تحديات ورهانات واجهت التعليم

البروتوكول المدرسي بنظام التفويج... تجربة مستقبل

خالدة بن تركي

 

 

 

الامتحانات الرسمية تحدّ آخر لإنجاح الموسم الدراسي

بعد مرور سنة على وضع البروتوكول المدرسي، تواصل المؤسسات التربوية عملها لإنجاح الموسم الدراسي، رغم الحصيلة الثقيلة التي خلفها الوباء اللعين في سلك التعليم وتجاوزت العتبة 20 ألف إصابة، إلى جانب التعثرات التي سجلت في تطبيق البروتوكول الصحي في بداية الدخول المدرسي، غير أن نظام التفويج قلب الموازين لصالح الوزارة التي استدركت الأمر فيما بعد، وها هي تجني اليوم ثمار السداسي الأول الذي مر بنجاح، بحسب المختصين في التربية.
سنة استثنائية بكل المقاييس، هكذا قال عنها المختصون في الشأن التربوي، حيث اتفقوا أن التحدي كان صعبا في البداية، لأنه جاء بعد غلق دام 7 أشهر كاملة، أي منذ شهر مارس 2020، ووسط مخاوف العاملين في قطاع التربية وأولياء التلاميذ من العودة المدرسية التي قد تكون عاملا من عوامل تفشي فيروس كورونا في تلك الفترة، إلا أن الموسم الدراسي يتواصل، وكلهم أمل بتحقيق سنة دراسية ناجحة.

7 أشهر من الغلق

أكد العاملون في قطاع التربية، أن الوزارة تجني، اليوم، ثمار عمل جماعي كلل بالنجاح، بدءا باللجنة العلمية التي ولدت من رحم الأزمة الصحية التي مرت بها البلاد، على غرار باقي دول العام، إلى البروتوكول المدرسي الذي أفرجت عنه الوزارة بالتنسيق معها، وتضمن مجموعة من التدابير المشددة التي تضمن أمن وسلامة الأسرة التربوية.
وأكدت خلالها ضرورة التقيد الصارم بإجراءات البروتوكول الصحي الذي يلزم جميع المتدخلين الامتثال للتعليمات وتطبيق الإجراءات الواردة فيه، كل حسب اختصاصه، والتقيد بها بدقة وصرامة حفاظا على صحة المتمدرسين والطاقمين التربوي والإداري، وأمرت في تلك الفترة، بضرورة التحلي بالحكمة وعدم التهويل وإفزاع التلاميذ في حال تسجيل أعراض الإصابة على أحدهم.

التنظيف والتعقيم

بالرغم من الإمكانات التي سخرت لتجسيد البروتوكول الصحي، إلا أنه تعثر في البداية بسبب ضعف ميزانية بعض المؤسسات التربوية، غير أن الوزارة أكدت ضرورة تطبيق الإجراءات والقواعد التي ينبغي احترامها للوقاية من تفشي فيروس كورونا، حيث أمرت بضرورة تحضير المؤسسات التربوية العمومية والخاصة قبل العودة المدرسية، مع الحرص على تنظيف وتطهير كل مرافق التربوية.
وعملت في البداية على توفير مواد التعقيم والتنظيف بكميات محدودة نوعا ما، إلى غاية أن ساهم عدد من أولياء التلاميذ والجمعيات في العملية، لتتحرك الوزارة فيما بعد وتخصص ميزانية معتبرة لتطبيق البروتوكول الصحي بجميع المدارس على غرار المتوسط والثانوي.
ونص البروتوكول أيضا، على وجوب تهيئة مدخل المدرسة بوضع حواجز مادية أو أشرطة ملونة بشكل يضمن تنقل التلاميذ في اتجاه واحد، مع احترام التباعد الجسدي في الأقسام، وضرورة توفير مستلزمات التنظيف والتطهير وأجهزة قياس الحرارة بالأعداد الكافية.

نجاح التجربة

بعد التأكد من جاهزية البروتوكول المدرسي، قررت الوزارة تحديد الدخول المدرسي لمرحلة الابتدائي في 21 أكتوبر و4 نوفمبر 2020 للطورين المتوسط والثانوي، وسط مخاوف كبيرة للأولياء من انتشار الوباء في أوساط أبنائهم، حيث خرجت مرة أخرى وطمأنت الجميع بإمكانية حماية الأبناء وأسرة التربية من الوباء من خلال المخططات الاستثنائية التي تضمن الدراسة عن طريق نظام التفويج.
ويمنع البروتوكول المدرسي تجمع التلاميذ وتدافعهم عند الدخول، مع استغلال كل منافذ المؤسسة والفتح بوقت كاف قبل انطلاق الدروس وحضور الأساتذة الى المؤسسات بوقت كاف لمرافقة التلاميذ الى الأقسام قبل انطلاق الدروس، والحرص على دخول المتمدرسين الى الأقسام تحت إشراف مشرفين تربويين في المتوسطة أو الثانوية، وتحت إشراف أستاذ الابتدائية في الطور الأول، هي الإجراءات التي ضمنت استمرار الدراسة دون إصابات في صفوف التلاميذ.

التعليم عن بعد

الظروف الصحية، حتمت على المنظومة التربوية التوجه نحو تجربة التعليم عن بُعد، بالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها كتجربة فتية وجديدة.
ومع انتشار وباء كورونا، الذي أدى إلى غلق المدارس وأجبر التلاميذ على البقاء في البيوت، ظهرت الحاجة لإيجاد البديل لاستمرار الدراسة عن طريق المنصات الإلكترونية والقنوات التلفزيونية فيما يعرف بالتعليم عن بعد، الذي ينتهج بأغلب البلدان المتقدمة وكان أحد أهم المطالب التي أكدت عليها الوزارة لضمان استمرار التعليم وتعويض التوقيت النصفي في الأطوار الثلاثة، غير انه ورغم النقائص التي عرفها أكد المختصون في التربية على ضرورة اعتماده مستقبلا في جميع الأطوار.

البروتوكول... تعثر ونجاح

في وقفة تقييمية لقطاع التربية، قال صادق دزيري، إن البروتوكول المدرسي ونظام التفويج أهم ما ميز الموسم الدراسي، الذي لم ينته بعد ومايزال مستمرا بفضل جهود وعزيمة الأساتذة على مواصلة المشوار إلى غاية زوال الوباء، مشيرا أن نظام التفويج كان له أثر إيجابي، كون عدد التلاميذ لم يتجاوز 24 في القسم، وهذا أمر كان من الصعب تحقيقه قبل كورونا، غير أن المعطيات الصحية غيرت الرؤية وجعلتنا نطالب باعتماد هذا النظام بعد زوال الجائحة.
وأكد دزيري لــ «الشعب»، أنه بالرغم من النقائص في تطبيق البروتوكول المدرسي، إلا أنه تم استدراك النقص في نهاية الثلاثي الأول من خلال تخصيص إعانات مالية استثنائية للوقاية من فيروس كورونا بالمدارس، خاصة بعد العجز الذي سجل ببعض المؤسسات التربوية، بالإضافة إلى فائض الميزانيات المخصصة للتغذية المدرسية في المتوسط والثانوي وزعت في إطار تأمين المؤسسات التربوية من عدوى الفيروس.
وقال المتحدث باسم الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، إن الدخول المدرسي لتلاميذ الابتدائي كان صعبا في البداية، بسبب إخفاق البلديات في تسيير المدارس، حيث قدمت النقابة مقترحا لإدراج المؤسسات التربوية للابتدائي مع المتوسطات والثانويات مستقبلا، مع الدعوة إلى تطبيق صارم للبروتوكول الصحي لتفادي انتشار فيروس كورونا في الوسط المدرسي.
ودعت «أونباف» إلى تفعيل الطب المدرسي مستقبلا، من خلال إعداد برنامج لنشاطات الصحة المدرسية مع بداية كل سنة دراسية، خاصة مع جائحة كورونا التي أبرزت الحاجة الى وضع برنامج خاص يضمن المراقبة المستمرة للتلاميذ والأسرة التربوية، يحدد من خلاله الأفواج التي تخضع للفحوصات الدورية، للكشف عن مدى إصابتها بفيروس كورونا وحتى الأمراض الأخرى، إن وجدت.
وطالبت النقابات، بإشراكها في الاجتماعات المقبلة، المتعلقة بالامتحانات الرسمية التي لم تحدد تواريخها بعد، وطريقة تطبيق البروتوكول الصحي الخاص بهذا الحدث الوطني الذي سينظم في ظروف استثنائية للمرة الثانية على التوالي.

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024