لاشيء مستحيل بالإرادة نصنع المعجزات
متحصلة على شهادة مهندسة دولة في الكيمياء الصناعية تخصص هندسة كيميائية من جامعة منتوري بقسنطينة، إختارت إقتحام ميدان التنقيب ومعالجة الغاز بحاسي مسعود، الذي طالما كان حكرا على الرجال فقط، نظرا للظروف المناخية الصعبة بالصحراء ، بحيث تمكنت من فرض إحترام الرجال العاملين معها، أميرة ورزيفي ذات 28 سنة استطاعت رفع التحدي وإثبات كفاءتها في الميدان، إلتقيناها على هامش زيارتنا لحقول حاسي مسعود .
العمل في حقول التنقيب عن البترول ومعالجة أبار الغاز والإشراف على مراقبة الأجهزة لضمان التسيير الجيد للوحدة بكل أمان ليس بالأمر الهين، لكن أميرة إستطاعت أن تتأقلم في وقت وجيز مع هذه المهنة التي مارستها بحب وعن إقتناع وخاصة تشجيع والديها لها، فبعدما قامت بتكوين نظري بالمعهد الفرنسي للبترول على مستوى حاسي مسعود تم تحويلها سنة 2017 نحو وحدة إنتاج ومعالجة الغاز الطبيعي المميع بحوض المنطقة الجنوبية لإنتاج الغاز التابعة لشركة سوناطراك، قصد متابعة التربص الميداني لمدة عامين بعدما إجتازت مسابقة سنة 2015 ، لتوظف كمهندسة في مصلحة الإستغلال على مستوى هذه الوحدة في شهر ماي من العام الماضي.
تقول أميرة في حديث ل«الشعب” أنها كإمرأة لم يكن من السهل ممارسة هذه المهنة النبيلة في مؤسسة سوناطراك ، لكنها تمكنت من فرض نفسها وعدم الإستسلام وكذا فرض إحترام العاملين معها وخاصة الإستفادة والتعلم على قدر الإمكان من الذين سبقوها في المهنة، بحيث أنه في بداية عملها كان أمر غريب بالنسبة للرجال كيف يمكن للفتيات أن يأتين للصحراء للعمل في مهنة إنتاج ومعالجة البترول والغاز ، لأنه في السابق لم تكن هناك فتيات يعملن حقول النفط.
وتضيف:« جئنا برضاية الوالدين وتشجيعهم وحبنا لهذه المهنة وتحقيق هدفنا وثقتنا في الله عزوجل، كما أنه من الصعب إيجاد منصب شغل في وقتنا هذا”، وشددت على وجوب إستغلال الرصيد النظري المتحصل عليه في الجامعة بشكل جيد لأنه ليس من السهل الربط بين المجال النظري والتطبيقي، وضرورة التحلي بالصبر والمثابرة للنجاح، بحكم أن عملها في ظروف مناخية صعبة خاصة في فصل الصيف وشهر رمضان، حيث تكون درجات الحرارة مرتفعة جدا.
ورسالتها للمرأة هي التحلي بالصبر وأن يكون لها طموحات، لأنه لاشيء مستحيل بالإرادة نصنع المعجزات، قائلة:« أعمل من أجل العلم الوطني، سوناطراك بحاجة لأشخاص مخلصين وكفاءات تحب عملها ومؤسستها ، من له حلم يجب تحقيقه”.