أدوات مرتفعة السعر والمواطن في حيرة بسطيف

تعرف أسعار الأدوات المدرسية بمدينة سطيف ارتفاعا فاحشا ،حتى قبيل بداية الموسم الدراسي ،في جميع مكوناتها ،بداية من المحافظ الى باقي الأدوات ،واذا كانت مناسبات الصيف، ومنها شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، قد تسببت كما هو معروف في نزيف حاد للقدرة الشرائية للمواطنين بسبب الغلاء، وما تتطلبه هذه المناسبات من مصاريف كبيرة، فان الموسم الدراسي اطل على المواطن بعلامات غير مطمئنة، حيث عبر المواطنون عن تخوفهم من  عدم التمكن من الاستجابة بسهولة لمتطلبات الدخول المدرسي ،خاصة من جهة شراء الأدوات والكتب التي يتعين على التلاميذ احضارها في غضون الأسبوع الأول للموسم الدراسي .
وقد تنقلت «الشعب» الى العديد من نقاط البيع والمكتبات ،وتفاجأت للأسعار المرتفعة مقارنة بالعام الماضي ،حيث لا يقل سعر المحفظة مثلا عن ٩٠٠ دج من النوعية المتوسطة، والمآزر بما لايقل عن ٦٠٠ دج ،أما الكراريس فشهدت ارتفاعا كبيرا ،بحيث عرض كراس ٦٠ صفحة بما لا يقل عن ٣٠ دج من النوعية المتوسطة كذلك، وقدر بعض اصطحاب المكتبات الزيادة المسجلة هذا العام في معظم الأدوات المدرسية بحوالي ٢٠ بالمائة ،مقارنة بالموسم الدراسي الماضي.
 أما عن الأسباب فيرجعونها إلى ارتفاع الأسعار من المصدر، في حين أرجعها العديد من المواطنين الذين التقيناهم بعين المكان إلى عامل رئيسي، وهو غياب العرض الكبير والمنافسة التي كان يوفرهما الباعة الفوضويون في الأسواق والشوارع، عند اقتراب الدخول المدرسي، حيث كانت مكتبات الشوارع أكثر تنافسية بأسعار مقبولة، وبانخفاض لا يقل عن ١٠ بالمائة.
وقد تسببت الزيادة في أسعار الأدوات المدرسية في نفور الأولياء عن شرائها قبيل الدخول، وادخلتهم في حيرة حقيقية في كيفية التعامل مع الوضع، وفضلوا انتظار استلام القوائم من المدارس، كما يعرف الكتاب المدرسي المستعمل، والذي يباع عادة بأسعار معقولة تصل الى اقل من نصف سعرها بالمؤسسة التربوية، نقصا كبيرا في العرض، وهذا دائما بسبب منع الاسواق الفوضوية التي كانت الفضاء المناسب لعرضها.
يذكر ان الدولة من خلال منحة الـ٣٠٠٠دج ،وبرنامج الكتاب المجاني الذي ستنفذه مديرية التربية لصالح المعوزين بمبلغ لا يقل عن ٣٠ مليار سنتيم ، ومساهمات البلديات في تسليم محافظ كاملة بالأدوات الى فقرائها ، ستساهم دون شك في التخفيف من وطأة الدخول المدرسي ، على أمل ان يقدر التلاميذ الصعوبات التي يكابدها الأولياء في سبيل تمدرسهم في ظروف عادية، وهذا بالاجتهاد والمثابرة لتحقيق أحسن النتائج في نهاية الموسم.