كشفت الإحصائيات المتعلقة بحركة المسافرين بمطار أبو بكر بلقايد بالشلف، تطورا ملحوظا وتسجيل أزيد من ٤٩ ألف مسافر معظمهم من الجالية الجزائرية بالخارج خلال سنة ٢٠١٢، عن طريق ٣ شركات طيران، في انتظار فتح خطوط جوية نحو دول أوروبية نظرا للتسهيلات المدرجة ضمن البرنامج الحكومي، وهي مسألة يتوقف عندها كاتب الدولة للجالية بلقاسم ساحلي اليوم في زيارته للمطار متابعا تجسيد اجراءات تسهيل استقبال أبناء الجالية بالخارج.
أهمية مطار أبوبكر بلقايد الذي دخل حيز الاستغلال في ٨ جوان ٢٠٠٦ عبر الخطوط الدولية، جاءت من كونه نقطة إستراتيجية بين ولايات الغرب والوسط،ئوكذا تخفيف الضغط على مطاري هواري بومدين بالجزائر العاصمة والسانية بوهران، لاستيعاب حركة التنقل للجالية الجزائرية الخاصة المقيمة بفرنسا والدول الأوروبية الأخرى، حسب طبيعة الأشخاص الذين مروا بمطار أبوبكر بلقايد لزيارة أهاليهم وقضاء العطل الصيفية، ومشاركة ذويهم في موسم الاصطياف عبر شواطئ الولاية وغيرها من المناطق المحاذية لها.
ولعلّ التسهيلات المسجلة والتي رصدناها عشية زيارة ساحلي في عين المكان بمصالح استقبال الجالية الجزائرية والإجراءات السريعة التي يوفرها عمال المطار بمختلف نقاط الاستقبال، من العوامل الأساسية والمهمة التي ساهمت في انعاش نشاط المطار الذي اكتسب سمعة رغم حداثة فتح مجاله أمام نشاط الملاحة الجوية، التي صارت من والسائل الهامة لحركة المسافرين بالولايات التي تستعمل هذا المرفق الخاص بالنقل الجوي كعين الدفلى والشلف وغليزان وتيارت وتسمسيلت والمدية وبعض البلديات من مستغانم.
التنوع في الجالية الجزائرية التي فضلت مطار الشلف، جاء حسب العاملين بهذا الهيكل الحيوي لطبيعة التسهيلات التي يوفرها الطاقم المسؤول والعامل بالمطار. سمح بتسجيل أكثر من ٤٩ ألف مسافر حطوا الرحال بالشلف خلال إحصائيات نهاية سنة ٢٠١٢، عبر الخطوط الدولية باتجاه ٣ مطارات لحد الساعة وهي مرسيليا وليون وباريس.
يحدث هذا في وقت لجأت فيه مناطق أخرى من فرنسا ودول أوروبية إلى استغلال الرحلات نحو هذا الهيكل الذي ذاع صيته في زمن قصير حسب المغتربين الذين صرحوا لـ ''الشعب'' بأنهم وجدوا ''تسهيلات وتكفل جيد بأبنائنا وأمتعتنا وكذا الإجراءات الجمركية السريعة بالمقارنة مع السنوات الأولى من فتح المطار الذي دأبت على النزول به والعودة منه''، يقول محمد الذي عبر عن سعادته بعودته رفقة عائلته نحو ولاية تسمسيلت وصديقه من عين الدفلى.
ومن جانب آخر، عملت ذات المصالح على التكفل السريع بمطالب المتعاملين الاقتصاديين والمقاولين ورجال الأعمال والإطارات العاملة بعدة قطاعات إدارية واقتصادية وبعض العائلات التي تزور بعض المصالح الصحية والاستشفائية بغض العلاج يقول أحد المرافقين للمريض.
وعمدت وزارة النقل بالتنسيق مع كتابة الدولة للجالية الجزائرية بالخارج والخطوط الجوية الجزائرية إلىئ تخصيص ٣ شركات طيران، هي الجوية الجزائرية التي تضمن ٤ رحلات في الوقت الراهن خلال أيام الأحد والخميس والسبت والأربعاء، إلى جانب ''أڤل أزير'' و''أرميديترنيان''، التي تضمن بدورها ٣ رحلات شهريا ميديترانيان نحو باريس وليون.
هذه الوضعية مكّنت من تسجيل تطور ملحوظ في عدد مستعملي مطار أبوبكر بلقايد، حيث قفز من ٣٧٩٩٨ مسافر خلال ٢٠١١ إلى ٤٩٠٨٠ مسافر في سنة ٢٠١٢، أي بزيادة قدرت بنسبة ٧,٧ بالمائة حسب تقرير قدمته لجنة تهيئة الإقليم والنقل والصناعة بالمجلس الشعبي الولائي.
لكن وحسب حركة المسافرين التي كشفت عنها إدارة المطار النشيطة خلال هذه السنة، فإن الخط الرابط بين الشلف وليون وباريس قد بلغ ٢٠٨٧٢ مسافر وفي الدرجة الثانية بين الشلف ومرسيليا على الخطوط الجوية الجزائرية ١٥٨٥٣مسافر، أما المرتبة الثالثة فكانت لشركة ''آڤل أزير'' بنحو مرسيليا بـ ١٢٣٥٥مسافر. أي ما يعني أن الشركتين الآخيريتن ضمنتا نقل ٢٨٠٠٨ مسافر خلال ذات السنة في انتظار إحصائيات سنة ٢٠١٣، التي من المتوقع حسب المعنيين ترتفع بأزيد بكثير مما سجل خلال ٢٠١٢، بالنظر إلى عدد الوافدين على رحلات الشلف.
بالرغم من جاهزية المطار على ضمان التكفل التام بمسافريه والهيكل من حيث الأمن والملاحة الجوية والجمارك وأداء الواجب المهني تم تزيين المحيط والمساحات الخضراء وجاهزية أجنحة وحظيرة السيارات وتسهيل العبور الذي شهد له المسافرون من خلال تصريحاتهم لـ ''الشعب''، إلا أن نقائصئقليلة مازالت مسجلة والتي لا تؤثر على السير العام والحسن للنشاط.
وأشارت وثيقة المجلس الولائي، إلى عدم وجود محطة للوقود، مما يحتم نقل هذه المادة بالشاحنة، كما نبهت إلى وجود المحطة الكهربائية بالمحاذاة مع الصهاريج بالإضافة إلى نقص الإنارة العمومية في محيط المطار، مما يصعب المراقبة الأمنية وكذا ضيق المحطة الجوية والحظيرة مقارنة مع تزايد الملاحة الجوية واستقطاب عدد أكبر من المسافرين مستقبلا، وغياب مركز قار للحماية المدنية بالقرب من المطار مع توفير حافلات نقل صغيرة للمسافرين انطلاقا من قاعة الانتظار نحو الطائرة.
كما يتطلع سكان المنطقة وحتى المسؤولين لفتح خطوط داخلية نحو قسنطينة والجنوب الجزائري نظرا لليد العاملة والعائلات التي تقطن بهذه المناطق، بالإضافة إلى النشاط السياحي المنتظر بالناحية وكذا المشاريع المبرمجة كخط السكة الحديدية والطريق السريع باتجاه تنس، مما يعني تدفق حركة المستثمرين والسياح.