يوميات القابلات بين احترافية المهنة والضغوطات

التكوين والرسكلة وحتمية تطبيق الدليل الصحي للمرأة الحامل بالشلف

 

 

 

يبقى واقع القابلات والإمكانيات الموضوعة تحت تصرفهن ومعضلة التوعية ومتابعة المريضة إحدى المعوقات التي تتباين من المدن الحضرية إلى المجمعات الريفية التي حاولنا تشريحها رفقة المعنيين والقابلات.
وبحسب صاحبات القفازات والمآزر البيضاء اللواتي نجدهن مشمرات عن سواعدهن داخل مصالح وأجنحة الولادة بالمستشفيات والمؤسسات العمومية للصحة الجوارية والعيادات الخاصة، فإن يومياتهن مع الزائرات من المرضى والحوامل لا تخلو من وقائع ومفاجآت سارة في أغلب الأحيان وبالقدر الضئيل مؤلمة وحزينة للمريضة ومرافقيها.
هي الصورة التي اقتربنا من تشخيصها ومتابعتها والوقوف على مهنتها و واقعها الذي عاد ليطرح بقوة في الآونة الأخيرة بتسجيل حوادث مؤلمة من جهة ورسم معالم الغبطة والعرس العائلي بالمولود الجديد الذي هو في النهاية جهود ومرافقة الحامل من عدة جهات بالوسط العائلي ومصالح وأعوان الصحة العمومية والخاصة حسب تصريحاتهن في لقائهم الأخير حول الدليل الصحي للمريض الذي تتطلع إدارة القطاع إلى جعل المريض متابعا وفق خطة تنطلق من قاعة العلاج إلى الفحص وإخضاعها للمراقبة لتنتقل إلى التمريض والرعاية التي تخرج عن مسار تنقلها المسجل في دليل المريض الذي طرحته المديرية تطبيقا لتعليمات وزارة القطاع.
اعتبر المدير الولائي مسعود قلفن تسجيل 18150عملية خلال 2017 بالمستشفيات والعيادات منها 222 عملية تابعة لقطاع الخواص و5 آلاف عملية بالمصالح المدمجة بهياكل الصحة على وجه الخصوص، لكن من جهة أخرى فإن تسجيل 7765 عملية بالقطاع الخاص بعضها عمليات قيصرية، مؤشر لأهمية مشاركة هذا القطاع الفعال ضمن العلاج النسائي للمريضات والحوامل يشير ذات المسؤول.
يحدث هذا رغم المبالغ المالي الباهظة التي يدفعها الأولياء لصالح هذه المؤسسات الخاصة التي لا تتردد في إجراء العملية القيصرية بمجرد تسجيلها لأبسط تخوف خاصة لدى الحاملات في ولادتهن الأولى.
مهام التوليد والإحترافية في أداء الخدمة مرتبطة بعدة معطيات قاعدية تتحملها القابلة انطلاقا من مهنتها ودورها والوسائل المتوفرة وطبيعة تواجد المريضة التي ترعاها ومحيطها ووضعها الصحي الذي تحدثت عنه القابلات اللواتي فضلن عدم الكشف عن هويتهن، حيث أجمعن على قلة التجهيزات بالمؤسسات الواقعة بالبلديات الريفية بالمقارنة مع المؤسسات المتواجدة بالمجمعات الحضرية والمدن التي تتوفر على وسائل عصرية وحديثة وتكنولوجية متطورة تمكن القابلات من أداء دورهن باحترافية وأريحية.
ويختلف الوضع على القابلات في عالم البلديات الريفية، حيث تواجه متاعب وصعوبات سواء من حيث طبيعة تكوين النساء ومستواهن الخاص بالثقافة الصحية وتعاطيهن مع مدة الحمل وفتراته تقول إحدى القابلات من بلدية تاجنة بالناحية الغربية لعاصمة الولاية، مما يجعل نسبة الخطورة والصعوبة يكون أشد تأثير على القابلة خاصة إذا تم تسجيل ضغوطات من العالم الخارجي للمؤسسة المستقبلة والتي عادة ما يكون وراءها الزوج والعائلة التي ترافق المريضة.
يحدث هذا تقول القابلات إذا سلمنا بتسجيل عدد كبير من العمليات كما هو الشأن بالمؤسسة العمومية  بسنجاس، حيث قفزت من 100عملية خلال 2008 إلى 447 عملية خلال 2017 وهذا في غياب الطبيب المختص يقول مدير المؤسسة العمومية الجوارية بذات البلدية، لكن يبقى وضع الشبكة الخاصة بطبيب النساء للتوليد مسألة ضرورية جدا مع ضمان التنسيق مع المصالح الأخرى لمتابعة المريضة وتنقلها الطبي الذي يبقى يسير بطريقة عادية يقول مدير المؤسسة بسنجاس.
وفي رده عن هذا الإنشغال أوضح المدير الولائي أن وجود 71 قابلة بأجنحة التوليد بكامل تراب الولاية، نسبة قليلة رغم أننا أحسن من عدة ولايات في العدد فإن النشاط المهني لكل قابلة قد يصل إلى 185 عملية للقابلة الواحدة في السنة، وهذا مؤشر ينبغي العمل عليه لكن عن طريق الرسكلة والتكوين الذي يعد ضروريا في الحياة المهنية للقابلة وهي الخطوة التي سوف تسعى لتحقيقها مديرية القطاع بالولاية.
وأشار قلفن أن فكرة تنظيم القوافل للقابلات للمناطق الريفية والمنعزلة سيشرع في تطبيقها، وهذا جزء من التحسيس والتوعية التي نسعى إليها ومن جهة أخرى فمثل هذه العمليات ستمنح القابلة قوة وتعاملا مع المريضة مباشرة، زيادة على المتابعة للمرأة الحامل عن قرب. كما شددت القابلات على استعمال وسائل الإتصال كالإذاعة والحصص التوجيهية المباشرة مع المرضى والأطباء والمرشدات والقابلات اللواتي كشفن عن استعدادهن للقيام بمثل هذا التحسيس والتوعية التي أكدن على فاعليتها في الوسط الأسري

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025