أظهرت العمليات الأخيرة التي شنتها قوات الأمن المشتركة من وحدات الجيش الوطني الشعبي، نجاعتها في ضرب معاقل الجماعات الإرهابية، واستهداف المخابئ التي كانت تتخذها قواعد خلفية، لتنفيذ عملياتها الإرهابية، ويظهر أن يقظة المصالح الأمنية، واستخدامها للمعلومة، بنوع من السرية والبحث، والتحرّي، أفضى إلى تحديد العناصر الإجرامية، وتنفيذ الخطة باحترافية عالية، حيث تمكنت في ظرف أسبوع تقريبا، من القضاء على مجموعات إرهابية في أماكن متفرقة من الوطن، وخاصة المناطق الشمالية من الوطن التي كانت أعالي البويرة، ومنطقة صهاريج مسرحا لها، أين تمكنت عناصر الوحدات المشتركة من القضاء على إرهابيين بسور الغزلان، واسترجاع أسلحة رشاشة كانت بحوزتهم، إلى جانب تحديد هوية هاته العناصر، التي أغلب عناصرها هي محلّ بحث من طرف المصالح الأمنية، ويعود تاريخ إلتحاقها بالجماعات المسلحة، إلى حقبة التسعينيات، كما هو حال الإرهابي الذي قضت عليه وحدات الأمن خلال اليومين الأخيرين بمنطقة صهاريج المكنى بـ (المثنى). وهو من أقدم العناصر الإرهابية نشاطا على محور المسيلة، البويرة، تيزي وزو بومرداس.
ونظرا لافتقادها لكل منابع الدعم اللوجستيكي، والتي كانت المصالح الأمنية حجر عثرة أمامها، وأمام بقايا الجماعات، لم يكن أمامها إلا الاستسلام أو الموت، أمام الحصار المفروض عليها سواء في شرق البلاد أو غربها، وهو نفس المصير الذي انتهجته في محور الوسط، بومرداس وتيزي وزو ـ بجاية أيضا. وبالنظر إلى درجة الحرارة المرتفعة صيفا، والحرائق التي مست الثروة الغابية، لم يكن أمام جماعات الإجرام إلا الاستسلام أو الموت، والدليل على ذلك العملية الأخيرة بجبال عصفور بتلمسان، والتي أثمرت بتسليم إرهابيين أنفسهما لمصالح الجيش، وذلك بواسطة إرهابي تائب واسترجاع أسلحة آلية، إضافة إلى المعلومات التي قد يفضي بها التحقيق بالمركز الاستعلاماتي. ونشير إلى أن الخناق الذي فرضته المصالح المشتركة وبقيادة قوات الجيش الشعبي، قد وضع الخطة على المحك، وبالتالي ستفضي هذه الأخيرة على قطع المؤونة، وكل المستلزمات التي من شأنها تمديد فترة تواجد هذه الجماعات في الجبال والقرى المعزولة التي عادة، ما يستغل سكانها لتشكيل عناصر دعم للإرهاب تحت طائلة التهديد وهو ما كشفت عنه العملية الأخيرة منذ يومين من تفكيكها في دائرة سنوس وعدد أفرادها ١٢عنصرا وهي شبكة تطرقت إليها «الشعب» أمس، وهذا ما جعل الإرهابيين ينتقمون بطريقتهم الاجرامية كما في الحادثة التي هزت منطقة تلمسان ليلة أول أمس، حين أقدمت مجموعة إرهابية يجهل عدد أفرادها نتيجة الحصار المضروب على بقايا الجماعات، والتي قد تكون من عناصر الدعم أو بعض العناصر التي أقدمت على قتل ثلاثة عزل ذبحا من بينهم أحد أقارب الأمير قرقابو جمال، الذي أثبتت التحريات الأمنية أنه ما زال على قيد الحياة بالمغرب، إضافة إلى شخصين أحدهما باتريوت وهما من عائلة السيناتور السابق «محمد سابق».
بعد الحصار المفروض عليها من قوات الجيش
الجماعات الإرهابية تواجـه مصيرهـا المحتـوم
نور الدين لعراجي
شوهد:347 مرة