الإقتصادي والدبلوماسي صالح موهوبي في ذمة الله

كـان من دعـاة حضـور الجـزائر في كل المنابر الدوليــة

سعيد بن عياد

كان الاقتصادي والدبلوماسي الأستاذ صالح موهوبي الذي غادرنا في صمت أمس، يبدي استعداده الدائم للرد على أسئلتنا وتمكين القراء من الإطلاع على مواقفه بشأن القضايا الدولية والوطنية التي تهم الرأي العام. وأنا أعد عملي أخبرتني الزميلة فريال رئيسة القسم الوطني بالخبر .. لقد رحل عمي صالح .. كانت على دراية بأنني كثير التواصل معه في إطار النقاش والبحث حول القضايا الوطنية والدولية خاصة الاقتصادية منها.
كان للخبر وقعه فعلا،، كيف لا والرجل صاحب التكوين باللغة الأجنبية لم يكن يتردد في التعامل مع وسائل الإعلام باللغة الوطنية مع شديد التركيز على أن يوسع من دائرة النقاش بين الجزائريين خاصة النخبة المثقفة على أساس الدفاع عن المصالح الوطنية العليا وتحصين الجزائر من أي خطر محدق، وهو أمر جوهري بالنسبة إليه من منطلق التزامه ووفائه، فالجزائر ومستقبلها خط أحمر لا مجال لتجاوزه تحت أي ظرف.
عرفت الأستاذ صاحب اللباقة والحس الإنساني المتشبع بقيم التواضع واحترام الغير عندما كان يزور منتدى الشعب،، وفي إطار إشراك الكفاءات في النقاش الاقتصادي بحثت عنه ورحب بإجراء مقابلة صحفية للشعب الاقتصادي، ومن هنا بدأت رحلته مع قرائنا أحيانا بالكتابة مع التكفل بترجمة مواضيعه وتارة بالرد على أسئلتنا. وكان يتميز بالرد المباشر وبتبرير المواقف ونبذ الأنانية ونكران الذات.
في إحدى الفترات انقطعت أخباره ولم يكن يرد على الهاتف،، ولم نكن نتصور أنه في وضعية صحية صعبة،، وبعدها عاود الاتصال وتحدث بألم عما عاناه مع وعكة صحية طارئة وعنيفة كادت أن تحدث له مكروها لولا انه خرج منها بآثار لازمته إلى أن غادر عالمنا، ليلتحق صاحب المشوار الدبلوماسي الطويل في أدغال إفريقيا بجوار المولى عز وجل.
 لقد خسرت الساحة الفكرية والإعلامية اسما جادا تجاوز بكثير الجدل العقيم الذي يسود في أذهان بعض الأوساط المثقفة بفضل قوته في تشخيص الإشكاليات وقدرته على اقتراح البدائل وتعميق تحليل الظواهر السياسية والاقتصادية على غرار الأزمة الاقتصادية العالمية وأزمة منطقة اليورو وكذا أزمة الساحل والصحراء في ضوء تداعيات الحرب في مالي. لقد كان من دعاة تواجد الدبلوماسية الجزائرية في كل الملفات التي تهم البلاد حاملا لواء الحلول الدبلوماسية والسياسة لكافة بؤر التوتر في القارة السمراء مثل أزمة مالي على اعتبار أنه أحد المتخصصين في المسائل الإفريقية. وتأكيدا على التزامه واحترامه للمواعيد لم يمنعه المرض ذات يوم من التنقل إلى مقر الجريدة رفقة شقيقته الكبرى في وقفة كلها تقدير للكلمة، فكان الراحل الذي وافته المنية على الثانية من صباح أمس، بحق صاحب موقف لا مجال معه للف والدوران، فرحمه الله وأسكنه فسيح جنانه وألهم ذويه وأهله جميل الصبر والسلوان.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024