عالجت مصالح أمن ولاية الجزائر، قضية قتل عمدي مع سبق الإصرار و الترصّد وعدم الإبلاغ عن جناية وطمس آثارها، ضحيّتها شابة، بسبب تورّطها في استهلاك المخدرات الصلبة حسبما كشفت عنها تحريّات عناصر الأمن التي قامت بتوقيف الجناة الأربعة بعد سلسلة من التحقيقات.
كانت جثّة الشابة التي وجدها مستعملو الطريق السريع ملقاة على الأرض في صورة توحي بأنها قد دهست من قبل سائق سيارة، ليتم إبلاغ مصالح الأمن التي تنقّلت على جناح السرعة إلى عين المكان وتطويقه بعد أن أصبح مسرحا لجريمة، ضحيتها تلك الشابة، وعليه قامت فرقة تحقيق الشخصية بتحديد هويّتها، لتنطلق سلسلة التحريات حول طبيعة الوفاة.
التحريات التي باشرتها فرقة الشرطة القضائية لأمن المقاطعة الإدارية لحسين داي باستغلال جميع الوسائل التقنية أفضت الى تحديد هويّات الأشخاص التي كانت الضحية على اتصال معهم في تلك الفترة، باستجواب أحدهم، صرّح أنّه على معرفة بها وأنها حضرت إليه يوم وفاتها وسلّم لها كميّة من المخدرات الصلبة لغرض الاستهلاك الشخصي وأنّه من عادته تزويدها بهذه المادة لكن بصفة غير منتظمة.
كما أفاد بأنه كان رفقة مشتبه فيه أخر وكانت الضحية قد اتصلت به لغرض شراء المخدرات الصلبة، فاتصل هو الآخر بمشتبه فيه آخر يعمل كسائق سيارة غير مرخّص “كلوندستان” لغرض نقلهما إلى وجهة معلومة، خصوصا بعد إلحاح المشتبه فيها على شراء المخدرات، حيث توجّه إلى شرق العاصمة واشترى لها ما طلبت، وتوجه بعدها إلى شارع المعدومين،حيث التقى بالمشتبه فيها بمفردها، بعد التقاءه بالسائق، أخبره هذا الأخير بان مناوشات حادة وقعت بين المشتبه فيها و الضحية دون إطلاعه على التفاصيل، وفي نفس اليوم علم بان الضحية وجدت ميّتة، نتائج التحريات أفادت بان المشتبه فيه لم يتنقل إلى شرق العاصمة، بل كان متواجدا بالقرب من مسرح الجريمة واتصل بالمشتبه فيها وعاد إلى منطقة باب الوادي.
على خلفية ما جرى، أنكرت المشتبه فيها ما نسب إليها من أفعال، رغم مواجهتها بكل الأدلة التقنية، حيث أدلت على محضر رسمي بتصريحات كاذبة، لتتراجع لاحقا عما قالت وتفيد بان خلافا شبّ بينها وبين الضحية بسبب كميّة المخدرات الصلبة، مشيرة إلى أن الضحية حاولت الفرار من السيارة والاستيلاء على المخدرات الصلبة وقامت بفتح باب السيارة ورمت بنفسها خارجا، بعدها توجهت المشتبه فيها لإخبار المشتبه فيه الأول بما جرى، غير أنهما لم يقوما بتبليغ مصالح الشرطة عن الحادثة رغم علمهما بوفاة الضحية.
تكملة للتحريات، تم توقيف المشتبه فيه الرابع بمسكنة وهو في حالة تخدير جدّ متقدّمة، كما ضبط بحوزته على (10) حقن بها آثار دم جراء الاستعمال، أكياس بلاستيكية تستعمل لتغليف المخدرات الصلبة، صفيحة لمزج مادة المخدرات مع ملعقتين وعلبة سجائر بها سيجارتين محشوة بالمخدرات، في حين تمّ استرجاع السيارة التي استعملت في الجريمة والتي اتضح أنها مجرّدة من حامي المحرّك.
بعد استكمال الإجراءات القانونية المعمول بها، تمّ تقديم المشتبه فيهم على الجهات القضائية للنظر في ملفاتهم.