القمع المغربي ضد الشعب الصحراوي في المدن المحتلة.. لم يمنع الشباب المتشبع بالوطنية من اقتحام أسوار أخرى.. واعتماد استراتيجية سريعة جدا في تبليغ رسالة نضال هؤلاء الأحرار،، في العيون والسمارة، والداخلة أي النقاط المنتفضة ضد آلة القتل المغربية،، وهذا عن طريق تمرير كل هذه «الرسائل» و«الأصوات» العادلة عبر شبكة التواصل الاجتماعي،، لكسر كل هذا الضغط الممارس على الصحراويين،، وتعرضهم لشتى أنواع التعذيب والتنكيل لإسكات هذا الصوت الحر.
قد يخطىء من يعتقد بأن الأوضاع بالصحراء الغربية هادئة تحت الاحتلال المغربي،، بل أن انتفاضة يومية لخيرة أبناء هذا الشعب لاظهار لكل هذا العالم مدى صمود وثبات الصحراويين من أجل استرجاع حقوقهم الوطنية المستولى عليها بالحديد والنار،، بالرغم من أن هذه المهمة ليست بالهينة كونها تواجه استعمارا شرسا،، لايرحم،، قطع أصابع المناضلة فاطمة الدواسي التي كانت تبين للإعلام الخارجي همجية الاحتلال المغربي بالصحراء الغربية، وهناك أمثلة لاتعد ولاتحصى،، كان لابد عشية انعقاد مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة من ابراز لكل هذا العالم أن هناك شعبا يكافح من أجل حريته،، وفي مقابل ذلك يتعرض لأبشع صور الإبادة،، في سكوت تام وتواطؤ مفضوح من قبل البعض من الجهات التي تكيل بسياسة المكيالين،، كل شيء موثق عند الصحراويين،، خاصة منهم الشباب الذي يعمل جاهدا من أجل نقل عذابات شعبه الى العالم الخارجي،، وهذا بالصورة والكلمة كل ما اقترفه البوليس المغربي موجود في وثائق رسمية،، الى يومنا هذا هناك حوالي ٦١٥ مفقود صحراوي، وتم اختطاف ١٥ صحراويا بعد انتفاضة ٢٠٠٥، العائلات الصحراوية ماتزال تبحث إلى يومنا هذا عنهم،، لكن مصيرهم يبقى مجهولا. في سجن سالا يوجود ٢٥ مناضلا صحراويا وهذا عقب الاعتداء على مخيم «إكيديم افريك» في سجن لكحل بالعيون زج بـ ١٧ مناضلا في غياهبه،، وهؤلاء ينحدرون من مدن السمارة والداخلة وفي سجن ايت ملول يقبع ٨ مناضلين وراء القضبان ناهيك عما يضمه سجن تيزميرت.. وهناك حالات أخرى جديرة بأن يطلع عليها الرأي العالمي،، وخاصة المدافعين عن حقوق الانسان في جنيف.
الشباب الصحراوي الناشط في حقل التواصل الاجتماعي يعمل جاهدا،، وبكل ما أوتي من قوة على إخطار العالم،، بكل مايتعرض له الشعب الصحراوي، ولايخفى هؤلاء الشباب تعرض موقع« ARSO.ORG » الخاص بكفاح الشعب الصحراوي إلى قرصنة واختراق وتشويش من قبل المغاربة قصد منع وصول المعلومة في وقتها المحدد، وفي هذا الشأن يستعمل هؤلاء كل الأساليب منها على الخصوص التقليل من التدفق العالي للانترنت،، وثقل عملية التحميل سواء لما هو مكتوب أو مصور،، وكذلك مراقبة الشباب الصحراوي في مقاهي الشبكة العنكبوتية من طرف أعوان الأمن،، هذا كله لم يمنع الصحراويون من تبليغ رسالتهم إلى المجموعة الدولية كاشفين حقا عن حجم الاحراج الذي تشعر به السلطات المغربية من الانتشار الواسع لصور المظاهرات اليومية ضد الاحتلال المغربي.