شدّد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، خلال توجيهاته المقدمة لأمناء المحافظات، أمس، أثناء لقاء جمعه بهم بالمقر المركزي للتشكيلة، على ضرورة ''الجمع والتجميع'' ولمّ شمل القواعد النضالية، وهذا في إطار القانون الأساسي والنظام الداخلي، كون المحافظات ـ حسبه ـ ليست حلبة صراع، مراهنا على أن النجاح في الرهانات والاستحقاقات القادمة لا يكون إلا بالقاعدة عن طريق ''سياسة الوئام والمصالحة''.
أكد الأمين العام لـ''الآفالان'' على أن الحزب منظم وله باع في كيفية التهيئة والتعبئة والتجنيد والتحسيس، إلى جانب التدخل في الوقت المناسب، ما سمح لهم بالفوز في المعارك ''بالمناضلين لا الأشخاص''، مشيرا إلى أن الاختلاف الذي شهدته التشكيلة سابقا أثر على القواعد النضالية خلال الأشهر الماضية، الأمر الذي دفع به إلى الحرص على عدم تشجيع سياسة الإنتقام والإقصاء والتفرقة.
وأسند سعداني لأمناء المحافظات مهمة الجمع على أساس أن التشكيلة مبنية عليه لا على الإنتقام الذي لا يوصل الى نتائج، سيما وأن لديهم قيادة تجتمع وتقرّر من خلال الأغلبية، مفيدا أن حزب جبهة التحرير الوطني، لا يكون في منصب أمين عام أو مكتب سياسي بقدر ما يشمل جميع القواعد النضالية، هذا الأخير سمح لهم ـ حسب ما جاء على لسانه ـ بتكوين الأغلبية بالبرلمان.
وأضاف سعداني أنه سيصلح بيت (الآفالان) بمساعدة ''الناس العاقلين'' ويحضّر للرهانات المستقبلية التي تجعلهم يتنازلون على المصالح الشخصية وتضعهم أمام ما أسماه بـ''إعادة مراجعة حساباتهم'' خدمة وتغليبا للحزب بعيدا عن الأنانية، موضحا لأمناء المحافظات أن التشكيلة تحتاج إلى تجميع الصفوف وتوحيدها ولمّ الشمل عن طريق النضال والدوام والإلتزام والإحتكام للقانون، خاصة الانضباط الذي يجب أن يعود لصفوفهم من خلال إعطاء لكل ذي حق حقه.
وقال سعداني، إنه على أمناء المحافظات تبليغ المناضلين بكل القسمات، أن مشاكل القيادة انتهت، سيما وأن اجتماع اللجنة المركزية الذي احتضنه نزل الأوراسي ـ مؤخرا ـ يبقى سيدا في قراراته، موضحا أن فرض الأشخاص في هياكل حزب جبهة التحرير الوطني على غرار المحافظات ''لا يأتي بنتائج''، حيث يبقى الصندوق هو الفاصل الوحيد.
وكشف الأمين العام لـ(الآفالان) في تصريح للصحافة على أن التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي سترى النور في غضون شهر، كما أن إسناد المهام والمسؤوليات فيه ستكون وفقا لمعايير تكون في مستوى التحديات والرهانات المستقبلية.