رهان استكمال السنة الدراسية ينجح

الأساتذة أمام تحدي كورونا وضيق الوقت

خالدة بن تركي

 تقليص الحجم الساعي بـ 30 بالمائة

نجحت الأسرة التربوية وعلى رأسها أستاذة الأطوار الثلاثة في مواصلة الموسم الدراسي بالرغم من الصعوبات التي عاشتها في بداية الوباء، غير أن تغيير المخططات الاستثنائية التي فرضتها الجائحة وشهر رمضان، وما تبعه من تقليص الحجم الساعي بـ 30بالمائة، يجعل الأساتذة أمام تحدي استكمال البرامج الدراسية.
أجمع مختصون في الشأن التربوي، أن السنة الدراسية استثنائية بكل المقاييس، فبالرغم من جهود الوزارة تكييف المخطّطات الاستثنائية بما يتوافق والحجم الساعي المخصص للدراسة في الشهر الكريم وتكييف مخططات التعلم والتدرجات حسب الزمن البيداغوجي المتاح، إلا أن الأساتذة وجدوا أنفسهم أمام تحدي كورونا، الصيام،وإتمام المقرّر الدراسي في ظرف وجيز.

تحديات الأساتذة
أكد الخبير التربوي الدكتور بن زهرير بلال في تصريح لــ»الشعب»، أن الأساتذة يعيشون ضغط رهيب بعد تعديل التوقيت الخاص بشهر رمضان، حيث يواجه هؤلاء تحدي الوباء ومحاولة الحفاظ على السلامة العامة، وتحدي الصيام وإتمام البرنامج الدراسي في ظلّ تخفيض الحجم الساعي.
قال المتحدث، إن «الجميع يعلم أن التدريس في الظروف العادية مرهق ومتعب، فما بالنا والأستاذ أمام تلاميذ يحتاجون إلى اكتساب مهارات ومعارف جديدة، الأمر الذي يحتم عليهم بذل جهد أكبر من أجل تحقيق الكفاءات المرجوة والأهداف المسطرة»، لكن الأمر يزداد صعوبة على ضوء المتغيرات التي حصلت خلال هذا الفصل - يضيف الأستاذ.
أوضح أيضا أن العمل الدراسي لهذه السنة يختلف مقارنة بالعام الماضي الذي بقي فيه الأساتذة في عطلة مطولة لأزيد من 7 أشهر، حيث عاد هؤلاء إلى العمل في ظرف عصيب بسبب كورونا التي ضيّقت عليهم في عديد الأمور، التوقيت من جهة وعملية تكييف البرامج لتتناسب مع التأخر الحاصل بسبب تعديل التوقيت في رمضان من جهة أخرى.
ووجد الأستاذ نفسه ـ يقول المتحدث - محصورا بين عدة عوامل كورونا ضيق الوقت والعمل في شهر رمضان وهو الأمر الذي سيلقي بظلاله على مردود الأساتذة، وينعكس بصفة مباشرة على التلاميذ، خاصة تلاميذ الأطوار النهائية الذين يحتاجون إلى اكتساب التعلمات بشكل أدق، كونهم مقبلين على امتحانات مصيرية.
وأبرز الخبير التربوي أهمية مرافقة الأساتذة في هذه الفترة المتزامنة مع الوضع الصحي الاستثنائي وشهر رمضان، الذي قلّص حجم الحصص بشكل يصعب إنهاء البرنامج الدراسي أو التقدم في الدروس، مشيرا أن ضيق الوقت تسبب في الضغط على المعلمين بشكل رهيب، سواء من حيث احترام مدة الحصة التربوية أو من حيث تحضير الدروس وتقديمها وفق التكييفات التي اعتمدتها وزارة التربية الوطنية.

التعلمات الرهان الأكبر
أفاد الخبير التربوي بن زهرير بلال، أن الأستاذ تحدى الجائحة في بداية الدخول المدرسي وهو اليوم في مجابهة تحدي أكبر في وقت أصغر، لأن الرهان ليس في تكملة البرنامج، وإنما في العمل على تقديم المفاهيم الأساسية بمستوى يمكن من إنقاذ السنة الدراسية واستمرار السداسي الثاني بوتيرة تدريس هادئة وتفادي الحشو الذي يدخل التلميذ في ضغوطات تؤثر على تحصيله العلمي والمعرفي.
وطالب التلاميذ بعدم القلق من إنهاء المقرر الدراسي، لاسيما وأن أسئلة الامتحانات ستكون ضمن الدروس المقدمة في الفصلين، لافتا انتباههم إلى أن ما عليهم سوى فهم التعلمات واكتساب المفاهيم التي تساعدهم على اجتياز الامتحانات الفصلية والرسمية بشكل عادي، دون أي ضغوطات قد تنعكس سلبا على  نتائجهم.
وأكد أن الأساتذة سيعملون جاهدين للانتصار على هذا الثالوث، «كورونا وضيق الوقت والعمل في شهر الصيام» بالرغم من الصعوبات التي تواجههم في إتمام البرنامج، مشيرا أن الأستاذ مطالب بتكييف البرنامج حتى يتوافق مع الوقت المتبقي من أجل توفير الراحة خاصة لتلاميذ الأطوار النهائية.

إنهاء المقرّر الدراسي صعب
قال المكلف بالإعلام بنقابة عمال التربية والتكوين «اينباف»عبد الوهاب العمري زوقار، إن التحدي كبير في الفصل الثاني المتزامن مع شهر رمضان الذي عرف تقليص في الحجم الساعي، وكذا اقتراب الامتحانات الرسمية التي تستوجب فهم الدروس بشكل أكبر لاجتياز الامتحانات الفصلية والرسمية، التي يفصلنا عنها شهر ونصف.
أوضح  العمري زوقار، أن الفصل الثاني استثنائي بكل المقاييس،بسبب الجائحة ورمضان الذي نتج عنه تعديل الوقت الذي أخلط أوراق المعلمين، خاصة أساتذة الأطوار النهائية المطالبين اليوم بتحقيق التقدم في البرنامج، مشيرا إلى عامل استقرار الوضع الوبائي الذي يمكن أن يساعد في تقديم التعلمات الأساسية التي تساهم في تقدم البرنامج  دون تأثير على التلاميذ.
وعليه، دعا الأساتذة إلى مواصلة التحدي لاستكمال السنة الدراسية بشكل يسمح للمتمدرسين باكتساب أكبر قدر من المهارات والتعلمات، مؤكدا أن الامتحانات الرسمية التي ستجرى ابتداء من 2 جوان ستكون عادية ،لأن الوزارة لها الخبرة الكافية في التعامل مع الشهادتين، وهذا بفضل التجربة التي اكتسبتها السنة الماضية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024