على اثر الأمطار الطوفانية التي عرفتها ولاية ام البواقي مؤخرا، والتي سجلت العديد من الخسائر البشرية والمادية، ومن البلديات الأكثر تضررا مدينة مسكيانة التي تقع في الجهة الشرقية لولاية أم البواقي.
يبلغ عدد سكان مدينة مسكيانة حوالي ٢٨٨٠٠ نسمة يحدها من الشمال سوق أهراس، ومن الجنوب خنشلة، ومن الغرب عين البيضاء، ومن الشرق تبسة، حيث يرتبط تاريخ المنطقة بأهمية موقعها الاستراتيجي بين الشرق والغرب لكون الكاهنة أقامت على ضفاف واد مسكيانة حاليا، المدينة قديمة المنشأ فهي ذات خلفية تاريخية تعود إلى العهد الروماني والبيزنطي.
أثناء زيارتنا للمدينة بتوجيه من رئيس جمعية صيام حبيب للوصول إلى العائلات المنكوبة، اندفع نحونا مجموعة من الشباب من بينهم مداوي سالم، الذي حدثنا عن العديد من المشاكل التي تواجهها المدينة، وبفضله استطعنا الوقوف على العديد من منازل العائلات المتضررة من الكارثة (حمزاوي ربعية، جاب الخير صدام، بركان حفيزة بلغيتي حمودة) وغيرهم متحدثا عن السوق الذي جرفته المياه، لكونه في الواد، وأصبحت الأحياء عبارة عن برك من الماء في كل مكان، راجيا من السلطات فتح المجمع السكني هنداوي جلول، لإقامة العائلات.
من الأحياء الأكثر تضررا حي الأمير عبد القادر (الحي القديم) في مدخله هناك عائلة ترمم منزلها وأكوام الرمال والاسمنت في كل مكان. دخلنا بعدها الى بيت خالتي ربعية الأثاث المنزلية ملقاة على الأرض قالت انه على اثر شرارة كهربائية ضاعت منها كل الأجهزة الالكترونية من تلفاز، وجهاز التبريد وغيرها، المنزل لا يحتوي على المؤونة الغذائية، السميد، البقول الجافة وحليب الرضع وادوية المرضى كلها جرفتها السيول. افراد العائلة كانوا يتناولون فاكهة الهندي التي كانت مترامية على الأرض، وأنين الطفل الصغير يسمع من بعيد، حقا انه منظر مؤلم خالتي ربعية قالت ان حجم الماء في منزلها فاق ٦٠ سنتمتر وبفضل الجيران تم التخلص منه بالأواني، والباقي أخذته معها الحملة. خالتي ربعية تبلغ من العمر ٦٠ سنة ووضعت ملف طلب السكن بالبلدية منذ ١٨ سنة، وزارتها اللجنة ٠٤ مرات ولكن دون جدوى.
بلالة الجمعي ممثل
حي الأمير عبد القادر:
الأمطار المتساقطة فاقت ٧٠ ملم
وبلغت كميات الأمطار في شوارع ومنازل حي الأمير عبد القادر الذي انشأ سنة ١٩٥٦ من ٧٠ إلى ٨٠ مم والشيء، المدهش كميات المياه التي جرفت كانت مصحوبة بمياه الصرف، نتيجة انفجار قنوات الصرف الصحي.
وقدر عدد العائلات المتضررة ١١٨ عائلة والاكثر تضررا عائلة حمزاوي ربعية، التي تأوي في منزل فيه ٤ عائلات وحوالي ٦٠ عائلة جرفت السيول عتادها وأجهزتها الالكترونية، وهناك سكان بدون مؤونة منذ ثلاثة أيام.
بذلت الحماية المدنية مجهودات جبارة خاصة في اليوم الأول الذي جرفت فيه السيول السيارات والأشخاص، وقدموا العديد من المساعدات لسكان المداشر والأرياف.
الأمين العام للبلدية لـ«الشعب»:
جهزنا المركب الجواري لاستقبال العائلات
قمنا بزيارة الامين العام للبلدية سمير خضراوي وطرحنا عليه جملة من انشغالات العائلات التي جرفت المياه مؤونتهم الغذائية من سميد، وحليب، وأدوية طيلة ثلاثة أيام. الذي أكد أن مصالح البلدية على قدم وساق رفقة اللجنة المكلفة، والمجتمع المدني والجمعيات لتقديم كل المساعدات، مشيرا إلى أنه لم يتقدم أي شخص للبلدية بمثل هذه الطلبات، وكل شخص يأتي ستلبي كل طلباته، وفي هذه اللحظة وصل مواطن ليبلغ انشغاله أحد الأحياء انفجرت فيه قنوات الصرف الصحي، وطلب من مصالحه اتخاذ الاجراءات اللازمة.
وأكد خضراوي ان مصالحه سجلت ٢٠ عائلة متضررة تستحق التدخل، و٢٠ عائلة فقدت تجهيزاتها المنزلية، وقامت البلدية من جهتها بتهيئة وتجهيز المركب الجواري، وفي المستقبل أي طارئ أو حدث ستلجأ العائلات المتضررة إلى هذا المركب.
واللجنة الخاصة بالكارثة ومصالح البلدية واقفين على الأحياء المتضررة هم يدرسون الوضعيات حالة بحالة، وسوف نقوم بإعداد ملفات وإرسالها للسيد الوالي.
نياف رابح رئيس جمعية ايكولوجيا لحماية البيئة:
حواف الواد زادت من حجم الكارثة
يعمل نياف رابح رئيس جمعية ايكولوجيا لحماية البيئة بالتنسيق مع البلدية للوصول الى الحالات الأكثر تضررا، وحسب قوله ان قوة الواد هي التي زادت في حجم الكارثة، والمتضررون بالدرجة الأولى العائلات التي تقطن بجوار الواد، «ولا أحد ينكر المجهودات الجبارة التي قدمتها مصالح البلدية والحماية المدنية والمجتمع المدني، حيث استطعنا الوصول إلى العائلات المتضررة مسجلين انشغالاتهم، فمنذ وقوع الكارثة والكل واقف على قدم وساق، ولكوني رئيس جمعية تهتم بحماية البيئة نعتزم في المستقبل القيام بمشروع تهيئة ودراسة لوادي مسكيانة لنجعل من المدينة مدينة سياحية».
