تباينت آراء نقابات التربية وممثلي التلاميذ حول الدخول المدرسي لـ٨ سبتمبر الداخل بين متفائل ومتشائم، بالنظر للآثار التي خلفتها السنة الماضية نتيجة حملات التصعيد من احتجاجات وإضرابات أثرت كثيرا على السنة الدراسية لسنة ٢٠١٢ ـ ٢٠١٣، والاستجابة غير المحتشمة للائحة المطالب المرفوعة التي لم ترق ـ حسبهم ـ إلى مستوى طموحاتهم وأهدافهم المسطرة، بعد الاجتماعات المارطونية التي عقدها ممثلو الجبهة الاجتماعية لقطاع التربية مع الوزارة والوصية. وعبر هؤلاء عن أملهم في دخول اجتماعي هادىء تصر عليه السلطات العليا للبلاد مثلما شدد عليه رئيس الجمهورية في استقباله الوزير الأول عبد المالك سلال.
في هذا الإطار أكد بلعموري لغليظ رئيس الاتحادية الوطنية لقطاع التربية المنضوية تحت لواء النقابة المستقلة لمستخدمي الوظيف العمومي «السناباب» في تصريح لـ«الشعب» أن رؤيتهم مختلفة تجاه السنة الدراسية ٢٠١٣ ٢٠١٤ - مقارنة بالسنوات الماضية، مرجعا ذلك لعدة اعتبارات.
فعلى مستوى قطاع الوظيف العمومي أوضح بلعموري أنه بالرغم من الزيادة التي لم ترق لطموحاتهم إلا أنها تعد معتبرة خاصة بالنسبة لقطاع التربية هذه السنة، بالإضافة الى الاجور التي عرف فيها ضح منحة الجنوب التي استفادت منها ١٥ ولاية، وكذا منحة الاسلاك المشتركة التي رغم ضآلتها والمقدرة بـ ١٠٪ بدلا من ٢٥٪ إلا أن اقرارها في حد ذاته نوع من اعطاء الامل.
وبخصوص التقاء الكوكبتين من السنة الاولى والثانية ثانوي هناك الكثير من الانجازات إذ حوالي ٤٠ ثانوية ستسلم ويتعزز بها القطاع وهو ما سيخفض الضغط على باقي المؤسسات التربوية وسيحسن من ظروف التمدرس للتلاميذ.
وحسب بلعموري فان دور النقابات المتمثل في الدفاع عن الحقوق المادية والمعنوية للموظفين ، إلا أنه انطلاقا من مبدأ الحفاظ على المصالح العامة ، تمنى دخولا هادئا من خلال الحفاظ على المكتسبات المحققة والمطالبة بالمزيد بطريقة سلمية وحضارية لتفادي ما يجري عند جيراننا بشكل يضمن الرفاهية لكل الجزائريين وأبنائهم.
وفي المقابل توقع مسعود عمراوي الأمين الوطني المكلف بالإعلام لاتحاد عمال التربية والتكوين «لونباف» في حديث له مع «الشعب» دخولا مدرسيا مكهربا ومتوترا مفتوحا على كل الاحتمالات، بالنظر الى التوتر الذي عرفه وما يزال يعرفه قطاع التربية، كالاكتظاظ الكبير في أقسام الامتحانات للسنة الخامسة الابتدائي والرابعة متوسط والثانوي.
وأرجع عمراوي ذلك إلى النتائج المتدنية المسجلة للسنة الدراسية المنقضية، وبالتالي فالحل سيكون إما بطرد التلاميذ الراسبين أو بإعادة ادماجهم خاصة الذين رسبوا للمرة الاولى ،الى جانب بعض الملفات العالقة المتعلقة بالقانون الأساسي الذي حرم الاسلاك الآيلة للزوال من المناصب المستحدثة ، ونفس الامر بالنسبة للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين وأعوان الوقاية الذين استفادوا من زيادات زهيدة لم ترق بأجورهم الى الحد الأدنى من الاجر القاعدي المضمون.
يضاف الى ذلك ملف الجنوب كمنحة الامتياز التي تصرف كتعويض نوعي على المنصب والذي حرمت منها بعض الاسلاك ،و كذا منحة الجنوب التي يتقاضاها الموظفون بناءا على راتب ١٩٨٩ ،ناهيك عن المناصب المكيفة التي وعدت الوزارة بالقيام بإحصاء و دراسة شاملة للتحضير لها ، لحد الساعة لم يتبين أي شيء، و من ثم تبقى هذه الملفات العالقة تشكل بؤر توتر تستدعي التعامل معها بجدية وموضوعية.
وبدوره توقع نجيب بن مدور رئيس تنسيقية المساعدين التربويين المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية للتربية «لا سان تيو» أن لا يكون الدخول المدرسي لـ ٢٠١٣ ٢٠١٤ - بالمستوى المنتظر، لأنه سيكون مصحوبا باعتصامات واحتجاجات مادام هناك بعض الاسلاك مهمشة و التي تستطيع في أي وقت أن تخلق جوا من عدم الاستقرار في القطاع على غرار الاسلاك المشتركة، نظرا لعدم تنفيذ الوعود المتلقات بخصوص بعض الزيادات سيما المنحة التي لم تتجاوز ٨٠٠ دج بحكم أنها لا تمثل سوى ١٠٪.
وحسب بن مدور ،فإنه لضمان دخول هادئ لا بد من حلول ناجعة لتفادي الاختلالات وامتصاص الاحتجاجات ووقف سياسة الكيل بمكيالين مع مختلف أسلاك التربية.
من جهته أعرب علي بن زينة ، رئيس اتحاد أولياء التلاميذ لشرق الجزائر لـ «الشعب» عن أمله في أن تكون السنة الدراسية ٢٠١٣ ٢٠١٤ - مكتملة وبالمستوى المطلوب ، داعيا نقابات القطاع الى اعمال العقل و تغليب المصلحة العامة للأبناء و التلاميذ لضمان تحصيل علمي صحيح.
كما دعا بن زينة الوزارة الوصية الى تفادي الضغط داخل الاقسام وتخفيض عدد التلاميذ فيها من ٤٨ الى ٢٥ تلميذا عملا بالمعايير الدولية ، والعمل على توفير الكتب المدرسية داخل المؤسسات التربوية بدل شرائها في السوق السوداء وبأسعار خيالية ، بالإضافة الى تفادي نقص الاساتذة مع بداية الدخول الذين يتعين عليهم الالتحاق بمؤسساتهم يوم ٣ سبتمبر حسب رزنامة الدخول المدرسي و العطل للسنة الدراسية الداخلة .
كما شدد ذات المتحدث على تعزيز تواجد الشرطة وأعوان الأمن أمام المؤسسات للحد من تنامي ظاهرة الاختطاف ومظاهر العنف والتحرش وترويج المخدرات سيما أمام المتوسطات والثانويات.