شباب تعوّد استغلال الشواطئ يعاني البطالة.. والمتهم كورونا

لا كــراء للطـاولات والكراسي ولا مظــلات شاطئيـة مفتوحـة

سعاد بوعبوش

ما تزال تداعيات جائحة كورونا تلقي بظلالها على المواطن الجزائري، سيما الذين يعتمدون على النشاط اليومي أو الموسمي، تزامنا مع فصل الصيف، حيث تبرز العديد من النشاطات، خلال هذه الفترة لارتباطها الوثيق بموسم الإصطياف، ولعل أصحاب الطاولات والمظلات الشاطئية و الباعة المتجولين أكبر المتضررين .
بعيدا عن أعين الدرك الوطني «الشعب» حاولت إغتنام الفرصة من خلال النزول الى شواطئ عين طاية الجميلة، منها سركوف، جمبر، سيدي سليمان، وغيرها من الشواطئ الصخرية، بالإضافة الى الرملية كالدشرة  بسركوف الذي يكاد يكون فارغا تماما ماعدا عدد قليل من العائلات التي تقطن بمحاذاته ونفس الأمر ببرج الكيفان الفارغ تماما، تلاحظ الشباب الجالس في آخر الشاطئ مكتئبا، يلتهم سيجارة وراء أخرى بدل تدخينها و كأنه في عالم آخر وقد إسمر جلده من كثرة الانتظار لعلى وعسى يظفر بزبون.
أمين، بلال، وهّاب.. عيّنة من الشباب الذين إعتادوا تنظيف وتنظيم شاطئ سركوف لإستغلاله سيما الجهة التي يسمونها بـ «البيسينا» والتي في العادة تعرف إقبالا منقطع النظير من العائلات، وملائم جدا للأطفال و له خصوصية في كونه محافظ ويتلاءم مع الجو العائلي للجزائريين من اللباس المحتشم والسلوك المنضبط فلا موسيقى ولا أصوات عالية للشباب.
لكن هذه السنة جاءت مختلفة جدا وقلبت توقعاتهم فالمظلات الشاطئية غير مفتوحة والطاولات والكراسي بقيت مكانها كومة، ماعدا القليل الذي يحسب بالأصابع، وذلك خوفا من فيروس كورونا، أو من مداهمات فرق الدرك الوطني وما يتبعه من إجراءات عقابية.
وبحسب أمين وأصدقائه، كل مخططاتهم ذهبت في مهّب الريح فلا ربح و لا عمل، فبعد أن كان يحقق ما يقارب 30 ألف دج في اليوم على الأقل خلال الفترة الصباحية الى بعد الظهيرة بقليل قبل نزول العائلات المحاذية للشاطئ مساء، ها هو الآن لا يمكنه تحصيل 3 آلاف دج في اليوم.، ما يجعله هو وأصدقاؤه أحيانا أخرى يذهبون للعمل في نشاطات أخرى لتحصيل قوت يومهم.
ونفس الأمر بالنسبة للباعة الجوالة بهذه الشواطئ، فلا «محاجب» و لا «ليبينيي» و لا «شاي ساخن على الجمر»  و لا أكشاك مفتوحة و المنتشرة هنا وهناك سواء لبيع المثلجات، «البيتزا» أو «السوفلي» كلها مغلقة الى إشعار آخر، والكل اختفى ما عدا طفل واحد يمر بين الفينة والأخرى لعله يبيع حبة «بينيي».
في المقابل لجأ بعض الشباب والمراهقين بالمزارع المترامية هنا وهناك على أطراف سركوف والرويبة ولهراوة الى بيع و شواء الذرى، حيث تجد السيارات المارة مركونة على حافة الطريق، للشراء أو للأكل مباشرة من الخشب المشتعل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024