العطلة الصيفية، رمضان والدخول الإجتماعي

مواسم تستنزف مدخرات الجزائريين

حكيم / ب

تجتاز الطبقة العاملة في الجزائر أصعب مراحل السنة من خلال تزامن العطلة الصيفية مع شهر رمضان والعيد والدخول الاجتماعي. وهي المواسم التي تصل فيها المصاريف الى ذروتها وتستنزف فيها مدخرات الجزائريين بسبب الغلاء الفاحش لمختلف المواد الاستهلاكية والضروريات في صورة تعكس الأوضاع الصعبة للجبهة الاجتماعية التي ستزداد صعوباتها في تغطية تكاليف الحياة مستقبلا.
 أصبح أجر العامل الجزائري لا يكفي لسد مصاريف الشهر بفعل الغلاء الذي مس كل شيء. وبات رب الأسرة يجد صعوبات كبيرة لتلبية حاجيات أسرته خاصة في المواسم والأعياد التي تزامنت مع العطلة الصيفية.
وكشف «جعفر/ح» سائق بهيئة عمومية أن أجرته لا تتعدى ٢٥ ألف دينار وقال في تصريح لنا: «إن هذه الأجرة لا تكفي لسد مصاريف ١٥ يوما ومع سياسة تقشفية، وأصبحت لا أطيق المواسم والأعياد لعدم قدرتي على توفير مستلزمات الأسرة التي تتكون من ٤ أفراد، فالغلاء كل يوم لم يسلم منه أي قطاع. فالخضر في رمضان ارتفعت بطريقة جنونية وقرب العيد يزيدني ضغطا أمام حتمية كساء الأولاد لقد تسبب الغلاء في إفساد الاحتفال بالمواسم والأعياد».
وأشار «جمال/ب ٤١- سنة » أب لطفلتين ويعمل بقطاع الصحة أن أجرته التي تقارب ٥٠ ألف دينار أصبحت لا تعني شيئا في ظل حالات التضخم وانهيار قيمة النقود وأكد أن ورقة ٢٠٠٠ دج لا تكفي لحاجيات يوم واحد، وإذا ضربنا هذا المبلغ في ٣٠ يوما سنجد ضرورة رفع الأجور الى ما فوق ٦٠ ألف دينار كحد أدنى، على حد قوله.
وقال نفس المتحدث: «لقد دأبنا على السفر نحو الأقارب في العطلة الصيفية حتى يكتشف الأولاد بلادهم وتراب أجدادهم ولكن اليوم وبفعل الغلاء أصبحت لا أستطيع توفير مصاريف التنقل وحذفنا هذا الأمر من الأجندة نهائيا، فالمصاريف لا تنتهي وهو ما يجعلني في توتر دائم».
وقال «رفيق/ز ٣٥ سنة » عامل بميناء الجزائر أن وضعه الاجتماعي صعب للغاية بحكم زواجه مؤخرا ولجوئه لكراء بيت وهو ما جعله يعاني كثيرا ماديا، فالمدخرات التي قام بها لسنوات ذهبت أدراج الرياح واليوم أصبح يتخوف من كل شيء.
أما هواري عامل نظافة بشارع بوقرة في الأبيار وبعد ٢٧ سنة، تبلغ أجرته ٤٠ ألف دينار جعلته يندم على إتباع الأجرة الشهرية، موضحا بأنه كان بإمكانه امتهان التجارة ولكن القدر قاده لهذه المهنة، «هواري» الذي يوجد على ٥ سنوات من أبواب التقاعد متخوف على مستقبل أولاده، وروى المتحدث لـ «الشعب» عن حياته اليومية مع الزملاء حيث يبيتون في مستودع بشارع مليكة قايد بالأبيار، ويتعاونون فيما بينهم للقيام بتغطية مختلف الشوارع وتنظيفها.
ويعاني عامل النظافة في رمضان من بعد العائلة ولحسن الحظ تقوم «شركة نات كوم» بتوفير الأكل في رمضان، ويرسل هواري جزء كبير من الأجرة الشهرية إلى عائلته بقصر البخاري متمنيا من السلطات إعادة النظر في الأجور وتخصيص زيادات للمواسم والأعياد التي باتت تؤرق أكثر ما تجعل الفرد يحتفل بها.

آمال معلقة على الثلاثية شهر سبتمبر المقبل
 
تتوجه أنظار العمال الى قمة الثلاثية شهر سبتمبر المقبل لترقب أية زيادات من شأنها أن تحسن أوضاعهم المعيشية وترفع عنهم الغبن في ظل ارتفاع تكاليف الحياة والعجز عن توفير الحد الأدنى لحياة كريمة.
وستجد المركزية النقابية نفسها أمام وضعية صعبة لإقناع الحكومة بتبني زيادات جديدة وخاصة في الحد الأدنى للأجر القاعدي المضمون المتوقف حاليا عند ١٨ دينارا وهو البعيد كل البعد عن واقع الأسعار.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024