لا يفصلنا على الدخول المدرسي لموسم ٢٠١٣ ـ ٢٠١٤ سوى أيام معدودات، ما جعل العائلات الجزائرية تتأهب لرحلة تسوق أخرى سيما محدودة الدخل منها، التي أصبحت تحسب للموعد ألف حساب، نظرا لارتفاع اسعار الأدوات المدرسية والمآزر ، وهو ما وقفت عليه «الشعب» بمختلف المحلات التجارية والأسواق الشعبية بالجزائر العاصمة التي يكثر عليها الطلب.
تشهد الأسواق الشعبية والمحلات التجارية حركة كبيرة غير عادية على غرار ساحة الشهداء، شارعي حسيبة بن بوعلي والعربي بن مهيدي التي تزينت واجهات اغلبها بالمآزر الزرقاء والوردية التي تراوحت أسعارها بين ٤٠٠ دج و١٢٠٠دج على حسب الإنتاج محلي أو مستورد، إلى جانب تنوع الأدوات المدرسية كل حسب نوعه وعلامته التجارية، إلا أن السلع الصينية أخذت حصة الأسد من ناحية الطلب لانخفاض أسعارها مقارنة ببعض الماركات التي يرتفع ثمنها كلما حل الدخول المدرسي.
وتعد مكتبات «تيكنو» من أكثر المحلات التي يتردد عليها المواطنون، حيث التقت «الشعب» ببعضهم بمكتبة «تيكنو» بشارع عمارة بالشراقة، كانوا بصدد شراء الأدوات المدرسية كما هو الحال بالنسبة للسيد هشام الذي قال «اعتدت كل موسم على شراء الأدوات المدرسية سيما الكراريس، والمقلمة وما تحمله من أدوات خوفا من ارتفاع قيمتها المالية خاصة وأنني أملك الكثير من الأطفال المتمدرسين» بالإضافة إلى من كانوا يتقصون على الأسعار لتحضير ميزانيتهم.
وجلبت المستلزمات المدرسية التي تأخذ أشكال الألعاب والشخصيات الكرتونية على غرار «سبيدرمان» و«سبونج بوب» وغيرهم انتباه واهتمام الأطفال، الأمر الذي استغلوه التجار لوضع الأولياء بين مطرقة غلاء الأسعار وسندان تحقيق رغبات الأبناء الذين أصبحوا يلحون على ملابس الدخول المدرسي بعد تمتعهم بملابس العيد، حيث صرحت السيدة شريفة أم لخمسة أطفال قائلة «الملابس تعرف ارتفاعا كبيرا في الأسعار فسعر الكسوة الواحدة تجاوز ٧٠٠٠ دج، حيث تراوح سعر طقم الأطفال لوحده بين ٣٠٠٠ دج إلى ٦٠٠٠ دج، الأمر الذي صعب علينا إدخال الفرحة على نفوس أطفالنا».
وأعرب أغلبية المواطنين ممن التقينا بهم، أمس، عن سخطهم واستيائهم من ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية التي لامست السقف حسب ما أكدته «مريم» قائلة «المحلات والمكتبات شنوا حربا على المواطنين من خلال رفعهم للأسعار لأنهم على قناعة بان سلعهم تباع من خلال وضعنا أمام الأمر الواقع»، أما السيد «علي» فصرح «خرجنا من رمضان والعيد ومصاريفهما التي أفرغت جيوبنا لنستقبل الدخول المدرسي ومتطلباته التي ارتفعت بكثير فالمحفظة العادية التي تحفظ ماء الوجه بلغ سعرها ١٨٠٠دج، حتى الكراريس فهي الأخرى لم تسلم من جشع التجار لتبلغ ٣٥ دج بالنسبة لكراس ٩٦ صفحة و٢٨٨ صفحة قارب سعره ١٠٠دج».
أما التجار فقد اعتبروا بدورهم الأسعار في متناول الجميع، على أساس أن توالي المناسبات أخلط ميزانية أرباب العائلات ونفض جيوبهم انطلاقا من تكاليف شهر رمضان مرورا بمستلزمات العيد، الأمران اللذان جعلا الأولياء يمرون بمرحلة تتطلب ميزانية مسبقة.