في جو حماسي كبير استقبل عمال مركب أرسيلور ميطال الحجار وزير التنمية والصناعة وترقية الاستثمار عمارة بن يونس والأمين العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد، هاتفين باسم فخامة رئيس الجمهورية صاحب الفضل في عودة مركب الحجار إلى حضن الدولة الجزائرية، الزيارة تمت بمرافقة الشريك الأجنبي الرئيس المدير العام لمجموعة أرسيلور ميطال الدولية، حيث وقف الوفد على الفرن العالي وكذا إحدى الوحدات الإنتاجية للأنابيب التابعة لالفا سيد. وأفاد وزير الصناعة عمارة بن يونس، في تصريح له بالمناسبة أن هذه الزيارة الميدانية لمركب الحجار جاءت بعد الاتفاق المبرم، أول أمس، بين أرسيلور ميطال ممثلة في الشريك الأجنبي وسيدار ممثلة للدولة الجزائرية، مؤكدا أن لا أحد يعرف قيمة وأهمية مركب الحجار كما هو الحال بالنسبة للعاملين به، كصرح اقتصادي وكرمز وطني للدولة الجزائرية. ————بن يونس: المركب عاد إلى حضن الدولة الجزائرية فحافظوا عليه وأوضح بن عمارة أن الرابح الأساسي هو الدولة الجزائرية في هذا الاتفاق، حيث سيعود منصب رئيس مجلس الإدارة إلى مجموعة سيدار، في حين سيكون المدير العام من مجموعة أرسيلور ميطال، كما أن حجم هذا الاستثمار تجاوز مليار دولار، ضخته الدولة الجزائرية في هذا المركب لاستعادة نشاطه الطبيعي. وأضاف أن التغيير سوف يتم على مستوى أغلب هياكل المركب التي تدهورت وكاد أن يتوقف نشاطها، كما أنه هناك خلل كبير في تسيير هذا المركب ويعرف الجميع مكمنه، وأكد الوزير على ضرورة عودة الاستقرار الاجتماعي للمركب حتى «نتمكن من إنقاذه». وأشار بن عمارة إلى أن المركب يتضمن ثلاث أطراف أساسية وفاعلة، فئة العمال وهي الطرف الأقوى والفعال، وفئة النقابيين وممثلي العمال، وفئة المسيرين لهذا الصرح الاقتصادي، داعيا إلى توضيح الأمور بين هذه الأطراف الثلاثة بتحديد الحقوق والواجبات في إطار ما يكفله القانون الداخلي للمركب. كما وجه الوزير في سياق حديثه رسالة للعديد من الأطراف مفادها أنه لا يدخل المركب إلا من كان عاملا به أو نقابيا أو مسيرا، وقال: «لا نستطيع المغامرة بهذا المصنع بالسماح لأطراف أخرى الولوج إليه بعد أن تم ضخ مليار دولار من أموال الدولة في هذا الصرح الاقتصادي». كذلك أكد الوزير على ضرورة فتح مجال الحوار بين الأطراف الشرعية الممثلة لهذا المركب من عمال ونقابيين ومسيرين، ممن تم التصويت لهم بطريقة ديمقراطية، بفضل هذه الفئات الحية يمكن لنا أن نذهب بمصنع الحجار بعيدا. ———سيدي السعيد: التحلي بروح المسؤولية للنهوض بالحجار وصون مصلحة الوطن أكد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد في كلمته أمام العمال أن أهم مطلب ننشده جميعا كنقابيين وكعمال وكدولة هو رفض فكرة الإضراب في هذه الظروف لعودة مركب أرسيلور ميطال إلى أحضان الدولة الجزائرية، حيث قال: «أن هذا ما طالبتم به قبل عامين، وها أنتم اليوم تعيشونه»، مضيفا: «نرجو من الجميع التجند والتحلي بروح المسؤولية من أجل النهوض بمركب الحجار حتى يستعيد عافيته، خاصة طيلة الثلاث سنوات القادمة، ويجب أن نتكاتف من أجل مصلحة الحجار والوطن، فالدولة الجزائرية أخذت مسؤوليتها، مجموعة سيدار أخذت مسؤوليتها، مجموعة أرسيلور ميطال أخذت مسؤوليتها، ولم يبق لنا سوى السير قدما في تنفيذ برامجنا والسعي للوصول إلى إنتاج ما يزيد عن 3 مليون طن من الحديد مطلع 2017» . وشدّد سيدي السعيد على ضرورة المحافظة على هذا المركب من خلال استتباب الأمن والاستقرار الاجتماعي، وهي مسؤولية تقع على كاهل العمال والفرع النقابي، مضيفا: «يجب الدفاع عن المكاسب التي تحققت بالمحافظة عليها وكشف الأطراف غير النزيهة».