أكد أمس، وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، على وجود إرادة قوية بين الجزائر وكولومبيا لتطوير علاقات التعاون والتنسيق في شتى المجالات. فيما كشفت نظيرته الكولومبية ماريا أنخيلا هولغين، عن اعتقاد بلادها الراسخ في الاستفادة من تجربة المصالحة الوطنية في الجزائر ودورها الإقليمي الهام في منطقة الساحل.
اعتبر لعمامرة، أن قرار كولومبيا فتح سفارتها في الجزائر، دليلا على رغبة الطرفين في رفع حجم التعاون بينهما، وتبادل الآراء حول القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وأعلن في ندوة صحفية مشتركة مع نظيرته وزيرة العلاقات الخارجية لكولومبيا ماريا أنخيلا هولغين عن توقيع 5 اتفاقيات تتضمن تعزيز الإطار القانوني لتطوير العلاقات الثنائية.
وعن فحوى هذه الاتفاقيات، أوضحت، وزيرة العلاقات الخارجية الكولومبية السيدة ماريا انخيلا هولغوين، أنها تشمل عقد مشاورات سياسية سنوية، للتباحث حول أهم الملفات الدولية، وكذا تسهيل منح التأشيرات للسياسيين والدبلوماسيين، لدفع التقارب أكثر في هذا المجال.وفي هذا الإطار نصت الاتفاقية الثالثة على تبادل التعاون بين الأكاديميات الدبلوماسية، لتعزيز فرص التكوين للدبلوماسيين الشباب.
كما تم إبرام اتفاقية تخص وكالات التصدير والمبادلات التجارية، لتشجيع التبادل بين رجال الأعمال والمستثمرين الخواص، إضافة إلى دعم التعاون في الميدان الثقافي، وفي الشق التجاري والاقتصادي قالت الوزيرة، أن هناك أشياء عديدة يمكن تبادلها كما تملك كولومبيا شركات بترولية ناجحة.
وفي المسألة السياسية، أكد رمطان لعمامرة، أن الجزائر تتابع باهتمام المشاورات الجارية بشأن التحضير لمؤتمر جنيف 2، حول سوريا، وقال «اننا ندعم ونشجع مايقوم به الوسيط الاممي الأخضر الابراهمي» مضيفا «أن المؤتمر ضروري لتسوية النزاع والتوصل إلى حل يخدم مصالح الشعب السوري».
وأوضح أن الجزائر في وضع متابعة وتشجيع للمبادرة، وستعلن عن موقفها من المشاركة بعد اتضاح المعالم الأساسية للمؤتمر.
وعبرت من جهتها وزير العلاقات الخارجية الكولومبية، عن دعم بلادها لمجهودات الأمم المتحدة، لإيجاد حل عادل ودائم لنزاع الصحراء الغربية. كما أشادت بدور الجزائر في مكافحة الإرهاب بالساحل الإفريقي وقالت أن بلادها بحاجة إلى مساعدتها لاستيعاب التحولات الحاصلة في المنطقة.
وأوضحت بخصوص لقائها أمس بالوزير الأول عبد المالك سلال، أن «بلادها تتعلم كثيرا من المصالحة الوطنية للجزائر»، وقالت «أنها تجربة مهمة جدا» وعلى الصعيد الأمني، أشارت المتحدثة إلى أن الدولتين قادرتين على مساعدة البلدان الإفريقية التي تعاني من تدفق المخدرات القادمة من دول أمريكا اللاتينية، موضحة أن كولومبيا تملك خبرة في المجال ومؤسسات قادرة على الظاهرة، وستعمل على تطوير التنسيق وتبادل المعلومات بشأن طرق ومسالك بارونات المخدرات.
وتتوافد على سواحل غرب إفريقيا، آلاف الفاطنان سنويا من المخدرات، القادمة من بلدان أمريكا اللاتينية عبر القوارب البحرية أو الطائرات، ويعتبر الساحل الافريقي احد أهم محطات العبور. وسيشرع البلدان مطلع السنة القادمة في تجسيد وتعميق العمل الثنائي.
التهجمات المغربية غير مسؤولة وغير مقبولة
أكد أمس، وزير الخارجية رمطان لعمامرة، انه طلب في 08 أكتوبر الماضي بمناسبة يوم الدبلوماسية الجزائرية، «من الأشقاء المغاربة التعقل»، وقال «لكننا لم نر شيئا من ذلك». وأضاف انه خلال هذا الفترة «سجلنا موقفين غير مقبولين وغير مسؤولين» ويتعلق الأمر بتصريحات رئيس حزب الاستقلال المغربي تحمل أطماعا توسعية منافية للاتفاقات الدولية ومنتهكة لسيادة الدول. وكذا الهجوم الإعلامي من قبل وكالة الأنباء المغربية، بعد رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للمشاركين في الندوة الإفريقية للتضامن مع الشعب الصحراوي بالعاصمة النيجيرية ابوجا قرأها وزير العدل الطيب لوح، دعا فيها إلى مراقبة حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة. وقال لعمامرة، «أؤكد واكرر أن الهجمتين غير مقبولتين وغير مسؤولتين».
محادثات بين وزيري الخارجية
تحادث وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أمس في الجزائر العاصمة مع وزيرة العلاقات الخارجية الكولومبية السيدة ماريا انخيلا هولغوين التي تقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر. وتوسعت المحادثات بين الوزيرين بعد ذلك لتشمل أعضاء وفدي البلدين.
مذكرات تفاهم واتفاق
وقعت الجزائر وكولومبيا أمس بالجزائر على العديد من المذكرات و على اتفاق يرمي إلى تعزيز تعاونهما الثنائي.
وأشرف على مراسم التوقيع على المذكرات والاتفاق وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة ووزيرة العلاقات الخارجية الكولومبية السيدة ماريا انخيلا هولغين التي تقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر بحضور وزير التجارة مصطفى بن بادة.
ويتعلق الأمر بمذكرة متعلقة بترقية التعاون في مجال التجارة الخارجية بين «الجاكس» (الجزائر) و«برو-ايكسبور» (كولومبيا) ومذكرة تفاهم في مجال التعاون التقني و آخر من أجل وضع آلية للتشاور الثنائي بين وزارتي الشؤون الخارجية بالإضافة إلى مذكرة بين المعهد الدبلوماسي للعلاقات الدولية التابع لوزارة الشؤون الخارجية والأكاديمية الدبلوماسية الكولومبية.
ووقع البلدان من جهة أخرى على اتفاق لإلغاء التأشيرات لفائدة الحاصلين على جوازات السفر الدبلوماسية وتلك المعدة للخدمة.
يستقبل سفير البرازيل
استقبل وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، السيد ادواردو بوتيلو بربوزا الذي سلمه نسخ أوراق اعتماده سفيرا مفوضا فوق العادة لجمهورية البرازيل الاتحادية لدى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، حسبما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية أمس.
..ويستقبل سفير التشاد
استقبل وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة السيد صالح حميد هيغيرا الذي سلمه نسخ اوراق اعتماده سفيرا مفوضا فوق العادة لجمهورية التشاد لدى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية حسبما افاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية، أمس