كانت وقفة المجاهدين والمجاهدات، وكذا ممثلي المجتمع المدني، أمس، بمقر بلدية الجزائر الوسطى للترحم على صديق الثورة الجزائرية المحامي «جاك فرجيس» الذي رحل عنا الأسبوع الماضي في صمت دلالة على عظمة هذا الرجل، حيث أشاد هؤلاء بما قدمه للثورة الجزائرية، مطالبين في الوقت نفسه بنقل جثمان الفقيد ودفنه في الجزائر. علما أن الوقفة نظمتها جمعية ترقية وحماية المرأة والشباب، وجمعية «القصبة» بالتنسيق مع رئيس المجلس الشعبي البلدي للجزائر الوسطى.
وفي هذا الصدد، أفادت نادية دريدي رئيسة جمعية ترقية وحماية المرأة والشباب أنه فور سماعها بخبر وفاة جاك فرجيس الذي وصفته بالزعيم الكبير اتصلت بالمجاهدين، والوزير الأول عبد المالك سلال لمطالبته بالسماح بدفن المحامي بالجزائر، مشيرة إلى أن أمنية الراحل هي أن يدفن في أرض المليون ونصف المليون من الشهداء.
وأضافت دريدي في تصريح لـ«الشعب» على هامش التجمع بمقر بلدية الجزائر الوسطى أن الوزير الأول رحب بالاقتراح وطلب منهم جمع توقيعات الأسرة الثورية وإرسالها إلى مكتبه، مع ضرورة أن توافق عائلته على نقل جثمان المحامي ودفنه في الجزائر. وقالت أيضا أنها تحاول الاتصال بأولاد الفقيد لتبليغهم بهذا الطلب، لأن مواقف فيرجيس المساندة لعدالة القضية الجزائرية، جديرة بأن يكون دفنه بمربع الشهداء بالعاصمة.
وفي هذا السياق، نوهت رئيسة جمعية ترقية وحماية المرأة و الشباب بالاهتمام الذي أولاه الوزير الأول للمجتمع المدني من خلال فتح أبواب الاستماع ودعوته لهم لمرافقته في خرجاته الميدانية إلى مختلف الولايات، قائلة أن هذه الخطوة تشجعهم على المضي قدما في زرع الأمل فيهم بأن الجزائر بخير.
وبالمقابل، أبرزت محدثتنا أنه كان لها الحظ الكبير في تكريم المحامي «فرجيس» بوسام الاستحقاق والبرنوس قبل رحيله، اعترافا بما قدمه للجزائر، وذلك خلال ندوة نظمها الأديب الكبير أمين الزاوي حين كان مديرا للمكتبة الوطنية بالحامة.
من جهتها، وصفت مينة لصنامي رئيسة جمعية «القصبة» المحامي جاك فرجيس بالرجل العظيم الذي أنقذ رؤوس الكثير من المناضلين الجزائريين الذين حكم عليهم بالإعدام إبان الحقبة الاستعمارية الفرنسية، لاسيما أبناء القصبة، ودعمه المستميت واللامشروط للثورة التحريرية.
وقالت مينة لصنامي في هذا الصدد: «من المفروض أن نكون السباقين للمطالبة بدفنه في الجزائر اعترافا بمساندته للثورة والثوار، وهذه هي أمنيته التي صرح بها في أحد الحصص التلفزيونية بالخارج».
وأضافت «من الواجب تخليد الفقيد والإشادة بصنيعه اتجاه المجاهدين، كي لا يصف الأعداء الجزائريين بأنهم ناكرين للمعروف، وهم الكرماء».
مجاهدون وممثلو المجتمع المدني:
موقف فيرجيس من الثورة الجزائرية لا ينسى
سهام بوعموشة
شوهد:323 مرة