أكد وزير التعليم العالي والبحث العلميطاهر حجار، امس الأربعاء، بوهران، أن الجامعة الجزائرية بخير بالرغم من النقائص المسجلة. وصرح الوزير في ندوة صحفية على هامش الاحتفال بالذكرى 50 لتأسيس جامعة وهران قائلا: “نقول لمن يروجون خطابات التيئيس، إن الجامعة الجزائرية بخير ويجب أن نثق في الذكاء الجزائري”. وأبرز الوزير، أن هذا الذكاء “استطاع أن يجنب البلاد جميع الانزلاقات وساهم في بناء ما يشكل عظمة الجزائر اليوم أمام مختلف تحديات الماضي والحاضر والمستقبل”، مشيرا أنه عكس الصورة السوداء التي ترسمها بعض الأطراف، فإن الجامعة الجزائرية “في وضع أفضل مقارنة بجامعات أخرى في العالم.
و أوضح حجار، أن معايير تصنيف الجامعات “ليست نفسها حيث تتم باحتساب القدرات المالية ومعايير تقييم أخرى”، مشيرا على سبيل المثال أنه في مناطق اخرى في العالم يدفع الطالب ما يقارب 5.000 دولار أمريكي لمواصلة دراساته الجامعية، في حين تتكفل الدولة في الجزائر بجميع المصاريف. وبعد أن تطرق إلى المسار الطويل الذي قطعته جامعة وهران وهي أقدم جامعة بغرب البلاد، بمناسبة الذكرى 50 لتأسيسها (20 ديسمبر 1967-2017)، صرح الوزير أنها مدعوة للعب دور كبير في المستقبل بالنظر للافاق التي تنتظر ولاية وهران كقطب صناعي كبير لاسيما مع تطور الصناعة الميكانيكية.
ودعا في هذا السياق، إلى إعادة النظر في محتويات التكوين والتعليم وتكييفها لتقديم حلول حقيقية للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية. وأضاف يقول: “لا يجب أن تسير الجامعة نحو طريق مسدود ولكن يتعين عليها الانفتاح على بيئتها الاجتماعية والاقتصادية”، مبرزا النتائج المحققة منذ الاستقلال، لاسيما من حيث الكمية. واسترسل قائلا في هذا السياق، “نتطلع إلى ضمان النوعية طبقا لتوصيات الندوة الوطنية المنعقدة شهر يناير 2016 لتقييم الاصلاحات”، مؤكدا أن “هذه الاصلاحات ترمي إلى تحسين نوعية التكوين وصون صورة الجزائر داخليا وخارجيا وتعزيز العلاقة بين الجامعة وبيئتها الاجتماعية والاقتصادية كاستراتيجية يجب إبرازها في مجال التعليم والتكوين العالي”.
من جهتهما، أبرز رئيسا جامعة وهران (1) و(2) ضرورة مشاركة الجامعة الجزائرية بقوة في تطوير البلاد في جميع الميادين، مشيرين على سبيل المثال الى تسيير المشاريع الكبرى والتسيير العمومي والحكامة الجهوية وحماية البيئة وعلوم المياه واقتصاد الصحة وتسيير المستشفيات والاقتصاد الرقمي. وتم بهذه المناسبة تكريم عميد جامعة وهران حسان لزرق إلى جانب العمداء الذين خلفوه في المنصب على غرار محمد بوزيان وعبو محمد ومباركي محمد والعربي شاهد وعبد القادر دربال.
وتضم جامعة وهران التي أسست في 20 ديسمبر 1967 معهدا للترجمة وخمس كليات تستقبل 22.500 طالب.
كما تم عرض فيلم وثائقي حول جامعة وهران منذ تأسيسها، بحضور والي ولاية وهران مولود شريفي واطارات من جامعة وهران(1) احمد بن بلة وجامعة وهران(2) محمد بن أحمد، وممثلين لمختلف معاهد التعليم العالي ومنظمات نقابية للأساتذة والطلبة وأعضاء من الأسرة الجامعية.