فاطمة إبراهيم مختار هي الأخرى رمز للشابة الصحراوية السائرة على خطى والدها السياسي المحنك وعضو في جبهة البوليساريو وفي الحكومة الصحراوية.
فاطمة طالبة إعلام في جامعة وهران 20 سنة، تتقن 3 لغات انجليزي اسباني عربي. التقينا بها في بلدة تيفاريتي وهي ترافق الوفد الياباني الممثل لمساندة المجتمع المدني في بلده للقضية الصحراوية والذي يزور لأول مرة الأراضي المحرّرة ويتضامن مباشرة مع القضية.
تعلمت ـ تقول ـ فاطمة «اللغة الاسبانية في الابتدائي، وقد ساعدني أكثر في إتقانها تواجدي المتكرّر عند العائلات المضيفة باسبانيا في إطار برنامج العطل الصيفية التي يستفيد منه أطفال المخيمات، وبعد رجوعي إلى مخيم او سرد لأم افقد التواصل مع العائلة المضيفة بفضل التكنولوجيات الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي.
و«كانت وراء تعلمي اللغة الانجليزية نكتة طريفة جدا، كان عمري 5 -6 سنوات سمعت أبي الذي يشغل حاليا منصب وزير البيئة، يتكلم في الهاتف باللغة الانجليزية مع سيدة، وقد أعجبتني النبرات وصوت الكلمات، فراقت لي اللغة كثيرا فقلت في نفسي هذه لغة جميلة لابد لي أن أتعلمها، وتعلمتها عندمت كبرت...»، تضيف فاطمة، مردفة في ذات السياق: «أريد القول إن تعلم لغة أجنبية من باب الدراسة الأكاديمية لا يفي بالغرض، لذا لجأت في اتقان اللغة الانجليزية إلى مشاهدة الأفلام والاستماع إلى الأغاني وقراءة الروايات والكتب وكذا التواصل مع الأصدقاء من خارج البلاد من الهند ومن الولايات المتحدة الأمريكية.
وتقول أيضا، «من أهم الأسباب التي جعلتني أتعلم لغة من لغات العالم، هو أن أتمكن من إيصال قضيتي، فيجب أن أتقن لغة.
وعن مشاركتها في المؤتمر كمترجمة لوفد أجنبي رسمي، أكدت فاطمة إبراهيم مختار «قائلة» هي أول تجربة جادة، ومسؤولية مهمة كبيرة كلفت بها وهي مرافقة الوفد الياباني الذي يشارك لأول وجاء ليبلغ تضامن المجتمع المدني الياباني مع القضية الصحراوية».
«لقد تملكتني الدهشة أول مرة، وخفت أن لا أوفي بمسؤوليتي على أحسن وجه، لكن قلت في نفسي إنها فرصة لتوصيل الرسالة الشعب الصحراوي فاكتشفت بالمقابل ممثلين عن شعب طيب خلوق يحترم التفاصيل، متواضع جدا ويمكنه أن يتواصل ببساطة مع الآخر».