تشهد أغلب مدن ولاية باتنة مع دخول فصل الصيف معاناة حقيقية للمواطنين جراء انتشار مظاهر النفايات والأوساخ في كل مكان، الأمر الذي يتسبّب في تكاثر مقلق للعديد من الحشرات خاصة البعوض والناموس التي تنغص حياة السكان خاصة في الفترات المسائية والليلية، رغم بعض الإمكانيات التي وفرتها العائلات خصيصا لمواجهة خطر الناموس ولسعات مختلف الحشرات.
لمواجهة هذا الإشكال ضاعفت مصالح الوقاية والنظافة على مستوى كافة بلديات الولاية خاصة عاصمة الاوراس وبتعليمات شخصية ومباشرة من رئيس البلدية نور الدين ملاخسو، بضرورة تكثيف الإجراءات الخاصة بمكافحة الحشرات المختلفة التي أضحت تقلق السكان وتؤرق نومهم في فصل الصيف، حيث يشتكي ساكنة باتنة، من مختلف الحشرات الضارة المتواجدة بالمحيط على غرار الناموس والذباب والبعوض.
واللافت حسبما وقفنا عليه هو انتشار هذه الحشرات منذ دخول شهر جوان المنصرم، خاصة مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، الأمر الذي مكّن هذه الحشرات من التكاثر والانتشار بسرعة عبر كافة مناطق الولاية، خاصة المدن الكبرى التي تتواجد بها ورشات لإنجاز مختلف المشاريع كمدينة باتنة، ولعل ما ساعدها على انتشار الناموس والبعوض هو المحيط البيئي المتدهور والانتشار العشوائي للأوساخ رغم المجهودات الجبارة التي تبذلها البلدية في هذا الصدد ممثلة في مؤسسة كلين بات، التي غيّرت في السنتين الأخيريتن الوجه الحضاري لعاصمة الاوراس باتنة، إلا أن قلة الوعي لدى المواطن ورميه العشوائي للنفايات والأوساخ في كل مكان صعب من مهمة هذه المؤسسة الكبيرة في ظل غياب صرامة في طرق رمي النفايات وانتشارها في كل الأحياء وبالتجمعات السكنية.
ويعتبر القضاء على الحشرات والناموس والأوساخ هاجسا يؤرق ملاخسو، الذي أولى منذ انتخابه على رأس المجلس الشعبي البلدي لباتنة اهتماما خاصا لهذا الملف ومتابعة ميدانية ودائمة له، من خلال مشاركته شخصيا في العديد من حملات النظافة التي تنظمها البلدية ومندوبياتها، وكذا دعمه الكبير واللامشروط لكل فعاليات المجتمع المدني المهتمة بالنظافة وحماية البيئة والتشجير وتزين المحيط من خلال توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية لها للعمل وتأدية دورها كجمعيات مواطنة فاعلة، حسبما أكدته جمعيات بصمات الشباب الثقافية الناشطة في مجال البيئة.
كما ألحّ المير ملاخسو خلال عديد خرجاته الميدانية ولقاءاته المستمرة بالمواطنين، بأن الحل لمواجهة مثل هذه المشاكل يكمن بالدرجة الأولى في تضافر جهود الجميع بداية بالمواطنين أنفسهم من خلال العمل على احترام مواعيد وأماكن إلقاء نفايتهم المنزلية وطريقة تخلصهم منها، أو فيما يتعلق بالسلطات المحلية التي أخذت على عاتقها مهمة العمل على التخلص من هذه الحشرات الضارة وتنظيف المحيط لصيف صحي ومريح.
هذه المجهودات الكبيرة لبلدية باتنة ورئيسها وكذا مدير مؤسسة كلين بات الهاني محمد، وإن أتت أكلها في التقليل من إنتشار الناموس والبعوض بفضل حملات رش الأحياء بالمبيدات الحشرية المختلفة، وكذا تنظيم دوريات يومية تستعمل فيها رش المبيدات والمواد الكيماوية عبر كل الأحياء ومناطق التجمعات السكنية وهذا للقضاء أو التخفيف من انتشار هذه الحشرات، إلا ان السكان يتطلعون لأكثر من ذلك.
وفي هذا الصدد، أكّدت مصادر عليمة من البلدية تخصيصها لغلاف مالي معتبر لمحاربة هذه الطفيليات التي أضحت تقلق السكان، وتشكّل خطرا حقيقيا عليهم وخاصة على صحة الأطفال، الذين لا تستطيع أجهزة مناعتهم الضعيفة المقاومة.
وقد أفادت مصادرنا بأن ملاخسو قد حرص على القيام بمختلف الإجراءات الوقائية قبل دخول شهر جوان كعملية تنظيف وردم النفايات المنزلية ومحاربتها مع تشديد الخناق على الرمي العشوائي التي ألفها المواطن رغم الأضرار التي تمس بصحته بالدرجة الأولى.
كما تقوم نفس المصالح هذه الأيام بعملية محاربتها بشكل كبير ودوري يوميا خاصة وسط الحشائش والنباتات المتنوعة باعتبارها البيئة الملائمة لتكاثرها، حيث تتوفر بلدية باتنة على أكثر من 35 شاحنة رفع قمامة منزلية تابعة للخواص و35 شاحنة أخرى ملك لبلدية باتنة، تجمع يوميا العشرات من الأطنان الخاصة بالقمامة، ورغم هاته المجهودات الكبيرة التي ما فتئ المجلس البلدي الحالي يقوم بها منذ انتخابه، إلا أن واقع النظافة بالمدينة ما يزال يحتاج لمجهودات أكثر، يضيف رئيس البلدية، خلال اجتماعه بالمواطنين ولجان الأحياء.