تحتفظ بشواطىء سحرية محاطة بجبال مخضرة

جيجل واجهة المصطافين دون منافس

حمزة محصول

غمرت فرحة العيد، أرجاء ولاية جيجل، واحيا سكانها المناسبة على غرار المسلمين جميعا، بالتغافر والتراحم وزيارة الأحباب والأقارب وفقا لما تقتضيه التقاليد الراسخة التي أبت أن تندثر رغم تقدم السنين، فيما فتحت الشواطئ أبوابها لعودة المصطافين والسياح بعد شهر من الانقطاع في ثالث أيام العيد.

احتفظ عيد الفطر المبارك، بقيمته الخاصة، ونكهته الفريدة في ولاية الكورنيش الساحر، فهو فرصة عظيمة للتسامح والتآخي بين الناس، بعد شحناء أو سوء فهم خلال شهر الصيام أو قبله، ومحطة احتفالية زكية تلتقي فيها فرحة الكبار بالصغار، ولا مكان فيها إلا للابتسامة والكلمة الطيبة، وكانت حرارة الأجواء الحميمية في اليومين الماضيين أقوى من حرارة الطقس التي ناهزت الأربعين درجة.
ومن عادات العائلات الجيجلية تزيين البيوت لاستقبال العيد كما زينت من قبل لاستقبال شهر رمضان الفضيل، ومن ضروراتها إعداد أطباق الحلويات المتنوعة الأشكال والألقاب، والاستعداد لاستقبال الضيوف الذين يلقبون في آخر أيام العيد بـ«الغفارة»، وتبين الكلمة في مدلولها كل قيم التسامح ونبذ الضغينة وإعادة علاقات الإخوة والمحبة إلى مكانها الطبيعي.
وحافظ «الغفارة» على التقاليد في المناطق الريفية، بالانقسام إلى مجموعات صغيرة والشروع في زيارة المنازل الواحد تلو الآخر، بينما تحتفظ المدينة ببصيص قليل من هذا العرف، حيث تقتصر الزيارة إلى اقرب المقربين والجيران فقط، دون ان يمس ذلك او يقلل من نكهة العيد في شيء.
ومن عادات «الجواجلة» أن تكون الزيارات في اليوم الأول خاصة بالرجال، بينما تتأهب النساء في البيوت لتوفير أحسن استقبال يليق بمكانة العيد، على ان يأتي دورهن في اليوم الثاني والثالث وهذه عادة قديمة متجدرة في المجتمع الجيجلي.
أما الأطفال «بنة العيد»، فلهم النصيب الأكبر من الاهتمام بثوب جديد جميل، وهدايا وألعاب ونزهة. وقاسم الجواجلة فرحة عيد الفطر، عائلات قدمت من ولايات أخرى خاصة من جنوب الوطن، والتي قضت شهر رمضان بجيجل تجنبا لصعوبة الصيام في المناخ الصحراوي الحار، وتعودت في السنوات الأخيرة على كراء منازل لقضاء العطلة والصيام وتمديد بقاءها أياما أخرى للاستمتاع بالبحر.
وفي هذا السياق تستعد جيجل بكل طاقاتها بداية من الأسبوع الحالي، للأعداد الغفيرة التي ستغزو شواطئها، حيث سيحل صخب السهرات وزحمة السيارات الكثيرة التي تحمل لوحات ترقيم معظم الولايات محل السكون والهدوء الذي ميز المدينة على مدى شهر.
وبدأت الوكالات السياحية، وأصحاب المنازل المخصصة للكراء بتهيئة المكان لضيوفهم، وشرع في حجز الشقق منذ مدة فلم يبق من عمر العطلة الصيفية ٢٠ يوما، ويتوقع أن تشهد أسعارها ارتفاعا هذه السنة ويحتمل أن تزيد عن ٦٠٠٠ دج، بالنسبة للمكتملة التجهيزات.
كما يرتقب ان تعود الأعراس إلى الواجهة مع نهاية هذا الأسبوع، حيث فضل الأغلبية تأجيل زفافهم إلى ما بعد العيد. وتنبئ كل هذه الأجواء بأن الأيام القادمة ستكون غير عادية في الولاية. 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024