تركت زيارة الوزير الأول إلى ولاية المدية انطباعا ايجابيا عميقا في أوساط عاصمة التيطري التي قطفت ثمارا أخرى تعزز مكاسب التنمية المحلية الشاملة التي غيرت وجه المنطقة بفضل جملة المشاريع القاعدية المنجزة وتلك التي في طور التجسيد على غرار شق وتعبيد الطرق وبناء المنشآت القاعدية والسكن الريفي والحضري من جهة، وانجاز وتسطير المشاريع الاجتماعية والتربوية مثل الجامعة والمؤسسات التعليمية التي تجسد حقيقة فك العزلة الجغرافية والذهنية بما يؤدي إلى إدماج القرى والمناطق العميقة في ديناميكية البناء الوطني.
وأكد الحوار المفتوح مع المجتمع المدني ممثلا لكافة الشرائح بما في ذلك فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، درجة عالية من التواصل المباشر والشفاف في جدية وانسجام، للتعبير عن الانشغالات والتطلعات في ظل تأكيد الحرص على وضع المصلحة الوطنية في الصدارة ومنها تستمد قوة التغيير الاقتصادي والاجتماعي الهادئ، والذي ترصد له الدولة الموارد اللازمة لتوسيع الورشات وتكريس وتيرة عالية للتنمية المنسجمة والتي تصب في صالح السكان بالأساس.
وأمام المجتمع المدني الفرصة المواتية في هذا الظرف لتعميق وتوسيع جهوده تجاه المجتمع مستفيدا من المؤشرات والمعطيات الميدانية وأبرزها أرضية المشاريع المنتشرة والروح البناءة للسلطات المحلية انطلاقا من الحرص على تجسيد الأهداف الإستراتيجية ورفع التحدي من خلال تظافر جهود كافة الشركاء.
وإلى جانب الأثر المباشر للاستقرار واستتباب الأمن في ظل مواصلة تقريب الإدارة من المواطنين وهو الأمر الذي يرتقب أن يعرف تطورا لمقاربة خاصة بالخدمة العمومية وجعل المرفق العام في صميم النهضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وبالفعل اظهرت هذه الولاية ذات الرصيد التاريخي المشهود له، قدرات وموارد اقتصادية خاصة في الفلاحة، والتي يمكن الرهان عليها في بناء أقطاب للصناعة التحويلية والغذائية ذات ابعاد جهوية، تكون من ضمن ركائز اقتصاد منتج للثروة يكون بديلا للمحروقات، مثلما ألح عليه سلال في اشارة إلى سهل بني سليمان وغيره من المحيطات ذات الثقل في توفير فرص عمل فلاحية عصرية تستوعب حجم الطلب على الشغل، وإنتاج مواد قابلة للتصدير والمنافسة في أسواق إقليمية وعالمية.
ولعل تركيز عبد المالك سلال على الاهتمام بالتعليم العلمي والتكنولوجي دون القفز على مختلف العلوم الاجتماعية التي توطد علاقة الاجيال بالهوية والتاريخ، دلالة على ان السبيل الاكثر جدية للتخلص التام من التبعية وادراك الامم المتقدمة باستمرار بل ولم لا منافستها يتمثل في التركيز على الاستثمار في العلوم والمعارف وتوعية التلاميذ في كل الاطوار بان امتلاك المناعة والقوة في مقارعة العولمة يكون بالدراسة وبذل الجهد خاصة وان الدولة لم تدخر جهدا في تعميق مبدأ ديمقراطية التعليم الذي بقدر ما يتعزز ويجد اهتمام المجتمع بقدر ما يزحف على بؤر الجهل ويمكن من الارتقاء بالانسان ويكرس له حريته بالمفهوم الشامل للكلمة.