استرجعت الجزائر القاعدة الصناعية بمركب الحجار، بعد التوقيع على ميثاق الشراكة بين مجموعة سيدار والشركة العالمية أرسيلور ميتال، بحضور وزير التنمية الصناعية وترقية الاستثمار عمارة بن يونس، والرئيس المدير العام للشركة الهندية لاكشمي ميتال.
جاء هذا الميثاق تطبيقا لاتفاق الشراكة الموقع بين الطرفين المصادق عليه من طرف مجلس مساهمة الدولة والذي بموجبه أصبحت سيدار تمتلك 51% من رأس مال الشركة، تماشيا مع السياسة الصناعية الوطنية الجديدة الهادفة إلى تطوير قطاع الصناعة واسترجاع قاعدتها الصناعية إستجابة لطلب السوق المحلي، لاسيما شعبة الصلب و الحديد .
وتشكل صناعة الصلب والحديد قطبا هاما في سياسة الإنتاج الصناعي الوطني، ومن ثم سيفتح هذا الاتفاق الطريق لوضع التنفيذ للبرنامج الاستثماري للمحافظة وديمومة وتطوير النشاطات المنجمية والحديد والصلب.
ويحتوي الميثاق على مخطط صناعي طموح جدا يتمثل في رفع قدرات الإنتاج والتي ستصل إلى 2.2 مليون طن من منتجات الحديد والصلب في آفاق 2017، وضمان نجاعة أكثر لمركب الحجار عبر تطوير المنتجات استجابة لاحتياجات السوق، بالإضافة إلى التحكم في إنتاج الحديد العالي النوعية، خاصة المخصص لقطاعي الموارد المائية و الطاقة والمناجم .
من جهة أخرى يتضمن الميثاق إعادة تطوير والحفاظ على منتجات الحديد المصوب بهدف ترقية النشاطات المنجمية في الونزة وبوخضرة وتزويدها بالوسائل الضرورية، مع الاستغلال العقلاني لها للحفاظ على عليها لمدة أطول ، بالإضافة إلى ترميم الفرن العالي ومنشآت تحضير المواد الأولية للحديد والمصفحات الموجودة بسعة مليون طن .
وفي المقابل تم تخصيص قسم خاص بالتكوين لتأهيل وتحسين القدرات التقنية والإدارية للموارد البشرية عن طريق برنامج تكويني مستمر، إلى جانب ميثاق السلم الاجتماعي الذي تم التوقيع عليه في سبتمبر المنقضي مع الشركاء الاجتماعيين الذي تم ضمه إلى برنامج التطوير بهدف ضمان تطوير الشركة على مستوى السوق الوطنية التي تعرف حركية كبيرة .
بن يونس: مضاعفة القدرة الإنتاجية إلى 2.2 مليون طن في آفاق 2017
في هذا الإطار أكد وزير التنمية الصناعية وترقية الاستثمار عمارة بن يونس، أن الاتفاق الجديد بين سيدار و أرسيلون ميتال يمهد لتنفيذ خطة استثمارية طموحة ستساهم بشكل كبير في تلبية الاحتياجات المتزايدة للسوق المحلي للمنتجات الحديدية وضمان القدرة التنافسية وبالتالي استدامة مجمع الحديد والصلب الحجار.
وأشار الوزير إلى أن متوسط الاستهلاك للسوق المحلية للمنتجات الحديدية أقل من 140 كلغ في السنة، وهي نسبة منخفضة وفقا للمعايير الدولية، حيث أن الحديد الموجه للبناء من خرسانة وقضبان وأسلاك مستديرة 57 ٪ من المجموع، ما يشير إلى إمكانية كبيرة لتحسين تغطية الطلب الوطني البالغ 5 ملايين طن، بنسبة تصل إلى 6 ٪ سنويا .
وأوضح بن يونس أن الإنتاج المحلي يزود السوق الوطنية بأقل من 10٪ من احتياجاتها من إنتاج الحديد والصلب من مجمع الحجار الذي لم تكيف قدراته لتغطية هذه الاحتياجات المتكونة أساسا من المنتجات الموجهة للبناء، ومن ثم فمخطط تطوير الحجار سيوفر قدرات إنتاج جديدة تصل إلى مليون طن من المنتجات الموجهة لقطاع الطاقة، مشيرا إلى أن الجزائر تطمح من خلال الإنتاج الوطني بحلول 2020 إلى تغطية تصل إلى 75٪.
وحسب المسؤول الأول عن القطاع فإن تطوير شعبة صناعة الصلب يكون بالتركيز على المحور الاستراتيجي لمخطط إدماج الإنتاج الصناعي، خاصة وأن مشاريع التنمية المستقبلية ستعتمد على الشعب الكهربائية التي تستعمل نفايات الحديد للتغلب على عدم توفر كميات كافية من الخردة .
وسيتم ضمان تغطية الإنتاج المتدني عبر استعمال المادة الأولى المحلية الخام لغار جبيلات ومشري عبد العزيز بتندوف، ولهذا فمخطط التنمية يقوم على تشخيص الوضع الراهن عبر تحديد ثلاث أسباب رئيسية للفشل والمتمثلة في الجانب الصناعي بسبب قدم وطول عمر المرافق، والجانب الإداري المرتبط بفقدان المهارات التقنية والإدارية ، بالإضافة إلى الجانب الاجتماعي بسبب عدم الاستقرار الاجتماعي للعمال .
وبالنسبة للجانب الصناعي، تتضمن الخطة الاستثمارية المسطرة في خطوط إنتاج جديدة وحديثة من المنتجات الطويلة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل صناعة الحديد واتخاذ تدابير لتحديث وحدات من المنتجات المسطحة، ولتنفيذ هذا الاستثمار تم تخصيص ما قيمته 70 دولارا .
ومن الناحية الإدارية فإلى جانب تكوين الموظفين، وإعادة تشكيل المساهمين والإدارة الجديدة للشركة، تم تمكين وإشراك المساهمين في الشركة لتحقيق الأهداف المحددة في خطة العمل.
وبخصوص الجانب الاجتماعي، أكد عمارة بن يونس أنه بعد ميثاق السلم الاجتماعي الموقع سبتمبر المنقضي بين نقابة العمال وأرسيلور ميتال والمساهمين مطلوب من العمال تنفيذ الأهداف المسطرة في خطة العمل في جو هادئ وسلمي .
لاكشمي ميتال: نلتزم بالأهداف المسطرة في خطة العمل
من جانبه ثمن رئيس مجمع أرسيلور ميتال لاكشمي ميتال مخطط الاستثمار الذي أقرته الحكومة الجزائرية الذي سيعود بالفائدة على الطرفين، وسيسمح بتشجيع الإنتاج المحلي، وتطوير القدرات الإنتاجية لمركب الحجار.
وأبدى لاكشمي ميتال تفاؤله بقدرة شركة سيدار على تسيير المركب نظرا لما تتمتع به من كفاءة في ظل خطة العمل المسطرة، مشيرا إلى التزامه بالمخطط داعيا الحكومة والعمال إلى القيام بالمثل .