وفـــــرة الإنتــــــاج وانخفــــاض فــــي الأسعـــار
شهدت أسعار التمور في الجزائر خلال الموسم الجاري 2023- 2024 انخفاضا كبيرا مقارنة مع مواسم سابقة، بعد دخول الإنتاج الجديد الأسواق، حيث اكتسحت أجود أنواع التمور، خاصة “دقلة نور”، سوق التجزئة عبر مختلف ولايات الوطن وبأسعار تنافسية ومنخفضة وصارت في متناول الجميع، ما عزز مجهودات الدولة في الحفاظ ودعم القدرة الشرائية للجزائريين.
تعرف مختلف أسواق البلاد، وفرة في إنتاج التمور، على خلاف المواسم الماضية، حيث انخفضت أسعار التمور بمقدار فاق النصف، 50٪، فسعر الكيلوغرام الواحد من التمور جيدة النوعية اليوم، لا يتعدى 350 دج. في حين سعره السابق كان يصل إلى 800 دج، بينما وصل السعر الأدنى للكيلوغرام الواحد من هذا النوع من الفواكه إلى 200دج. نوعية متوسطة، بحسب ما أفاد المختص الفلاحي لعلا بوخالفة.
قال لعلا بوخالفة، في تصريح خص به “الشعب”، إن هذا الموسم عرف وفرة كبيرة في إنتاج التمور وبأسعار تنافسية ومغرية مع جودة ممتازة، وهي عنوان سمة الشعبة الفلاحية لهذا الموسم، حيث يعتبر موسما خاصا جدا.
وأبرز محدثنا، أنه كان متوقعا انخفاض أسعار التمور هذا العام بنسب متفاوتة، بسبب وفرة المنتوج والفائض المسجل في الإنتاج، مفيدا أن تحسن مستوى الإنتاج والأسعار بشكل كبير خلال الفترة الحالية له أسبابه.
وأرجع ذات الخبير الأمر إلى مساهمة وفرة إنتاج النخيل في الجزائر خلال الموسم الحالي، في انخفاض أسعار التمور بنسبة كبيرة في متاجر التجزئة، وهو ما كان سببا في وفرة المحصول.
وأضاف، أن “موسم إنتاج هذه الشعبة الفلاحية بدأ وسيستمر لأيام قادمة، خاصة وأن معظم المنتوج قادم من ولايات الجنوب، خاصا بالذكر ولاية بسكرة التي تتوافر وحدها على 4.5 ملايين نخلة، وبعضها من مدن أخرى وهي الوادي والمغير وتوقرت وغرداية والمنيعة وأدرار وبشار وتيميمون، وتحصي بلادنا 17 ولاية منتجة للتمور، تنتج أكثر من 350 نوعا”.
وعن الأسباب وراء هذا الانخفاض المحسوس في الأسعار، قال محدثنا إنها “تتمثل في حدوث فائض في الإنتاج”، معتبرا أن “التمور الجزائرية هي الأفضل اليوم في العالم من حيث الجودة، خاصة ما تعلق بدقلة نور المطلوبة كثيرا على مستوى الأسواق الخارجية، ما عزز بلوغ الجزائر الريادة العالمية في مجال تصدير التمور خلال السنوات القليلة المقبلة، خاصة إذا تعززت المرافقة بشكل أكبر.
وضمن هذا السياق، أكد أن الجهات المعنية تسعى جاهدة لتعزيز جودة محصول التمور وتطوير تقنيات الإنتاج والتغليف، ما يسهم في رفع قيمتها في السوق المحلية والخارجية ويزيد من كمية صادراتها نحو دول العالم التي تبحث عن التمور الجزائرية ذات الجودة العالية والقيمة الغذائية الكبيرة.
وضمن هذا الإطار، لفت بوخالفة إلى أن الجزائر تشهد تطورا كبيرا ونموا في إنتاج التمور وفق أحدث التقنيات وأعلى معايير الجودة، ما أسهم في زيادة تصدير منتجاتها، بالنظر إلى وفرة الإنتاج الوطني من هذه المادة، حوالي 1.2 مليون طن من التمور سنويا، وفق أرقام رسمية.
وبما أن المعطيات بخصوص هذا النوع من الاقتصاد الزراعي مثيرة للاهتمام، فقد كان مختصون في التصدير قد تحدثوا،سابقا، عن عائدات تصدير التمور التي ستصل 400 مليون دولار سنة 2025، حيث تصدر الجزائر حاليا 75 ألف طن من التمور بقيمة 80 مليون دولار سنويا وهذه العائدات يمكنها أن ترتفع إلى 300 أو 400 مليون دولار السنة المقبلة.