اُسْتقبِل رئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة، أول أمس بالقاهرة، من طرف رئيس مجلس النواب المصري، علي عبد العال،حيث قدم له تهاني الجزائر للشعب المصري بعد الانتخابات الرئاسية التي جددت الثقة في الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتولي عهدة جديدة.
وإلى جانب ذلك، شكل هذا اللقاء فرصة للطرفين لاستعراض سبل ترقية العلاقات البرلمانية وتعزيز التعاون المتعدد الأبعاد بين البلدين،وكذا بحث مستجدات القضية الفلسطينية ومسائل السلم والأمن في الوطن العربي بشكل عام.
وكان رئيس المجلس الشعبي الوطني قد شارك في اجتماع تنسيقي وتشاوري لرؤساء البرلمانات والمجالس الوطنية العربية خصص لمناقشة الوضع الراهن في الساحة العربية وما يشهده من تحديات وتهديدات وأزمات، كما بحث المشاركون، بالإضافة إلى ذلك، سبل ترقية وتفعيلا لعمل البرلماني المشترك لخدمة قضايا وتطلعات شعوب المنطقة.
وعلى خلفية تزايد انتهاكات الكيان الصهيوني للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، شكلت المسألة الفلسطينية صدارة القضايا التي تطرّق لها المشاركون في هذا اللقاء التشاوري.
ويجدّد موقف الجزائر التاريخي والثابت في دعم ونصرة قضايا التحرّر عبر العالم
جدّد رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة، أول أمس بالقاهرة، موقف الجزائر التاريخي والثابت في دعم ونصرة قضايا التحرّر عبر العالم وفي مقدمتها «القضية الفلسطينية»، حيث ذكّر بالدور الذي لعبتها الديبلوماسية الجزائرية بقيادة السيد عبد العزيز بوتفليقة حين مكّنت فلسطين، في أشغال الدورة التاسعة والعشرين للجمعية العامة للأمم المتحدة، من إسماع صوتها على لسان الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى جانب احتضانها ميلاد الدولة الفلسطينية عام 1988.
وفي كلمة ألقاها أمام المشاركين في المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي، اعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني قرار الإدارة الأمريكية بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، انتهاكا للقرارات واللوائح الأممية ذات الصلة وخرقا للشرعية الدولية من دولة كانت راعية للسلام.
وفي هذا السياق، دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن قرارها ومواصلة جهود السلام في المنطقة دعما للشرعية الدولية القاضية بإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه في العودة وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع جوان 1967، وذكّر رئيس المجلس، في هذا المقام،بكل المواقف الدولية الموحدة داخل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي واتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية والاتحاد البرلماني العربي والبرلمان العربي ومعظم البرلمانات الوطنية وهيئات المجتمع الدولي الرافضة لهذا القرار باعتباره اعتداء صارخا على حقوق الشعب الفلسطيني غير اقابلة للمساومة أو التنازل، فضلا عن كونه مساسا بمكانة القدس الروحية ووضعيتها القانونية والسياسية والتاريخية .
دعوة الأشقاء في ليبيا، سوريا واليمن إلى الامتثال للضمير وإرساء مصالحة الوطنية
وبالمناسبة، نوّه رئيس المجلس بدور البرلمانيين كممثلين للشعوب في العمل المشترك من أجل إنهاء بؤر التوتر في المنطقة العربية ورفض أي نوع من التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول.
وفي هذا السياق، دعا السعيد بوحجة إلى التفعيل الدائم لبند القضية الفلسطينية في كل المحافل الاقليمية والدولية والتنسيق مع كل البرلمانات والاتحادات البرلمانية من أجل كسب دعمها وحث حكومات دولها وكل الهيئات على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتمكينها من العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة.
ولدى تطرقه، إلى آفة الارهاب والتطرف بكل أشكاله، استعرض رئيس المجلس تجربة الجزائر في مكافحة هذه الآفة، موضحا كيف استطاعت دحرها بالارتكاز على جهود رئيس الجمهورية الذي بادر بسياستي «الوئام المدني» و»المصالحة الوطنية» اللتين زكّاهما الشعب الجزائري، مؤكدا في نفس الوقت ضرورة التنسيق والتعاون من أجل التصدي لهذه الظاهرة من خلال وضع استراتيجية متكاملة كفيلة بالقضاء عليه وترسيخ قيم المواطنة.
كما جدّد رئيس المجلس الشعبي الوطني دعوة الجزائر للأشقاء في كل من ليبيا وسوريا واليمن إلى الامتثال للضمير وإرساء مصالحة الوطنية دعما للمسار السلمي وحثّهم على تقبّل مكونات المجتمعات بكل أطيافها وتجنب تسييس المعتقدات وتبني الحوار للخروج من دوامة العنف.