بصيص أمل !

بقلم: أمينة دباش
31 مارس 2018

لم تفلح محاولات الكيان الصهيوني في إيقاف مسيرة الفلسطينيين، لا تحذيرات جيشه باللغة العربية الفصحى ولا الطائرات بدون طيار الحاملة للقنابل "المُسيلة للدموع"، ولا الوحدات العسكرية المُستحدثة خصيصا لمواجهة مسيرة العودة استطاعت شلّها. لقد استجاب لها الآلاف من الفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة أو فلسطينيي اسرائيل الذين يسموّنهم "عرب إسرائيل". تعد هذه الخطوة في حد ذاتها نجاحا أوليا لأنهم نفذوا ما قرّروه رغم سقوط 16 شهيدا وجرح المئات من المشاركين في هذه المسيرة التي استنفرت لها كل قواعد جيش الاحتلال.
صمّم الفلسطينيون المشاركة رغم الأخطار والتحذيرات المتعددة ورغم العساكر المدجّجة بشتى أنواع الأسلحة.  
عزيمتهم هذه تعد بصيص أمل يعكس اصرارهم على افتكاك حقوقهم وفي مقدمتها العودة الى أرضهم المغتصبة، وهذا ما ينبئ بفرج قريب إن شاء الله.
هذا ما يربك المحتل الاسرائيلي الذي لا يهدأ له بال ويتركه حائرا.
المتتبع لمختلف نقاشات وتصريحات يهود اسرائيل وأوروبا، يستخلص أنهم يبحثون في قرارة أنفسهم عن مخرج من هذه المحنة التي تحوّلت مع مرور الزمن الى مستنقع يحاولون إخفاءه بكبريائهم وتعنتهم، متكئين في ذلك على قوى الظلم والطغيان التي قررت أحاديا تحويل سفارتها الى عاصمة فلسطين الأبدية. هؤلاء أصحاب الغطرسة الذين يلّقنون دوما دروسا للبشرية حول حقوق الانسان و الديمقراطية.
صدق شباب فلسطين عندما رفعوا الراية الجزائرية، خلال مسيرتهم، لأن أقوى سلاح لثورة نوفمبر المباركة كان التفاف الشعب الجزائري حول ثورته وعقده العزم على الانعتاق والتحرّر، وبذلك حقّق المعجزة أمام إحدى قوى الحلف الاطلسي.
فرحم الله شهداء مسيرة العودة وشفى الله جرحاها وليكن كل مظلوم على قناعة أن الحق لن يضيع و أن القضايا العادلة ترى نورها وبئسا للمتجّبرين، وفي سجلات التاريخ صفحات حيّة تروي حكايات شعوب بزغت فيها شمس الحرية كالفيتنام، الجزائر وكوبا ... إلخ.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024