تعرف الورشة الوطنية لمشروع تنظيم تسليم البطاقة الوطنية للصحفي المحترف المتضمن ٣٦ مادة، إثراءً ونقاشا مفتوحا يشارك فيه محترفو قطاع الصحافة، بالنظر إلى أهمية هذه البطاقة في تحديد هوية وشروط من ينتسبون إلى هذه المهنة، ودون شك، فإنها ستضبط عددهم، وتنظم تنقل الصحافيين بين المؤسسات الإعلامية، وتسحب ذلك الانتساب من الذين غادروها واحترفوا مهنا أخرى، فمن الصحافي الذي يحق له حيازة هذه البطاقة؟.. وكيف يمكن لها أن تسهل لحاملها مهمة الوصول إلى مصادر المعلومة إذا كان ذلك بالفعل ممكنا؟
أثارت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم من منبر «ضيف الشعب» سلسلة من الاستفهامات حول مشروع البطاقة الوطنية المفتوح على الإثراء، في صدارتها أهم الامتيازات التي ستمنحها البطاقة لحاملها على اعتبار أنها «رخصة وطنية».
وأكدت القانونية بن براهم أن نص المشروع في بدايته كان من المفروض أن يحدد من هو الصحافي بالضبط؟ وذلك من خلال مادة تعرف بهوية محترف الصحافة .
وترى المحامية أن كل محترف للمهنة أنهى تربصه، يحق له أن يحوز على البطاقة الوطنية، ولم تشترط في ذلك أي أقدمية، لكن هذا يفتح المجال إلى بقاء الوضع لما هو عليه، على اعتبار أن انتهاء فترة التربص لا تكفي ولا تسمح من التأكد من المسار المهني المنتظم للمنتسب الجديد للمهنة .
وفضلت السيدة بن براهم أن يمنح البطاقة للصحافي مجلس أخلاقيات المهنة بدل اللجنة التي نص عليها القانون، ولم تخف رفضها لفكرة تشكيل لجنة، كونها تعتقد أن البطاقة من المفروض أن لا تتجسد في الواقع إلا عقب تنظيم المهنة .
وبخصوص إن كانت البطاقة فعلا وسيلة من شأنها أن تساعد الصحافي على الوصول إلى مصادر المعلومة، قالت أنها تسهل عملية تنقله ودخوله المؤسسات والهيئات لكن افتكاك المعلومة يتوقف على ذكاء ومهارة الصحافي.
وتم الوقوف على عدم تحديد آجال الطعن لدى اللجنة من خلال مواد النص القانوني .
ومن جهته، الدكتور حسن جاب الله، أستاذ المدرسة العليا للصحافة، أوضح أنه في العديد من الدول يشترطون في الصحافي الذي يمنح البطاقة خبرة، لكنه وافق المحامية في أن انتهاء فترة التربص كافية حتى يكون الصحافي الجديد جدير بحيازة البطاقة. واستحسن كثيرا المادة التي تنص على الرقم الجبائي لرجال مهنة الإعلام، كونها تمنحهم ضمانا وحماية إجتماعية.
وتحدث الدكتور عن الامتيازات التي كان يتمتع بها حامل البطاقة الوطنية للصحافي خلال التجارب التي سبقت.
يذكر أن أول بطاقة وطنية للصحافة سلمت في سنة ١٩٨٧ خلال حفل رسمي أقيم بنادي الصنوبر بحضور مجموعة من المسؤولين السامين في الدولة، وترأس الحفل المرحوم محمد شريف مساعدية مسؤول جهاز حزب «الأفلان» آنذاك ويذكر أن البطاقة كانت موقعة من طرف المرحوم بشير رويس وزير الإعلام يومها.