الدخول المدرسي بين تثمين المكاسب وتجاوز النقائص
اتخذت كل التدابير لضمان دخول اجتماعي هادئ بعد عطلة صيف مرت على أحسن حال بفضل البرنامج الحكومي المسطر، الذي جاء ضمن تعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي شدد على ضرورة تجند مختلف المصالح والهيئات المعنية لإنجاح موسم الاصطياف تمهيدا لدخول اجتماعي مريح.
ويرتبط الدخول الاجتماعي عادة بالدخول المدرسي المزمع انطلاقه هذه السنة يوم الـ ٨ سبتمبر الداخل، حيث تعمل الوزارة الوصية على ضمان ظروف جيدة خلال السنة الدراسية الجديدة. يمثل الدخول المدرسي الحدث الهام في الدخول الاجتماعي الذي حظي باهتمام رئيس الجمهورية من خلال إعطائه لتوجيهات صارمة بضمان دخول هادئ.
ويأتي الدخول المدرسي لـ ٢٠١٣ ـ ٢٠١٤ في ظروف مغايرة عن باقي السنوات السابقة كونه ارتبط بالإصلاحات التي مست القطاع، من خلال مباشرة ما أطلق عليه «إصلاح الإصلاح» عبر عملية التقييم المرحلي لمختلف الاطوار لا سيما الابتدائي والمتوسط. وسيكون الطور الثانوي محط تقييم هو الآخر بوصول كوكبة من التلاميذ المعنية بالإصلاح في السنة الدراسية المقبلة.
وكانت الوزارة الوصية قد حددت الاولويات المسطرة في اطار استكمال مسار اصلاح المنظومة التربوية، عبر ضبط الاسباب المؤدية للاختلالات المسجلة والقيام بالتعديلات الضرورية. ولهذا الغرض شرعت الوصاية كمرحلة أولى في فتح حوار وتشاور في إطار الندوات الجهوية مع كل الفاعلين والشركاء في قطاع التربية، منذ بداية فيفري إلى غاية ١١ أفريل من خلال توفير الظروف الملائمة لبروز توافق بناء واستشارة واسعة بغية اعطاء دفع جديد لسيرورة الاصلاح سيتبع اليوم بندوة وطنية في ثانوية الرياضيات بالقبة.
في هذا الاطار حرصت الوزارة على معالجة الكثير من الاختلالات تما شيا مع متطلبات المدرسة الحديثة وإعادة النظر في الكثير من النقاط السوداء التي أثرت على المدرسة الجزائرية، لا سيما ما تعلق بالبرامج والاكتظاظ خاصة في الطور الثانوي بغية استيعاب الاعداد الجديدة المتزايدة سنة بعد سنة للمتمدرسين، وذلك عبر تحسين مدخلات المنظومة التربوية وتعزيزها بتثمين المكاسب.
الدخول المدرسي لهذه السنة الذي سيكون هادئا على العموم بالنظر لمختلف التحضيرات التي سبقته على جميع الاصعدة، لكن في المقابل سيكشف عن مدى نجاعة وفعالية الجهود المبذولة من طرف الوزارة الوصية، وسيكون المرآة العاكسة لما سيكون مستقبلا خاصة وأن القطاع سيتعزز بالكثير من المنشآت البيداغوجية والهياكل القاعدية من استقبال ودعم مدرسي ومعالجة لمختلف الفوارق المسجلة بين الولايات وداخل الولاية الواحدة.
ويتوقع في هذا السياق التكفل بطلبات التمدرس، خاصة في مناطق السكن الحضري الجديدة والقضاء على اكتظاظ الأقسام في الطور الثانوي نتيجة لانتقال كوكبتي التعليم المتوسط إلى الطور التعليمي، ناهيك عن استقبال هياكل ومنشآت جديدة، حيث ينتظر استقبال ١٠٧٢ مدرسة و٦٧٠١ حجرة قسم ،٤١٨ متوسطة و٥٥٥ ثانوية مع نهاية ٢٠١٤.
يضاف إلى ذلك ٣٧٢ نصف داخلية منها ما هو موجه للطور المتوسط و١٤٠ للطور الثانوي، وكذا ٦١ داخلية سبعة منها داخليات لفائدة الطور الابتدائي و٢٠٠ وحدة للكشف والمتابعة الصحية، كلها هياكل سيتم استقبالها بصفة تدريجية إلى غاية نهاية السنة الدراسية، ينتظر أن تعزز المنظومة التربوية من الجانب المادي إلى جانب تلك المشاريع التي من المفترض أنه قد تم أو يتم استلامها مع السنة الجارية.
ويتعلق الأمر بالهياكل المدرسية المسجلة في إطار البرنامج المسطر بعنوان سنتي ٢٠١٠ ـ ٢٠١١ لفائدة الولايات المعنية، والمتمثلة في استلام ٣٩٦ مجمع مدرسي و٣٢٠٠ حجرة درس.
إجراءات اتخذت لعلاج الاختلالات والاكتظاظ
الندوة الوطنية اليوم للوقوف على آخر لمسات التحضيرات
سعاد بوعبوش
شوهد:398 مرة