تسببت الأحداث الأخيرة بمدينة القرارة الواقعة على بعد مسافة ١٢٠ كلم والتي نشبت بين الفرقاء نهاية الأسبوع الماضي، بين سكان أحياء الشيخ بابهون وأولاد سيدي امحمد في أحداث عنف أدت إلى إصابة ٣٠ شخصا، منهم ٠٥ رجال شرطة، وتفيد التحقيقات الأولية أن الأحداث كان مخطط لتوسعتها الى المدينة، وكانت الأحداث التي شهدتها المدينة ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، خلفت فوضى عارمة وسط المدينة خاصة الأحياء الرئيسية بسبب اندلاع شرارتها.
وتفيد مصادر خاصة لـ«الشعب» بعين المكان أن التحقيقات لم تتوصل بعد إلى أسباب الأحداث حيث يرجح شهود عيان الأمر إلى معاكسة شاب لفتاة وسط المدينة قبيل ساعة من منتصف تلك الليلة، وهي الفترة التي تشهد فيها المحلات إقبالا متزايدا لاقتناء مستلزمات عيد الفطر، وكرد فعل قام المواطنون بضربه.
في حين رجحت مصادر أخرى، محاولة عدد من الشبان سرقة أحد المحلات وحرقه، لكن سرعان ما تطورت المواجهة بشكل سريع بعدما كانت مقتصرة على شخصين لتتحول إلى مجموعات من الفضوليين، ليحاول بعدها بلحظات بعض الشباب السطو على احد المحلات التجارية الواقعة في واجهة الطريق الولائي رقم ٣٣، غير أن مجموعة من الشباب قدمت من نهائي في كرة القدم لدورة رياضية بين الأحياء تم تنظيمها بمناسبة الشهر الفضيل سارعت إلى تأمين هذه الأخيرة، حماية للممتلكات العامة، وتلبية لنداء الاستغاثة بعد اقتحام محل للخضر والفواكه، سمح بتجمهر المئات في ظرف قياسي جدا لصد المجموعات.
وفي أعقاب ذلك، فتحت أبواب المواجهات العنيفة، حيث استعملت فيها الحجارة منذ اللحظات الأولى، والزجاجات الحارقة، ولم تتمكن مصالح الأمن من احتواء الوضع نتيجة سرعة المواجهات، غير أنها عززت وجودها بعد نصف ساعة من بداية الأحداث لتفريق الشباب، حيث أطلقوا القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتجمعين لفض التجمهر بين العرشين.
وتجري حاليا مشاورات حثيثة للمنتخبين والحكماء من الطرفين لاحتواء الوضع ووقف حالة الغليان قبل أن تنفلت الأوضاع في مدينة عريقة مثل القرارة، بعد ثبوت وجود جهات تعمل لإشعال نار الفتنة.
ويبقى رئيس الدائرة غائبا عن الحدث كونه في عطلة، في حين تحولت مطالب الجميع إلى الاستنجاد بقوات التدخل السريع، وقد عززت قوات الأمن وجودها بإرسال عدد من قوات التدخل السريع الليلة الماضية من الوحدة الجمهورية الأولى للأمن بعاصمة الولاية غرداية، هذا ومن جهة ثانية قوبلت مساعي الحكماء بالرفض من طرف المحتجين سواء من الإباضية أو المالكية، كما لحقت عملية التخريب التي شهدتها المدينة محطة بنزين تابعة لأحد الخواص في الجهة الغربية للمدينة، محاولين حرقها، وتخريب احدى حافلات نقل المسافرين.
وتبقى النداءات متواصلة لتهدئة الأمور وضبط النفس من أجل استتباب الهدوء والاستماع إلى الأطراف، التي طالبت بوجوب تحكيم لغة العقل وعدم التهور، وحل المشاكل العالقة التي يتخبط فيها مواطن القرارة، مع ضرورة إشراك أئمة المساجد في عملية ضبط النفس وتهدئة الأوضاع في أيام عيد الفطر، ومعاقبة كل المتورطين فيها، وتأتي هذه الحالة ضمن جملة من التطورات الخطيرة التي عاشتها مدينة القرارة لأول مرة، في فتنة مجهولة المعالم والصيغ اذ تحاول أطراف زعزعة استقرار المدينة الهادئة التي تعرف قفزة نوعية في عدة مجالات، ومشاكل كثيرة في المقابل بعديد الأحياء.