمناسبة زيارة وزير الصحة والإسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمن بن بوزيد للولاية، كشف عن صرف ما يعادل 135 مليون ينار جزائري من ميزانية الولاية في إطار مكافحة فيروس «كوفيد-19».
وتوزّعت هذه الأموال على اقتناء مجموعة من التجهيزات والمعدات الطبية بتمويل من ميزانية الولاية ورقلة، وتمثلت في تجهيزات طبية عبارة عن أجهزة للتنفس الاصطناعي وتجهيزات للمخبر، قدرت بمبلغ 25 مليون دج بالإضافة إلى تجهيزات طبية وعتاد طبي بمبلغ 80 مليون دج وكذا لوازم خاصة بالتدابير الوقائية، عبارة عن وسائل الوقاية وكواشف مخبرية لتحليل فيروس كورونا (اختبار بي - سي - آر) بمبلغ قدره 30 مليون دينار.
وأضاف ذات التقرير، بأن الولاية ورقلة سخرت كل الوسائل المادية والبشرية لمكافحة فيروس كورونا، حيث تم تخصيص 4 مؤسسات عمومية استشفائية تحتوي 837 سرير، كما تم تخصيص 140 سرير للمرضى المصابين بفيروس كورونا في الوقت الراهن، والتي يمكن أن يصل تعدادها إلى 430 سرير، في حالة تزايد عدد المرضى المصابين بكوفيد.
ومن أجل التكفل الصحي بالمصابين بهذا الوباء، تم فتح مراكز للفحص والكشف الأولي والمراقبة بعد العلاج على مستوى الهياكل الصحية الجوارية من أجل تقريب المراكز الصحية من المواطنين، وتفادي الاكتظاظ على مستوى المستشفيات وتتمثل في 6 مراكز للفحص الأولي و4 مراكز للمراقبة بعد العلاج.
أما بالنسبة للطاقم الطبي وشبه الطبي على مستوى المؤسسات الصحية، والذين تم تسخيرهم لمواجهة فيروس «كوفيد-19»، فقد بلغ تعدادهم 210 طبيب أخصائي، منهم 98 بمصلحة كورونا بالتناوب و151 طبيب عام، منهم 70 بمصلحة كورونا بالتناوب و734 عون شبه طبي، منهم 194 بمصلحة كورونا بالتناوب.