المجاهد الساسي بن حملة يرحل في صمت

ظل وفيا لمبدأ اعتراف فرنسا بجـرائمهـــا الاستعمــارية

سهام بوعموشة

يعتبر الفقيد المجاهد الساسي بن حملة الذي رحل عنا في صمت نهاية الأسبوع الفارط، من مناضلي حزب الشعب الجزائري إلى جانب الشهيد بوجمعة سويداني اللذين انخرطا في المنظمة الخاصة على إثر مجازر الثامن ماي ١٩٤٥، حسب ما أفاد نورد الدين عمراني مناضل بجمعية ٨ ماي ١٩٤٥ بقالمة وبن عائلة هي ضحية المجازر  الفرنسية التي تبقى بلا عقاب.
وأضاف عمراني في تصريح لـ «الشعب» أن انضمام بن حملة وسويداني لتأسسيس المنظمة الخاصة هو اقتناعا منهما بأن استعادة السيادة الوطنية والحرية لا تتم إلا بالكفاح المسلح، خاصة وأن المظاهرات السلمية التي بالرغم من تنظيمها بهدوء في قالمة، خراطة، وسطيف مطالبة فرنسا بتنفيذ وعودها بعد وقوف الجزائريين إلى جانبها ضد النازية لم تأت بنتيجة.
 والأكثر من ذلك، قال محدثنا، إنها واجهت بوحشية غير مسبوقة تجاوزت في أسلوبها ممارسات النازية بإطلاق النار على المتظاهرين المسالمين وسقوط ٤٥ ألف جزائري. مبرزا في هذا السياق، أن الساسي بن حملة وغيره من المناضلين نجوا من الآلة الحربية الفرنسية وذهبوا في اتجاه المواجهة المسلحة.
 مقتنعين إلى حد الثمالة بأن فرنسا التي دخلت بالقوة إلى الجزائر، لن تخرج إلا بالقوة. وأدركوا أن فرنسا تفهم هذا الأسلوب الوحيد الذي يؤدي الرسالة ويعرف بالقضية الجزائرية، ويجلب المناصرة والتأييد.
وعلى هذا الدرب سار الساسي بن حملة، قال نور الدين عمراني، في قالمة وظل يحشد الإرادات من أجل توسيع دائرة الكفاح المسلح من خلال المنظمة الخاصة، وتمسك بهذا الطرح إلى جانب الشهيد بوجمعة سويداني في مواصلة النضال.. وبقي بقالمة يحسس بجدوى الكفاح المسلح بعد ذهاب سويداني بوجمعة الى المتيجة للنضال بطلب من القائد رابح بيطاط.
وقال عمراني أيضا أنه حينما اندلعت ثورة نوفمبر كان الساسي بن حملة في قلب الحدث بمنطقة قالمة إلى جانب مناضلين آخرين، حتى بعد هجوم الشمال القسنطيني، حيث ألقت القوات الاستعمارية القبض عليهم وزجت بهم في مراكز الاعتقال بعدة مدن مثل المسيلة، عين وسارة، سيدي الشحمي، وهران وغيرها من المدن، وظل بن حملة ورفقاؤه في السجن لغاية ١٩٦١.
وبالمقابل استعرض عمراني مسيرة الفقيد بعد الاستقلال، حيث تقلد المجاهد بن حملة مناصب قيادية في حزب جبهة التحرير الوطني، وكون جمعية الثامن ماي ١٩٤٥ بقالمة، وظل يناضل من أجل اعتراف فرنسا بجرائمها ودفع حقوق ضحايا مجازر ٨ ماي، وهذا عبر مراسلة الرؤساء الفرنسيين بدءا من فاليري جسكاديستا، ميتران، وجاك شراك، على حد قوله.
وأضاف أن ساسي بن حملة، لم يتخل عن هذه الرسالة التي رآها مقدسة حماية للذاكرة ووفاء للشهداء رغم المرض الذي طاله في السنوات الأخيرة، لغاية وفاته الأسبوع الماضي، أين دفن بمقبرة سيدي يحيى بالعاصمة وبحضور مناضلي الحركة الوطنية والثورة التحريرية، وكذا رفقاء الدرب.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024